أقرأ أيضاً
التاريخ: 20/9/2022
![]()
التاريخ: 28-4-2017
![]()
التاريخ: 2024-02-11
![]()
التاريخ: 29-5-2022
![]() |
يتقوم الوجود الإنساني بعدة عوامل تترشح عن بعضها البعض وتترابط على نحو يؤسس للوحدانية في هذا الوجود. هذه الوحدانية التي يمكن استفادتها من الآثار واللوازم والشواهد السفلية والتي يمكن تحليلها والوصول إلى الإيمان بها بالنظر إلى أصل الخلق وعلله.
فالوجود ينطق كله بالتوحيد وبالوحدانية، وعلى هذا الأساس فإن الإنسان واقع على خط التوحيد، وغايته أن يصبح موحداً في أعلى مراتب التوحيد، وذلك من خلال الإفادة من العناصر الواحدة على طول هذا الخط، وهي على النحو الآتي:
أ- الغاية للإنسان كل إنسان هي واحدة، ولم تتعدد الغايات بتعدد الإنسان كأفراد، ولا بتعدد الملكات للإنسان الواحد، ولا بالتغيّر والتفاوت في المواهب والإمكانيات بعد تلبس كل إنسان بعالم المادة والدنيا، فمهما كانت طبيعة الإنسان وقدراته، ومهما كان الحيز الذي يشغله من هذه الدنيا في العمر والجنس والقوة والإمكانيات، فإنّ الغاية تبقى واحدة، ألا وهي المعرفة التي هي غاية الدين والمعرفة لا تتم إلا بالتوحيد ومظهر التوحيد هو العبودية. وقد عبر سبحانه عن الغاية بالمظهر العملي لها، وهو العبودية، قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
إذاً كل مخلوق عاقل في هذه الدنيا هدفه أن يعبد الله ليصل إلى توحيده الذي يعني كمال معرفته (كما عبر عن ذلك الإمام علي ـ عليه السلام ـ في نهج البلاغة).
وكذلك عبر القرآن الكريم: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].
فالغاية العبودية، والعبودية هدفها اليقين، واليقين هو المعرفة.
إذاً الغاية واحدة.
ب- السبيل إلى هذه الغاية واحدة، فلم يذكر الله سبحانه، الصراط في القرآن إلا بصيغة المفرد، حتى لو كان الدليل على هذا الصراط متعدّداً، (الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم) فالذين (متعددّون) وإن كانوا طينة واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض، لكن الصراط واحد (وإن هذي سبيلي)، (هذا صراط مستقيم).
ج- إن الإنسان، وهو محور الحركة على طول الصراط الواحد، والذي كلف بالسعي لتحقيق غاية واحدة، هو كذلك واحد عبر عنه، سبحانه، بالنفس (ونفس وما سواها..) وحتى عندما تمت الإشارة إلى وجود الملكات المتعددة، ومن باب رفع الإشكالية المتوهمة في تعدّد الإنسان بتعدد ملكاته، فإنه، سبحانه، قال: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]. أي إن تعدد هذه الملكات الظاهرة والباطنة لا يعني أبداً تعدد الإنسان، بل المسؤول عن جمع وتوليف وتشغيل هذه الملكات هو الإنسان (كان عنه، أي الإنسان الواحد مسؤولاً).
وبناء على هذه، فإنّ النظرة إلى الإنسان، قوامها أنه واحد في الذات مع التعدّد في الملكات. ويترشح عن ذلك في النظرية التربوية ما يأتي:
أولاً: إن الوحدة في الذات تعني الوحدة في الهدف.
ثانياً: إنّ التعدد في الملكات التي تظهر في الإمكانيات اللاحقة تلحظ في المناهج والبرامج.
ثالثاً: إن الوحدة في الذات تعني التفاعل والتداخل بين الملكات، وإلا لو كانت متضادة متنافرة فمن الصعب أن تصنع إنساناً واحداً. وهذا التفاعل يعني أنه لا يمكن تجزئة الإنسان - في مقام التربية، بل لا بد من تربيته على قاعدة أن ما يدخل كعنصر تأثير في احدى الملكات فإنه يؤثر في الأخريات وهكذا، فلا يمكن الفصل بين السمع والفؤاد، ولا بين البصر والفؤاد، أي لا يمكن الفصل بين الحسّ والإحساس وبين المادة والروح في الإنسان. وهذا الأمر له تداعياته الكبيرة على المنهج التربوي لجهة التربية الشمولية التكاملية القائمة على أخذ كل الإنسان في كل مفردة تربوية ومادة تربوية أو تعليمية.
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم دورتين لتعليم أحكام التلاوة لطلبة العلوم الدينية في النجف
|
|
|