أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-27
305
التاريخ: 2-10-2020
1698
التاريخ: 2024-03-09
771
التاريخ:
2309
|
كانت خاتمة الحروب التي خاض «رعمسيس الثالث» غمارها على الأمم المعادية لبلاده، في السنة الثانية عشرة من حكمه. وتدل كل الظواهر على أنه لم يمتشق الحسام بعدها قط، بل قضى البقية الباقية من سني حكمه في هدوء تام وسلام مستمر، والظاهر أنه كان خلال هذه الفترة التي تلت تلك الحروب الطاحنة يعمل على إسعاد شعبه، كما حدثنا عن ذلك في نقوشه وبخاصة ما جاء في ورقة «هاريس» عن أعماله السلمية، وقد كان عزمه الأكيد وغرضه الوحيد أن يسود النظام الشامل كل أنحاء المملكة، وأن توزع العدالة في أرجائها دون محاباة؛ إذ كان يرى أن أي فرد يحيد عن الحق، أو يُلحِق بالناس أذًى أو ظلمًا لا بد أن يدفع ثمن ظلمه مهما كانت منزلته، فإذا كان من كبار الموظفين حُرم وظيفته، ونُصب مكانه من يعطي العدالة حقها والوظيفة احترامها ومكانتها، ولا أدل على ذلك مما فعله مع وزيره الثائر كما ذُكر من قبل. ولقد يفاخر «رعمسيس الثالث» في ورقة «هاريس» بما فعله مع رعيته من الفقراء والمساكين؛ لراحتهم وإسعادهم في المدن، كما تفعل الحكومات المتمدينة في أيامنا، وقد أنشأ المنتزهات وغرسها بالأشجار الوارفة حتى يستظل بظلالها، ويستمتع بهوائها من ليس لهم حدائق خاصة ولا ضياع مثمرة، وكذلك نراه يطلق شرطته في أنحاء المدن والقرى حتى تأمن النساء شر أولئك الأشرار الذين يتسكعون في الطرقات، ويضايقون ربات الحجال في عدوهن ورواحهن. فأصبحن في عهده لا يجسر أحد على سبهن أو معاكستهن في الطرقات، وقد أصدر الأوامر للجنود المرتزقة من الشردانا واللوبيين وغيرهم من الأجانب الذين كانت تزخر بهم البلاد أن يلزموا داخل حصونهم، وفرض العقوبات الصارمة على كل من يتعدى أوامره منهم حتى آلت الحالة إلى انعدام أية شكوى من هؤلاء الجنود غلاظ القلوب، الذين استوطنوا البلاد منذ زمن يرجع إلى ما قبل عهد «رعمسيس الثاني «.
وتدل النقوش على أن هؤلاء الجنود كان لهم مدن خاصة لسكناهم، هذا ويقول لنا «رعمسيس» في هذه المناسبة نفسها:
ولقد حفظت كل سكان البلاد أحياء يُرزقون، سواء أكانوا أجانب أم من عامة الشعب أم من أهل المدن ذكورًا أم إناثًا، وخلصت الرجل من مصيبته، ومنحته الحياة، وخلصته من الغاشم الذي اضطهده، وضمنت لكل الناس سلامة في مدنهم.
(راجع ﻫ/78، 79–1 … الخ).
حقًّا إن هذا الوصف مبالغ فيه، ولكن هذه نغمة نعرفها في ملوك مصر وحكامها عندما يريدون أن يتحدثوا عن أنفسهم، وما فُطروا عليه من حب العدالة والإحسان إلى الناس الذين يقومون عليهم، غير أن شواهد الأحوال في عهد «رعمسيس الثالث» وبخاصة ما كانت عليه البلاد قبله من فوضى وسوء نظام تجعلنا لا نكذب كل ما قاله، وعلى أية حال لم يكن الفرعون على ما يظهر في حالة يُحسد عليها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|