المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6556 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أمراض الفطر Rhizoctonia
2025-03-12
نظرية أوبيك (OBIK)
2025-03-12
التأصيل المفاهيمي للتغيرات المناخية
2025-03-12
وظائف الفيتامين Vitamin A Functions A
2025-03-12
خطوط الحرارة المتساوية بمياه البحار والمحيطات
2025-03-12
مضاعفات الأمواج
2025-03-12



اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ آياتِكَ بِأَكرمِها ، وَكُلُّ آياتِكَ كريمَةٌ ، اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِآياتِكَ كُلّهَا  
  
87   03:33 مساءً   التاريخ: 2025-03-11
المؤلف : السيد روح الله الموسوي
الكتاب أو المصدر : شرح دعاء السحر
الجزء والصفحة : ص145-148
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أدعية وأذكار /

قد انكشف لك في بعض المباحث السالفة ([1]) ، وانفتح على بصيرة قلبك في شرح بعض الفقرات السابقة أنّ سلسلة الوجود من عنصرياتها وفلكياتها وأشباحها وأرواحها وغيبها وشهودها ونزولها وصعودها كتبٌ إلهية ، وصحف مكرّمة ربوبية ، وزبر نازلة من سماء الأحدية .

وكلّ مرتبة من مراتبها ودرجة من درجاتها ، من سلسلتي الطولية والعرضية آيات مقروّة على آذان قلوب الموقنين الذين خلصت قلوبهم عن كدورة عالم الهيولى وغبارها ، وانتبهوا عن نومتها ؛ متلوّة على الذين انبعثوا عن قبر عالم الطبع وتخلّصوا عن سجن المادّة الظلمانية وقيودها ؛ ولم يجعلوا غاية هممهم الدنيا الدنيّة وزخرفها وزبرجها ؛ ولم يخلدوا على الأرض ، غير قاطنين فيها ؛ وكان دخولهم فيها للزرع لا للحصاد ؛ فإنّ الدنيا مزرعة الآخرة ، وورودهم فيها لأجل الحركة الانعطافية التي بها يصير الإِنسان إنساناً ، ومنها الرجوع إلى الوطن الأصلي مقرّ أبينا آدم عليه السلام ؛ وإليه الإشارة في كلام المولوي :

بشنو از نى چون حكايت مىكند * از جداييها شكايت مىكند

إلى أن قال : هر كسى كو باز ماند از أصل خويش * باز جويد روزگار وصل خويش ([2]).

إلى آخر ما قال ؛ دون الحركة الاستقامية التي كان أبونا آدم - عليه السلام - يريدها ، على ما أفاد شيخنا العارف دام ظلّه ([3]) . وهم في الدنيا كالراحل المريد للتجهيز والمهيّأ للمسافرة . ولم يكن نظرهم إليها إلّا بما أنّها مثال لما في عالم الغيب ؛ كما قال الصادق - عليه السلام - على ما روي : « ما رأيت شيئاً إلّا ورأيت اللَّه قبله ومعه وبعده » ([4]) .

فالسالك البالغ إلى هذا المقام رأى كلّ شيء آية لما في الغيب ؛ فإنّ كلّ موجود حتّى الجماد والنبات كتاب إلهي ، يقرء السالك إلى اللَّه والمجاهد في سبيله ، منه الأسماء والصفات الإِلهية بمقدار الوعاء الوجودي له :

وفي كلّ شيء له آيةٌ * تدلّ على أنّه واحد ([5]),  بل عند استهلاكه في غيب الهويّة ومقام جمع الأحدية كان كوناً جامعاً لجميع مراتب الأسماء والصفات ، وعالماً مستقلّاً فيه كلّ الأشياء .

وفي آثار الرضا عليه السلام : « قد علم أولوا الألباب كلّ ما هناك لا يعلم إلّا بما هاهنا » ([6]) .

