المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6235 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22

آيات ناطقة
9-05-2015
تـجربـة الهـند ــ (التصنيع بقيـادة الدولـة)
27-7-2021
زياد بن موسى الأسدي
7-9-2017
Circulatory Systems
14-10-2015
البرمجة الداينميكية Dynamic Programming Method
19-2-2018
مُجبِر بن سفيان
11-3-2016


الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) والكتاب‌.  
  
223   02:21 صباحاً   التاريخ: 2024-10-05
المؤلف : الشيخ محمد أمين الأميني.
الكتاب أو المصدر : المروي من كتاب علي (عليه السلام).
الجزء والصفحة : ص 83 ـ 93.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / أحاديث وروايات مختارة /

المستفاد من روايات كثيرة أنّ هذا الكتاب القيم والتراث العظيم كان لدى الأئمة الأطهار (عليهم السلام) يتوارثونه، بحيث كانوا يرون فيه، ويستفيدون منه، ويتّكلون عليه، ويستندون إليه، وإليكم ما وصل بأيدينا ممّا يدل على تواجد الكتاب لدى الأئمّة المعصومين (عليهم السلام):

رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ ابْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: مَا تَرَكَ عَلِيٌّ (عليه السلام) شَيْئاً إِلَّا كَتَبَهُ حَتَّى أَرْشَ الْخَدْشِ‌ (1).  رواه عنه المجلسي في البحار (2)، والنوري في المستدرك‌ (3)، والبروجردي في الجامع‌ (4).

رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنِ الْحَجَّالِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ صَبَّاحٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: أَعْطَانِي رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) كِتَاباً فَقَالَ: أَمْسِكِي هَذَا، فَإِذَا رَأَيْتِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَعِدَ مِنْبَرِي فَجَاءَ يَطْلُبُ هَذَا الْكِتَابَ فَادْفِعِيهِ إِلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) صَعِدَ أَبُو بِكْرٍ الْمِنْبَرَ فَانْتَظَرْتُهُ بِهِ فَلَمْ يَسْأَلْهَا، فَلَمَّا مَاتَ صَعِدَ عُمَرُ فَانْتَظَرْتُهُ فَلَمْ يَسْأَلْهَا، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ صَعِدَ عُثْمَانُ فَانْتَظَرْتُهُ فَلَمْ يَسْأَلْهَا، فَلَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ صَعِدَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام)، فَلَمَّا صَعِدَ وَنَزَلَ جَاءَ فَقَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ! أَرِينِي الْكِتَابَ الَّذِي أَعْطَاكِ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله)، فَأَعْطَيْتُهُ فَكَانَ عِنْدَهُ، قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ شَيْ‌ءٍ كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: كُلُّ شَيْ‌ءٍ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ‌ (5) رواه عنه المجلسي في البحار (6).

وَرَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَبْدِ الله بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَتْ: أَقْعَدَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) عَلِيّاً (عليه السلام) فِي بَيْتِي، ثُمَّ دَعَا بِجِلْدِ شَاةٍ فَكَتَبَ فِيهِ حَتَّى مَلَأَ أَكَارِعَهُ، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيَّ وَ قَالَ: مَنْ جَاءَكِ مِنْ بَعْدِي بِآيَةِ كَذَا وَ كَذَا فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ، فَأَقَامَتْ أُمُّ سَلَمَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وَ وُلِّيَ أَبُو بَكْرٍ أَمْرَ النَّاسِ بَعَثَتْنِي فَقَالَتْ: اذْهَبْ وَ انْظُرْ مَا صَنَعَ هَذَا الرَّجُلُ، فَجِئْتُ‌ فَجَلَسْتُ فِي النَّاسِ حَتَّى خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ بَيْتَهُ، فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُهَا، فَأَقَامَتْ حَتَّى إِذَا وُلِّيَ عُمَرُ بَعَثَتْنِي، فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ صَاحِبُهُ، فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُهَا، ثُمَّ أَقَامَتْ حَتَّى وُلِّيَ عُثْمَانُ فَبَعَثَتْنِي، فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ صَاحِبَاهُ فَأَخْبَرْتُهَا، ثُمَّ أَقَامَتْ حَتَّى وُلِّيَ عَلِيٌّ (عليه السلام)، فَأَرْسَلَتْنِي فَقَالَت: انْظُرْ مَا يَصْنَعُ هَذَا الرَّجُلُ؟ فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا خَطَبَ عَلِيٌّ (عليه السلام) نَزَلَ، فَرَآنِي فِي النَّاسِ فَقَالَ: اذْهَبْ فَاسْتَأْذِنْ عَلَى أُمِّكَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا، وَقُلْتُ: قَالَ لِيَ: اسْتَأْذِنْ عَلَى أُمِّكَ، وَهُوَ خَلْفِي يُرِيدُكِ، قَالَتْ: وَأَنَا وَالله أُرِيدُهُ، فَاسْتَأْذَنَ عَلِيٌّ (عليه السلام) فَدَخَلَ فَقَالَ: أَعْطِينِي الْكِتَابَ الَّذِي دُفِعَ إِلَيْكَ بِآيَةِ كَذَا وَكَذَا، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أُمِّي حَتَّى قَامَتْ إِلَى تَابُوتٍ لَهَا فِي جَوْفِهَا تَابُوتٌ لَهَا صَغِيرٌ، فَاسْتَخْرَجَتْ مِنْ جَوْفِهِ كِتَاباً، فَدَفَعَتْهُ إِلَى عَلِيٍّ (عليه السلام)، ثُمَّ قَالَتْ لِي أُمِّي: يَا بُنَيَّ! الْزَمْهُ، فَلَا وَالله مَا رَأَيْتُ بَعْدَ نَبِيِّكَ إِمَاماً غَيْرَهُ‌ (7). رواه المجلسي في البحار (8)، والبحراني في مدينة المعاجز (9).

وقال المجلسي في بيانه: الأكارع جمع كراع كغراب، وهو مستدق الساق.

أقول: قد أوردنا مثله بأسانيد في باب جهات علوم الأئمة (عليهم السلام) وأوردنا فيه وفي غيره بأسانيد أنّ الحسين (عليه السلام) لمّا أراد العراق استودعها الكتب فدفعتها إلى علي بن الحسين (عليه السلام) (10).

رَوَى الْرَامْهُرْمُزِيُّ فِي الْحَدِّ الْفَاصِلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ أَبِي جَوَالِقٍ، ثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ‌ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله): دَعَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) بَأَدِيمٍ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَنْدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ يُمْلِي وَعَلِيٌّ يَكْتُبُ حَتَّى مَلَأَ بَطْنَ الْأَدِيمِ وَظْهَرَهُ وَأَكَارِعَهُ‌ (11).

وَرَوَى أَبوُ سَعْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ التَّمِيمِيُّ السَّمْعَانِيُّ فِي أَدَبِ الْإِمْلَاءِ وَالْاسْتِمْلَاءِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبوُ الْفَتْحِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ بِبَغْدَادَ: أَخْبَرَنَا أَبوُ الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُ: أَخَبَرنَا أَبوُ الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المُؤَدِّبُ: أَخَبَرنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِيُ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَلَّادِيِّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ ابْنُ بِشْرِ بْنِ أَبِي جَوَالِقٍ: حَدَثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ عَمْروِ بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيُّ ف: دَعَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) بِأَدِيمٍ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍا عِنْدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) يُمْلِي وَعَلِيٌّ يَكْتُبُ حَتَّى مَلَأَ بَطَنَ الْأَدِيمِ وَظَهْرَهُ وَأَكَارِعَهُ‌ (12).

وَفي كِتَابِ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) قَالَ: يَا طَلْحَةُ! إِنَّ كُلَّ آيَةٍ أَنْزَلَهَا الله عَلَى مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) عِنْدِي بِإِمْلَاءِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله)، وَكُلَّ حَلَالٍ أَو حَرَامٍ أَوْ حَدٍّ أَوْ حُكْمٍ أَو شَي‌ءٍ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ عِنْدِي مَكْتُوبٌ بِإِمْلَاءِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطِّ يَدِي حَتَّى أَرْشَ الْخَدْشِ، قَالَ طَلْحَةُ: كُلُّ شَيْ‌ءٍ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ أَوْ خَاصٍّ أَوْ عَامٍ كَانَ أَوْ يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَسِوَى ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) أَسَرَّ إِلَيَّ فِي مَرَضِهِ مِفْتَاحَ أَلْفِ بَابٍ فِي الْعِلْمِ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ، وَلَوْ أَنَّ الْأُمَّةَ بَعْدَ قَبْضِ رسول الله (صلى الله عليه وآله) اتَّبَعُونِي‌ وَأَطَاعُونِي لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ‌ (13). رواه عنه الطبرسي في الاحتجاج‌ (14)، والمجلسي في البحار (15).

