المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التفسير الباطني
9-3-2016
نـماذج التغييـر 5
13-8-2019
Limiting Clotting : Fibrinolysis
6-1-2022
فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ‏
2023-11-13
Woodall Number
15-12-2020
ازدراء النيازك
2023-06-07


عليك إنتظارُ البلاء والإستعدادُ له  
  
1998   08:39 صباحاً   التاريخ: 29-5-2022
المؤلف : السيد سامي خضرة
الكتاب أو المصدر : كيف تواجه المصائب؟
الجزء والصفحة : ص58 ـ 60
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

لا بد من الاستعداد له، بحوافز التسليم والرضا(1).

رأى الصادق (عليه السلام)، رجلاً قد اشتد جزعه عند موت ولده، فقال (عليه السلام): (يا هذا، جزعت للمصيبة الصغرى، وغفلت عن المصيبة الكبرى، لو كنت لما صار إليه ولدك مستعداً، لما اشتد عليه جزعك، فمصابك بتركك الاستعداد، أعظم من مصابك بولدك).

وتنبغي الإشارة، إلى أن الاستعداد لتلقي المصائب والبلايا، لا يكون عند وقوعها، حيث تضطرب النفس ويتشتت الذهن، بل تكون بمسلك إيماني ومفاهيم مستقرة في معنى الدنيا والآخرة والقضاء والقدر وسنن الحياة في المصيبة والبلاء والرزق.

وهذا لا يتحقق إلا بالرجوع إلى الأحاديث الشريفة المروية عن أنبياء الله وأوليائه (عليهم السلام)، لأن (البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض)(2).

وعندما سئل الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): هل يبتلي الله المؤمن؟

قال (عليه السلام): (وهل يبتلى إلا المؤمن)(3).

وفي النص الشريف عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (مثل المؤمن كمثل كفتي الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه، ليلقى الله ـ عز وجل ـ ولا خطيئة له)(4).

وعلى كل مؤمن أن يعلم، أنه يبتلى على قدر أعماله الحسنة، فمن حسن دينه وحسن عمله إشتد بلاؤه، ومن ضعف دينه وضعف عمله قل بلاؤه(5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ من الضروري الرجوع إلى كتب الأحاديث، والاطلاع على أبواب: الصبر، البلاء، اليقين، التسليم، الرضا.

2ـ راجع ميزان الحكمة، ج1، ح1899.

3ـ المصدر السابق، ح1910.

4ـ المصدر السابق، ح1955.

5ـ راجع تمام موضوع الحديث في نفس المصدر السابق، ح1951. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.