المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



حصار الشعب وامر الصحيفة  
  
3766   04:23 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص337338
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

لما بلغ قريشا فعل النجاشي بجعفر وأصحابه واكرامه إياهم ورأوا عدم وصولهم إلى النبي(صلى الله عليه واله)لقيام عمه أبي طالب دونه كتبوا كتابا على بني هاشم ان لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم أو يسلموا إليهم رسول الله(صلى الله عليه واله)وختم عليها أربعون خاتما وكتبها منصور بن عكرمة فشلت يده ، وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة وحصروهم في شعب أبي طالب أول المحرم سنة سبعة من البعثة فدخل بنو هاشم الشعب ، مسلمهم وكافرهم عدا أبي لهب وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب لشدة عداوتهما للرسول(صلى الله عليه واله)وأبو سفيان أسلم بعد ذلك وحسن اسلامه وانحاز إليهم بنو المطلب بن عبد مناف فكانوا أربعين رجلا وحصن أبو طالب الشعب وكان يحرسه ليلا ونهارا وأخافتهم قريش فكانوا لا يخرجون ولا يأمنون الا من موسم إلى موسم ، موسم العمرة في رجب وموسم الحج في ذي الحجة وقطعوا عنهم الميرة إلا ما كان يحمل سرا وهو شئ يسير لا يمسك ارماقهم حتى بلغ بهم الجهد وسمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب وذلك أشد ما لقي رسول الله(صلى الله عليه واله)وأهل بيته بمكة وكان هشام بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي يأتي بالبعير بعد البعير قد أوقره طعاما أو تمرا إلى فم الشعب فينزع عنه خطامه ويضربه على جنبيه فيدخل الشعب فبقوا في الشعب سنتين أو ثلاث سنين وأرسل الله تعالى على الصحيفة الأرضة فلحستها الا باسمك اللهم فأخبر الله تعالى نبيه بذلك فذكره لعمه أبي طالب فقال لقريش إن ابن أخي اخبرني أن الله قد سلط على صحيفتكم الأرضة فأكلتها غير اسم الله فإن كان صادقا نزعتم عن سوء رأيكم وإن كان كاذبا دفعته إليكم قالوا قد أنصفتنا ففتحوا فإذا هي كما قال فقالوا هذا سحر ابن أخيك وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم فمشي هشام بن عمرو إلى زهير ابن أبي أمية المخزومي وزهير ختن أبي طالب على ابنته عاتكة وقال أ رضيت ان يكون أخوالك هكذا قال فما اصنع وأنا رجل واحد قال وجدت ثانيا قال

ابغنا ثالثا فما زالوا كذلك حتى صاروا خمسة فيهم غير هشام وزهير مطعم بن عدي وأبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود فاقبلوا إلى أندية قريش فقال زهير يا أهل مكة نأكل الطعام ونشرب الشراب ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى والله لا اقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة فقال أبو جهل كذبت والله لا تشق فقال زمعة أنت والله اكذب فقال أبو البختري صدق والله زمعة وقال مطعم وهشام مثل ذلك فقال أبو جهل هذا أمر قضي بليل وقام مطعم إلى الصحيفة فشقها وخرج بنو هاشم من حصار الشعب في السنة العاشرة أو التاسعة من النبوة إلى مساكنهم وتوفيت خديجة وأبو طالب وفي تاريخ وفاتهما اختلاف كثير فقيل توفيا في عام واحد توفي أبو طالب بعد البعثة بست سنين وثمانية أشهر وأربعة وعشرين يوما وتوفيت خديجة بعده بثلاثة أيام فسمى رسول الله(صلى الله عليه واله)ذلك العام عام الحزن وقيل ماتت خديجة قبل الهجرة بسنة حين خرج رسول الله(صلى الله عليه واله)من الشعب ومات أبو طالب بعدها بسنة وكما أوصى عبد المطلب ابنه أبا طالب بنصر النبي(صلى الله عليه واله)فقام به أحسن قيام كذلك اوصى أبو طالب ابنيه عليا وجعفرا وأخويه حمزة وعباسا بنصره(صلى الله عليه واله)فقاموا به أحسن قيام لا سيما علي وحمزة وجعفر وفي ذلك يقول أبو طالب :

  أوصي بنصر النبي الخير مشهده * عليا ابني وعم الخير عباسا

وحمزة الأسد المخشي جانبه * وجعفرا ان تذودوا دونه الناسا

    وهاشما كلها أوصي بنصرته * ان يأخذوا دون حرب القوم امراسا

     كونوا فدى لكم نفسي وما ولدت * من دون أحمد عند الروع أتراسا

                 بكل أبيض مصقول عوارضه * تخاله في سواد الليل مقباسا

وقال رسول الله(صلى الله عليه واله)ما زالت قريش كاعة عني حتى مات أبو طالب فلما توفي نالت قريش من رسول الله(صلى الله عليه واله)واجترأت عليه فخرج إلى الطائف يعرض نفسه على القبائل ومعه زيد بن حارثة بعد ثلاثة أشهر من موت خديجة فأغروا به صبيانهم وسفاءهم يسبونه ويصيحون به ويرمونه بالحجارة حتى أدموا رجليه وزيد يقيه بنفسه حتى شج في رأسه ففر منهم إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة فدخله ورجعوا عنه وجلس إلى ظل شجرة فأرسل عتبة وشيبة غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس بعنب في طبق فوضعه بين يديه فقال باسم الله وأكل منه فعجب عداس من ذلك وقال هذا كلام لا يقوله أهل هذه البلاد فسأله عن بلده وعن دينه فأخبره انه نصراني من أهل نينوى فقال أ من قرية الرجل الصالح يونس بن متى قال وما يدريك به قال ذلك أخي كان نبيا وانا نبي فأكب عداس عليه يقبل رأسه ويديه وقدميه واسلم فعجب ابنا ربيعة من ذلك وقالا لا يصرفنك هذا الرجل عن دينك فهو خير من دينه وعاد رسول الله(صلى الله عليه واله)إلى مكة في جوار مطعم بن عدي وجعل يعرض نفسه على قبائل العرب في المواسم وفي منازلها وعمه أبو لهب واسمه عبد العزى يتبعه ايان ذهب يحرض الناس على أن لا يستمعوا له .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.