وفي كِتَابِ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ أَيضَاً أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) بَكَى ابْنُ عَبَّاسٍ بُكَاءً شَدِيداً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَقِيَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ بَعْدَ نَبِيِّهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَلِيٌّ وَلِوُلْدِهِ، وَمِن عَدُوِّهِ وَعَدُوّهِم بَرِي‌ءٌ، وَأَنِّي أُسَلمُ‌ (16) لِأَمْرِهِمْ، لَقَدْ دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ (عليه السلام) بِذِي قَارٍ، فَأَخْرَجَ إِلَي صَحِيفَةً وَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، هَذِهِ صَحِيفَةٌ أَمْلَاهَا عَلَيَّ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطِّي بِيَدِي‌ (17)، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقرأها عَلَيَّ، فَقَرَأَهَا فَإِذَا فِيهَا كُلُّ شَيْ‌ءٍ كَانَ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) إِلَى مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) وَكَيفَ يُقْتَلُ وَمَنْ يَقْتُلُهُ وَمَنْ يَنْصُرُهُ وَمَنْ يُسْتَشْهَدُ مَعَهُ، فَبَكَى بُكَاءً شَدِيداً وَأَبْكَانِي، فَكَانَ فِيمَا قَرَأَهُ عَلَيَّ كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ وَكَيْفَ تُسْتَشْهَدُ فَاطِمَةُ (عليها السلام) وَكَيْفَ يُسْتَشْهَدُ الْحَسَنُ (عليه السلام) ابنه وَكَيْفَ تَغْدِرُ بِهِ الْأُمَّةُ، فَلَمَّا أَن قَرَأَ كَيفَ يُقْتَلُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) وَمَنْ يَقْتُلُهُ أَكْثَرَ الْبُكَاءَ، ثُمَّ أَدْرَجَ الصَّحِيفَةَ وَقَد بَقِيَ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ فِيهَا فِيمَا قَرَأَ أَمْرُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَكَمْ يَمْلِكُ كُلُ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ، وَكَيْفَ بُويِعَ‌ (18) عَلِيٌّ (عليه السلام)، وَوَقْعَةُ الْجَمَلِ وَسَير (19) عَائِشَةَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَوَقْعَةُ صِفِّينَ وَمَنْ يُقْتَلُ فِيهَا وَ وَقْعَةُ النَّهْرَوَانِ وَأَمْرُ الْحَكَمَيْنِ، وَمُلْكُ مُعَاوِيَةَ وَمَنْ يَقْتُلُ مِنَ الشِّيعَةِ، وَمَا يَصْنَعُ‌ النَّاسُ بِالْحَسَنِ (عليه السلام)، وَأَمْرُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَتْلِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، فَسَمِعْتُ ذَلِكَ، ثُم كَانَ كَمَا قَرَأَ لَمْ يَزِدْ وَلَمْ يَنْقُصْ، فَرَأَيْتُ خَطَّهُ أَعرِفُهُ فِي صَحِيفَةٍ لَمْ تَتَغَيَّرْ وَلَمْ تَصْفَرْ (20)، فَلَمَّا أَدْرَجَ الصَّحِيفَةَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ كُنْتَ قَرَأْتَ عَلَيَّ بَقِيَّةَ الصَّحِيفَةِ، قَالَ (عليه السلام): لَا وَ لَكِنِّي مُحَدِّثُكَ مَا يَمنَعُنِي مَا نلقِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ وَوُلْدِكَ، وَهُوَ أَمْرٌ فَضِيعٌ مِنْ قَتْلِهِمْ لَنَا وَعَدَاوَتِهِمْ إِيّانَا وَسُوءِ مُلْكِهِمْ وَشُومِ قُدْرَتِهِمْ، فَأَكْرَهُ أَنْ تَسْمَعَهُ فَتَغْتَمَّ ويحزِنُكَ، وَلَكِنِّي أُحَدِّثُكَ أَخَذَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) عِنْدَ مَوْتِهِ بِيَدِي فَفَتَحَ لِي أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ، يَفتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ، وَأَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ يَنْظُرَانِ إِلَيَّ وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا خَرَجْتُ قَالَا لِي: مَا قَالَ لَكَ؟ فَحَدَّثْتُهُمَا بِمَا قَالَ، فَحَرَّكَا أَيْدِيَهُمَا، ثُمَّ حَكَيَا قَوْلِي ثُمَّ وَلَّيَا يَرُدّانِ قَوْلِي وَيَخطرانِ بِأَيدِيهِمَا، يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّ الحَسَنَ يِأتِيكَ مِنَ الكُوفَةِ بِكَذَا وَكَذَا أَلف رَجُل غَير رَجُل، يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّ مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ إِذَا زَالَ كَانَ أَوَّلُ مَا يَمْلِكُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وُلْدُكَ فَيَفْعَلُونَ الْأَفَاعِيلَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِأَنْ يَكُونَ نسختي‌ (21) ذَلِكَ الْكِتَابَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ‌ (22). رواه عنه شاذان بن جبرئيل القمي في الفضائل‌ (23)، والمجلسي في البحار (24)، وقال المجلسي في بيانه: (ولم يعفّر) أي لم يظهر فيه أثر التراب والغبار، يقال: عفره كضربه وبالتشديد في التراب أي مرغه، وفي بعض النسخ ولم يصفر (25).

