المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تطبيقات النانو تكنولوجي في المستقبل
2025-03-19
تطبيقات النانو تكنولوجي في مجال الإلكترونيات
2025-03-19
خيارات تأمين مصادر الطاقة
2025-03-19
تقسيم الفطريات الممرضة للنبات
2025-03-19
نصاب زكاة البقر
2025-03-19
مسنونات زكاة الحرث
2025-03-19

تسمم بالفطريات الكبيرة Mycetism
10-4-2019
(Smiles (PCR
13-2-2020
مقارنةٌ عابرة بين القران الكريم وافصح العرب
8-11-2014
منشأ اختلاف اللغات‏ والدليل القرآني فيه.
13-12-2015
أنواع الملاحظة بالمشاركة
28-3-2022
The MOSFET
23-10-2020


النظرة إلى الإنسان في وحدة الذات مع تعدد الملكات  
  
11   08:50 صباحاً   التاريخ: 2025-03-19
المؤلف : د. بلال نعيم
الكتاب أو المصدر : التربية والتعليم في القران الكريم
الجزء والصفحة : ص 13 ــ 16
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20/9/2022 1632
التاريخ: 28-4-2017 2223
التاريخ: 2024-02-11 1363
التاريخ: 29-5-2022 2270

يتقوم الوجود الإنساني بعدة عوامل تترشح عن بعضها البعض وتترابط على نحو يؤسس للوحدانية في هذا الوجود. هذه الوحدانية التي يمكن استفادتها من الآثار واللوازم والشواهد السفلية والتي يمكن تحليلها والوصول إلى الإيمان بها بالنظر إلى أصل الخلق وعلله.

فالوجود ينطق كله بالتوحيد وبالوحدانية، وعلى هذا الأساس فإن الإنسان واقع على خط التوحيد، وغايته أن يصبح موحداً في أعلى مراتب التوحيد، وذلك من خلال الإفادة من العناصر الواحدة على طول هذا الخط، وهي على النحو الآتي:

أ- الغاية للإنسان كل إنسان هي واحدة، ولم تتعدد الغايات بتعدد الإنسان كأفراد، ولا بتعدد الملكات للإنسان الواحد، ولا بالتغيّر والتفاوت في المواهب والإمكانيات بعد تلبس كل إنسان بعالم المادة والدنيا، فمهما كانت طبيعة الإنسان وقدراته، ومهما كان الحيز الذي يشغله من هذه الدنيا في العمر والجنس والقوة والإمكانيات، فإنّ الغاية تبقى واحدة، ألا وهي المعرفة التي هي غاية الدين والمعرفة لا تتم إلا بالتوحيد ومظهر التوحيد هو العبودية. وقد عبر سبحانه عن الغاية بالمظهر العملي لها، وهو العبودية، قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

إذاً كل مخلوق عاقل في هذه الدنيا هدفه أن يعبد الله ليصل إلى توحيده الذي يعني كمال معرفته (كما عبر عن ذلك الإمام علي ـ عليه السلام ـ في نهج البلاغة).

وكذلك عبر القرآن الكريم: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].

فالغاية العبودية، والعبودية هدفها اليقين، واليقين هو المعرفة.

إذاً الغاية واحدة.

ب- السبيل إلى هذه الغاية واحدة، فلم يذكر الله سبحانه، الصراط في القرآن إلا بصيغة المفرد، حتى لو كان الدليل على هذا الصراط متعدّداً، (الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم) فالذين (متعددّون) وإن كانوا طينة واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض، لكن الصراط واحد (وإن هذي سبيلي)، (هذا صراط مستقيم).

ج- إن الإنسان، وهو محور الحركة على طول الصراط الواحد، والذي كلف بالسعي لتحقيق غاية واحدة، هو كذلك واحد عبر عنه، سبحانه، بالنفس (ونفس وما سواها..) وحتى عندما تمت الإشارة إلى وجود الملكات المتعددة، ومن باب رفع الإشكالية المتوهمة في تعدّد الإنسان بتعدد ملكاته، فإنه، سبحانه، قال: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]. أي إن تعدد هذه الملكات الظاهرة والباطنة لا يعني أبداً تعدد الإنسان، بل المسؤول عن جمع وتوليف وتشغيل هذه الملكات هو الإنسان (كان عنه، أي الإنسان الواحد مسؤولاً).

وبناء على هذه، فإنّ النظرة إلى الإنسان، قوامها أنه واحد في الذات مع التعدّد في الملكات. ويترشح عن ذلك في النظرية التربوية ما يأتي:

أولاً: إن الوحدة في الذات تعني الوحدة في الهدف.

ثانياً: إنّ التعدد في الملكات التي تظهر في الإمكانيات اللاحقة تلحظ في المناهج والبرامج.

ثالثاً: إن الوحدة في الذات تعني التفاعل والتداخل بين الملكات، وإلا لو كانت متضادة متنافرة فمن الصعب أن تصنع إنساناً واحداً. وهذا التفاعل يعني أنه لا يمكن تجزئة الإنسان - في مقام التربية، بل لا بد من تربيته على قاعدة أن ما يدخل كعنصر تأثير في احدى الملكات فإنه يؤثر في الأخريات وهكذا، فلا يمكن الفصل بين السمع والفؤاد، ولا بين البصر والفؤاد، أي لا يمكن الفصل بين الحسّ والإحساس وبين المادة والروح في الإنسان. وهذا الأمر له تداعياته الكبيرة على المنهج التربوي لجهة التربية الشمولية التكاملية القائمة على أخذ كل الإنسان في كل مفردة تربوية ومادة تربوية أو تعليمية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.