لا زكاة في الزيتون‌ عند علمائنا أجمع ـ وهو الجديد‌ للشافعي ، وقول ابن أبي ليلى والحسن بن صالح وأبي عبيد وأحمد في رواية (1) ـ لأنّه لا يدّخر يابسا فأشبه الخضراوات ، ولأنّه ليس بمصان حالة الاختيار فلا تجب فيه الزكاة كغيره من الثمار ، ولأنّه إذا لم تجب في التين مع ما يمكن فيه من القوت فالزيتون أولى.

وقال في القديم : تجب فيه الزكاة ، وبه قال الزهري والأوزاعي ومالك والليث والثوري وأبو ثور وأحمد ـ في رواية ـ وأصحاب الرأي (2) ، لقوله تعالى : {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141] في سياق {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ} [الأنعام: 99].

ولا حجّة فيه ، لأنّها لم يرد بها الزكاة ، لنزولها(3) بمكة ، والزكاة فرضت بالمدينة ، ولهذا ذكر الرمان ولا زكاة فيه.

والموجبون شرطوا بلوغ خمسة أوسق(4).

والذي يطلب زيته كالشامي والمدقوقي يخرج عشره زيتونا أو زيتا ، وما لا يطلب زيته ، بل يؤكل أدما كالبغدادي يخرج عشرة إذا بدا صلاحه ، لأنّها حالة الادّخار.

__________________

 (1) المهذب للشيرازي 1 : 160 ، المجموع 5 : 456 ، فتح العزيز 5 : 561 ، حلية العلماء 3 : 73 ، بداية المجتهد 1 : 245 ، المغني والشرح الكبير 2 : 552.

(2) المهذب للشيرازي 1 : 160 ، فتح العزيز 5 : 561 ـ 562 ، حلية العلماء 3 : 73 ، الميزان ـ للشعراني ـ 2 : 6 ، المدونة الكبرى 1 : 294 ، بداية المجتهد 1 : 254 ، المغني والشرح الكبير 2 : 552.

(3) يقصد بالضمير في ( لأنها ) و ( بها ) و ( لنزولها ) الآية.

(4) المغني 2 : 552 و 555 ، الشرح الكبير 2 : 553 ، المجموع 5 : 456 ، حلية العلماء 3 : 73.