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَأَهُ إِلَّا كِتَابُ اللهِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، فَقَالَ: فِيهَا الْجِرَاحَاتُ، وَأَسَنَانُ الْإَبِلِ، وَالمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أَوْ آوَى فِيهَا مُحْدِثاً فَعَلَيْهِ لَعْنَةَ اللهِ وَالمَلَائكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيَن، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفُ وَلَا عَدْلٌ، وَمَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِماً فَعَلَيهِ مِثْلُ ذَلِكَ‌ (26). روى عنه ابن بطريق في العمدة (27).

وقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانٍ، عَنْ مَطْرَفِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: هَلْ عِنْدَكُمْ كُتَابٌ؟ قَالَ: لَا إِلَّا كِتَابُ اللهِ، أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، أَوْ مَا فِي هَذِهِ الْصَّحِيفَةِ، قَالَ: قِلْتُ: فَمَا فِي هَذِهِ الْصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: الْعَقْلُ، وَفَكَاكُ الْأَسِيرِ، وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ (28).

وَقَالَ الْبُخارِيُّ أَيْضاً: حَدَّثَنَا قَتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام): مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَأُهُ إِلَّا كِتَابُ اللهِ غَيْرَ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قَالَ: فَأَخَرَجَهَا فَإِذَا فِيهَا أَشْيَاءُ مِنَ الجَراحَاتِ وَأَسْنَانِ الْإِبِلِ، قَالَ: وَفِيهَا: المَدِينَةٌ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِماً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ‌ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبِلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدَلٌ‌ (29).

رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ مُعَلَّى أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: إِنَّ الْكُتُبَ كَانَتْ عِنْدَ عَلِيٍّ (عليه السلام)، فَلَمَّا سَارَ إِلَى الْعِرَاقِ اسْتَوْدَعَ الْكُتُبَ أُمَّ سَلَمَة، فَلَمَّا مَضَى عَلِيٌّ (عليه السلام) كَانَتْ عِنْدَ الْحَسَنِ (عليه السلام)، فَلَمَّا مَضَى الْحَسَنُ (عليه السلام) كَانَتْ عِنْدَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، فَلَمَّا مَضَى الْحُسَيْنُ (عليه السلام) كَانَتْ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ أَبِي‌ (30). رواه عنه المجلسي في البحار (31)، والبروجردي في جامع الأحاديث‌ (32).

