يحقق هذا المذهب على الصفحة توازنا غير ملحوظ ،  يتجنب قيود التوازن الشكلي الهندسي ، ويعتمد أساسا على نظرية ارخميدس في توازن الرافعة وتقضى هذه النظرية بأنه اذا وضع ثقل على بعد معين من نقطة ارتكاز ، أمكن موازنته بثقل أصغر منه يوضع على بعد اكبر من الناحية الأخرى . ونجد لهذه النظرية تطبيقا عمليا واضحا في ميزان القبان الذي وازن الثقل الضخم فيه بكتلة معدنية صغيرة (رمانة) ، تعلق في العارف البعيد للرافعة .

وتطبيق هذه النظرية في اخراج الصفحة الأولى يحرر المخرج من قيد تماثل العناصر المتقابلة في المساحة أو النوع ، ومن قيد وقوعها على نفس البعد من محور الارتكاز . وعلى ذلك يمكن ان يتوازن عنصران على الصفحة مع اختلافهما في الحجم ، اذا كان اكبرهما أقرب الى نقطة الارتكاز بينهما.

ولا يكتفي هذا المذهب بالموازنة بين العناصر التي تتقابل على مستويات افقية ، بل يستخدم كذلك الاقطار في الصفحة وفي اجزائها كروافع تتقابل عليها العناصر المختلفة . وعلى ذلك يمكن ان توازن العناصر عبر الصفحة طولا وعرضا ، أو بين ركنين متقابلين.

وتحقيق التوازن العام بين اجزاء الصفحة مع التحرر من قيود التوازن الشكلي مرجعه الى المران وحده . ومهمة المخرج هنا ليست يسيرة ،

فهو يتوسع في فهم مدلول التوازن واطرافه ، ويستخدم في تحقيقه كل ما يمكنه من نظريات وأساليب متحررة ، وعليه في الوقت نفسه أن يستفيد من تحرره فيقدم الموضوعات حسب أهميتها النسبية ، وان يراعي القواعد التيبوغرافية العامة .

ولما كان هذا المذهب يعتمد اساسا على توازن العناصر المتقابلة على اطراف قطري الصفحة ، ويستخدم بتوسع أسلوب التعويض بين هذه العناصر في الثقل ، فضلا على توزيعها في كل من نصفي الصفحة ، فانه يؤدي الى تحقيق التباين بين العناصر المتجاورة . فالعناوين تجاور الصور أو الاطارات أو سطور المتن ، كما ان تجنب فكرة التماثل يقتضى المخالفة بين أنواع الحروف في العناوين المتجاورة . ولذلك يطلق على هذا المذهب أحيانا مذهب التوازن مع التباين Lontrast and Balance.