أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-06-2015
4829
التاريخ: 2023-07-10
946
التاريخ: 9-06-2015
5134
التاريخ: 8-11-2014
4706
|
قوله تعالى : {مٰا تَرىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمٰنِ مِنْ تَفٰاوُتٍ} [الملك : 3]
وما فيه تفاوت من الكفر والمعاصي ليس من خلق الله لأنه نفى نفيا عاما أن يكون فيما خلقه تفاوتٌ .
وقال تعالى : {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة : 7] . والكفرُ ليس بحسن ولا فعل مُتقنٍ .
وقال تعالى : {الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل : 88] ، أي أوجد فيه وجها من وجوه الحكمة عريا من سائر القبائح وقال تعالى : {وهُو الَّذِي خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ والْأَرْضَ بِالْحَقِّ} [الأنعام : 73] .
قال الحسن (1) ، والبلخيُّ ، والجبائيُّ ، والزجاجُ (2) ، والطبريُّ (3) : معناه : خلقهُمَا للحق لا للباطل .
وقال تعالى : {ومٰا خَلَقْنَا السَّمٰاءَ والْأَرْضَ ومٰا بَيْنَهُمٰا بٰاطِلًا} [ص : 27] .
يدلُّ على بطلان قول المجبرة (4) : إن كل باطل وسفه وما يخالف الحكمة من فعل الله تعالى عن ذلك ثم قال : {ذٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [ص : 27] .
ووجدنا من الأفعال ما هو ظلم وعبث وفاعل الظلم ظالم وفاعل الفسادِ مفسدٌ وفاعلُ العبثِ عابثٌ .
ووجدنا أيضا في الأفعال ما هو طاعة وخضوعٌ . وفاعلُ الطَّاعة مطيع وفاعل الخضوع خاضعٌ . ولا يجوز أن يكون الله تعالى مطيعاً ولا خاضعاً .
وتعلق الصاحبُ بتفاحة على شجرة وأخذ نصفها ، وبقي النصف عليها .
فقال له أبو إسحاق الأسفرائني : عندك : القادر على الشيء ينبغي أن يكون قادرا على ضده .
فقال الصَّاحبُ : كما قدرتُ على أخذها ، أقدر على ردها . إلا أن الرطوبة خارجةٌ عنها فلا يتقبلُ .
وقال أبو حنيفة (5) : رأيت موسى بن جعفر -عليهما السلام- وهو صغيرُ السنِّ في دهليز أبيه ، فقلتُ : أينَ يحدثُ الغريبُ منكم ، إذا أراد ذلك ؟
فنظر إليَّ ، ثم قال : يتوارى خلف الجدار ويتوقَّى أعين الجار ويجتنب شطوط الأنهار ومساقط الثمار وأفنية الدور والطرق النافذة والمساجد . ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ويضع ويرفع بعد ذلك حيث شاء .
فلما سمعتُ هذا نبلُ في عيني وعظم في قلبي فقلتُ لهُ : جعلتُ فداك ! ممَّن المعصية ؟
فنظر إليَّ ، ثم قال : اجلس حتى أخبرك . فجلستُ ، فقال : إن المعصية لا بد أن تكون من العبد أومن ربه أومنهما جميعاً .
فإن كان من الله تعالى فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله .
وإن كانت منهما فهو شريكُهُ والقويُّ أولَى بإنصاف عبده الضعيف .
وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر وإليه توجه النهي وله حق الثواب ، والعقاب ، ووجبت الجنة ، والنار . فقلت : {ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ واللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران : 34] .
ونظم في هذا المعنى :
لم تخل أفعالنا اللاتي نذم بها إحدى ثلاث خصال حين نأتيها
أما تفرد بارينا بصنعتها فيسقط اللؤم عنا حين ننشيها
أو كان يشركنا فيها فيلحقه ما سوف يلحقنا من لائم فيها
أولم يكن لإلهي في جنايتها ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها
سيعلمون إذا الميزان شال بهم أ هم جنوها أم الرحمن جانيها (6)
________________
1- مجمع البيان 2 : 320 .
2- مجمع البيان 2 : 320 .
3- جامع البيان 7 : 239 .
4- الملل والنِّحل 1 : 133 . مقالات الإسلاميين واختلاف المصلِّين 1 : 283 .
5- عيون أخبار الرِّضا 1 : 138 باختلاف يسير في اللفظ . التوحيد : 96 باختلاف يسير في الرواية واللفظ . أمالي الصدوق : 368 . شرح عقائد الصدوق أو تصحيح الاعتقاد : 199 - 200 . إعلام الورى : 297-298 . الاحتجاج 2 : 159 تحف العقول 307 - 308 .
6- الأبيات الأربعة الأولى من إعلام الورى : 298 معزوَّة الى موسى بن جعفر (عليه السلام) وهو مما يناسب رواية كتابنا هذا . والبيت الأخير في كتاب : فرق وطبقات المعتزلة : 68 معزوٌّ الى عمرو بن قايد أحد شيوخ المعتزلة . وهي في أمالي المرتضى 1 : 152 غير معزوٌة . وهي في الاحتجاج 2 : 159 غير معزوٌة أيضاً .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|