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ فِي بَنِي عَمِّهِ: لَوْ أَنَّكُمْ سَأَلُوكُمْ وَأَجَبْتُمُوهُمْ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ تَقُولُوا لَهُمْ: إِنَّا لَسْنَا كَمَا يَبْلُغُكُمْ، وَلَكُنَّا قَوْمٌ نَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ عِنْدَ مَنْ هُوَ وَمَنْ صَاحِبُهُ، فَإِنْ يَكُنْ عِنْدَكُمْ فَإِنَّا نَتَّبِعُكُمْ إِلَى مَنْ يَدْعُونَا إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُنْ عِنْدَ غَيْرِكُمْ فَإِنَّا نَطْلُبُهُ حَتَّى نَعْلَمَ مَنْ صَاحِبُهُ، وَقَالَ: إِنَّ الْكُتُبَ كَانَتْ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) فَلَمَّا سَارَ إِلَى الْعِرَاقِ اسْتَوْدَعَ الْكُتُبَ أُمَّ سَلَمَةَ، فَلَمَّا قُتِلَ كَانَتْ عِنْدَ الْحَسَنِ (عليه السلام)، فَلَمَّا هَلَكَ كَانَتْ عِنْدَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ أَبِي، ثُمَّ تَزْعُمُ يَسْبِقُونَا إِلَى خَيْرٍ؟ أَمْ هُمْ أَرْغَبُ إِلَيْهِ مِنَّا؟ أَمْ هُمْ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنَّا؟ وَلَكُنَّا نَنْتَظِرُ أَمْرَ الْأَشْيَاخِ الَّذِينَ قُبِضُوا قَبْلَنَا، أَمَّا أَنَا فَلَا أُحَرِّجُ أَنْ أَقُولَ: إِنَّ الله قَالَ‌ فِي كِتَابِهِ لِقَوْمٍ: {أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}، فَمُرْهُمْ فَلْيَدْعُوا مَنْ عِنْدَهُ أَثَرَةٌ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ‌ (33). رواه عنه المجلسي في البحار (34)، ثم قال في بيانه بعد نقله الخبر: (إلى خير) أي إلى الجهاد، أو إلى دعوى الإمامة، (ننتظر أمر الأشياخ) أي ننتظر في الخروج وإظهار أمرنا الوقت الذي أمرنا الأئمّة الماضية (عليهم السلام) بالخروج في ذلك الوقت‌ (35).

وَرَوَى الشَّيْخُ الْكُلَيْنِيُّ فِي الْكَافِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ وَعُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ شَهِدْتُ وَصِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حِينَ أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ (عليه السلام) وَأَشْهَدَ عَلَى وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) وَمُحَمَّداً وَجَمِيعَ وُلْدِهِ ورُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ وَالسِّلَاحَ وَقَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ (عليه السلام): يَا بُنَيَّ، أَمَرَنِي رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ وَأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وَسِلَاحِي كَمَا أَوْصَى إِلَيَّ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وَدَفَعَ إِلَيَّ كُتُبَهُ وَسِلَاحَهُ، وَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) فَقَالَ: وَأَمَرَكَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى ابْنِكَ هَذَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: وَأَمَرَكَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَمِنِّي السَّلَامَ‌ (36).

وَرَوَى الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي التَّهْذِيبِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حَمَّادِ ابْنِ عِيسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبَانٍ رَفَعَهُ إِلَى سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ (رضي الله عنه)، قَالَ سُلَيْمٌ: شَهِدْتُ وَصِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حِينَ أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ وَأَشْهَدَ عَلَى وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) وَمُحَمَّداً وَجَمِيعَ وُلْدِهِ وَرُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ، ثُمَّ دَفَعَ الْكِتَابَ إِلَيْهِ وَالسِّلَاحَ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ، أَمَرَنِي رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ وَأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وَسِلَاحِي كَمَا أَوْصَى إِلَيَّ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وَدَفَعَ إِلَيَّ كُتُبَهُ وَسِلَاحَهُ، وَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَ ذَلِكَ إِلَى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ، قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ فَقَالَ: وَأَمَرَكَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ هَذَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ صَبِيٌّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: يَا بُنَيَّ، وَأَمَرَكَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَاقْرَأْهُ مِنْ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَمِنِّي السَّلَامَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنْتَ وَلِيُّ الْأَمْرِ وَوَلِيُّ الدَّمِ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَكَ، وَإِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَةً مَكَانَ ضَرْبَةٍ وَلَا تَأْثَمْ، .. الخبر، وجاء في آخره: وَزَادَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ أَبَانٌ: قَرَأْتُهَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: صَدَقَ سُلَيْمٌ‌ (37).

