أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-08
341
التاريخ: 2023-09-22
1025
التاريخ: 2023-09-23
963
التاريخ: 2023-11-16
1165
|
لقد قسم روسو الحكومات الى ثلاثة انواع فالحكومة الديموقراطية هي التي يمارس فيها الشعب كله أو الجزء الأكبر منه الحكم. ويكون عدد المواطنين الحكام فيها أكثر من المواطنين المحكومين وبهذا تتحد السلطتان التنفيذية والتشريعية. لذلك فهي حكومة سيئة اذ لا يمكن وليس من الحكمة ان يكون واضع القوانين هو منفذها. كما انه من المستحيل ان يبقى الشعب فيها مجتمعاً للنظر في الشؤون العامة والحكومة على هذا الشكل تتطلب بنظره دولة صغيرة جداً يتصف فيها الشعب ببساطة كبيرة في الطباع كما يتطلب الحال كثيراً من التساوي في المراتب والثروات. ومع ان روسو يرى في الديموقراطية الصرفة أحسن انواع الحكومات الا انها »لم توجد ولن توجد ابداً ... فلو كان هناك شعب من الآلهة لحكم نفسه ديموقراطياً. فان حكومة على هذا المستوى من الكمال لا تصلح للبشر «.
اما في الحكومة الارستقراطية فيتميز فيها صاحب السيادة عن الحكومة ويتولى الحكم فيها قليل من الناس. وهي ثلاثة انواع: الارستقراطية الطبيعية التي لا تصلح الا لشعوب بدائية، والوراثية التي يعتبرها اسوأ انواع الحكومات، ثم الانتخابية التي تعد أحسنها.
اما الحكومة الملكية فهي تعني بنظره تركيز الحكم بيد حاكم واحد يستمد الآخرين سلطتهم منه. فتستجيب ارادة الشعب وارادة الأمير وقوة الدولة العامة وقوة الحكومة الخاصة لباعث واحد. كما يسير كل شيء فيها لهدف واحد. ولو ان روسو لم يتخوف من ان يتحول الحكم الملكي الى حكم مطلق لكانت الحكومة الملكية بنظره أحسن النظم السياسية وخاصة إذا كانت السلطة
فيها مستمدة من حب الشعب. ولكنه كان يرى ان النظام الملكي يناسب الدول الكبرى مع بعض الاستثناءات كما انه لا يلائم سوى الأمم الغنية، بينما الحكم الارستقراطي يناسب الدول القليلة الثروة والاتساع اما الحكم الديموقراطي فيصلح للدول الصغيرة والفقيرة.
والواقع ان روسو لا يهتم كثيراً بشكل الحكومة ديموقراطية كانت ام ارستقراطية ام ملكية اذ انه قد يكون شكلاً معيناً لحكومة ما أفضل في حالات معينة واسوأ في حالات أخرى وما يزيد في فساد حكومة معينة هو اساءة استخدام السلطة فيها، والجنوح الى الاستبداد. وبدلاً من ان يحكم الحاكم الرعايا ليجعلهم سعداء فانه يجعلهم بؤساء من اجل ان يحكمهم.
ويعتبر روسو بحق انه من أهم المفكرين الذين وضعوا اسس النظم السياسية التي تدين لها جميع الحكومات الديموقراطية في العالم. امتاز بدقة الملاحظة بحيوية فائقة، واسلوب تحريضي ضد مخلفات الماضي من منطلق الواقع الذي كانت تعيشه شعوب اوروبا في منتصف القرن الثامن عشر. كما اعتبر داعية الى التطور الاجتماعي من منطلق شعبي. ولما كان شر المجتمع بنظره يكمن بوجود اسياد وعبيد، فقد جعل القانون فوق البشر لتضعف تبعيتهم للأسياد. اذ ان شر القانين خير من أفضل الاسياد.
وكان للغموض الذي اتصفت به كتابات روسو احياناً ثم للتناقض احياناً أخرى ان أدى إلى اختلاف النقاد بشأنه. فمنهم من رآه عدواً للطغيان يمجد الديموقراطية. ومنهم من عده حليفاً للاستبداد والدكتاتورية القيصرية، او طوباوياً وقع أسير المبادئ المجردة. ومع ذلك فان روسو لم يفكر قط كمكيافللي في استغلال الناس المضللين ولا كهوبز وغيره من اصحاب نظريات الحق الطبيعي الذين اهتموا بتبرير ما هو كائن انطلاقاً من الوقائع أكثر مما اهتموا بالبحث عما يجب ان يكون، ولا على طريقة مونتسكيو الذي كان رجل قانون وعالم، اجتماع، بينما كان روسو يهتم بالطبيعة وسعادة الانسان والحب الاجتماعي (1).
...................................................
1- روسو: في العقد الاجتماعي. مقدمة بقلم بيير جورجلان ص 15.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|