ثمّ اعلم إنّ الإنسان الكامل لكونه كوناً جامعاً وخليفة اللَّه في الأرضين وآية اللَّه على العالمين كان أكرم آيات اللَّه وأكبر حججه ؛ كما عن مولانا وسيّدنا أمير المؤمنين ، أو عن سيّدنا الصادق عليهما الصلاة والسلام : « إنّ الصورة الإنسانية أكبر حجج اللَّه على خلقه ؛ وهي الكتاب الذي كتبه بيده ؛ وهي مجموع صورة العالمين . . . » ([7]) إلى آخر الكلام على قائله الصلاة والسلام .

فهو بوحدته واجد لجميع مراتب الغيب والشهادة ، وببساطة ذاته جامع لكلّ الكتب الإلهية ؛ كما في الآثار العلوية ، صلوات اللَّه عليه : وتزعَم أنّك جرم صغير * وفيك انطوى العالَمُ الأكبر ([8])

وقال الشيخ الكبير محيي الدين العربي الأندُلسي : أَنا القرآنُ والسَّبع المثاني * وروحُ الروح لا روحُ الأداني ([9]), وانتبه يا أخا الحقيقة عن نوم الغفلة ، وافتح عين قلبك ، وبصر فؤادك ، واقرأ كتاب نفسك كفى بها شهيداً . قال تعالى : سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ([10]) .

وقيل : ليس مِن اللَّه بمستنكَر * أن يجمع العالَم في واحد ([11])

وما دام تكون في غشوة عالم الطبع وسُكر خمر الهيولى لا يمكنك شهودُ نفسك ونفسيتك ، وقراءةُ كتاب ذاتك وزبور حقيقة وجودك ، فأخرج عن هذه القرية الظالمة المظلمة والدار الموحشة المستوحشة والنشأة الكدرة الضيّقة واقرء وارقَ .

تو را ز كنگرهء چرخ مىزنند صفير * ندانمت كه در اين دامگه چه افتاده است ([12]) واخرق حجاب الطبع والطبيعة ؛ فإنّك من عالم القدس والطهارة ودار النور والكرامة ؛ كما قال العارف الشيرازي قدّس سرّه :

چاك خواهم زدن اين دلق ريايى چه كنم * روح را صحبت ناجنس عذابي است اليم ([13]), فإذا خرقت الحجب الظلمانية ترى ظهور الحقّ في كلّ الأشياء ، وإحاطتَه عليها ، وأ نّها آياته وبيّناته الدالّة بكمالاتها على كمال منشئها وبارئها .


[1] تقدّم في الصفحة 57 وما بعدها .

[2] مثنوى معنوي : 5 ، دفتر أول ، بيت 4 .

[3] انظر رشحات البحار ، الإنسان والفطرة : 172 و 203 .

[4] شرح أصول الكافي ، صدر المتألّهين 3 : 432 ؛ شرح الأسماء ، السبزواري : 516 ؛ مرآة العقول 10 : 391 ، والرواية في المصادر مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام لكن نقل في رسالة لقاء اللَّه عن الصادق عليه السلام كما أشار إليه الإمام الخميني في حاشية مصباح الهداية . راجع لقاء اللَّه ، الملكي التبريزي : 29 ؛ مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية ، مصباح 20 .

[5] ديوان أبي العتاهية : 45 .

[6] التوحيد ، الصدوق : 438 ؛ عيون أخبار الرضا عليه السّلام 1 : 175 ؛ انظر شرح الأسماء ، السبزواري : 141 .

[7] تقدّم في الصفحة 8 .

[8] الديوان المنسوب إلى الإمام علي عليه السّلام : 178 .

[9] الفتوحات المكّية 1 : 9 ؛ الإسراء إلى مقام الأسرى : 4 .

[10] فصّلت ( 41 ) : 53 .

[11] ديوان أبي نواس : 179 .

[12] ديوان حافظ : 90 ، غزل 23 .

[13] ديوان حافظ : 497 ، غزل 430.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.