وَرَوَى الشَّيْخُ الكُلَيْنِيُّ عَنِ العِدَّةِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَجْلَحُ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ وَزَيْدٌ الْيَمَامِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: أَنَّ عَلِيّاً (عليه السلام) حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ وَالْوَصِيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ (عليه السلام) دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ‌ (38).

وقال: وَفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام): أَنَّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ وَالْوَصِيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ (عليه السلام) دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ‌ (39). رواه عنه الطبرسي في إعلام الورى‌ (40)، وعنه المجلسي في البحار (41).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بصائر الدرجات، ص 148، ح 11.

(2)  بحار الأنوار، ج 26، ص 36، ح 64.

(3) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 387، ح 23043.

(4) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 133، ح 127.

(5)  بصائر الدرجات، ص 168، ح 23.

(6) بحار الأنوار، ج 26، ص 54، ح 108.

(7) بصائر الدرجات، ص 163، ح 4.

(8) بحار الأنوار، ج 22، ص 224، ح 4، وج 26، ص 49، ح 94، وج 38، ص 132، ح 85.

(9) مدينة المعاجز، ج 2، ص 248، ح 529.

(10)  بحار الأنوار، ج 22، ص 224.

(11)  الحد الفاصل، ص 602، ح 868.

(12)  أدب الإملاء والاستملاء، ص 19، عنه: مكاتيب الرسول، ج 2، ص 36، ح 17.

(13) كتاب سليم بن قيس الهلالي، (تحقيق علاء الدين الموسوي)، ص 86.

(14) الاحتجاج، ج 1، ص 153.

(15) بحار الأنوار، ج 26، ص 65، ح 147، وج 31، ص 426، وج 89، ص 41.

(16) سِلْمٌ. كذا في البحار.

(17) قَالَ: فَأَخْرَجَ لِيَ الصَّحِيفَةَ. كذا في البحار.

(18) كَيْفَ يَقَعُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام). كذا في البحار.

(19) مَسِيرُ. كذا في البحار.

(20) يَعْفَرْ. كذا في البحار.

(21) في الفضائل: لئن نسخت ذلك الكتاب، فإنّه أحب اليّ ممّا طلعت عليه الشمس‌.

(22) كتاب سليم بن قيس، ص 915، ح 66.

(23) الروضة في فضائل أمير المؤمنين، ص 140.

(24) بحار الأنوار، ج 28، ص 73، ح 32، وانظر: مكاتيب الرسول، ج 2، ص 73.

(25) بحار الأنوار، ج 28، ص 75.

(26) صحيح البخاري، كتاب الجزية والموادعة، باب 10 ذمة المسلمين وجوارهم واحدة يسعى بها أدناهم، ح 3172.

(27) العمدة، ص 312، ح 523.

(28) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم، ح 111.

(29) صحيح البخاري، كتاب الفرائض، باب 21 باب إثم من تبرأ من مواليه، ح 6755.

(30)  بصائر الدرجات، ص 162، ح 1.

(31) بحار الأنوار، ج 26، ص 50، ح 97.

(32)  جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 141، ح 161.

(33) بصائر الدرجات، ص 167، ح 21.

(34) بحار الأنوار، ج 26، ص 53، ح 107.

(35) بحار الأنوار، ج 26، ص 53، ذيل ح 107.

(36)  الكافي، ج 1، ص 297، باب الإشارة والنّصّ علي الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، ح 1.

(37) تهذيب ‌الأحكام، ج 9، ص 176، باب الإشهاد على الوصية، ح 714.

(38) الكافي، ج 1، ص 298، باب الإشارة والنّصّ علي الحسن بن علي (عليهما السلام)، ح 2.

(39) الكافي، ج 1، ص 298، باب الإشارة والنّصّ علي الحسن بن علي (عليه السلام)، ح 3.

(40) إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 406.

(41)  بحار الأنوار، ج 43، ص 322، باب 14، ح 4.

 

 

 

 

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)