المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

حامل carrier
11-3-2018
P, T, K
2024-05-31
ضمانات الموظف بعد فرض العقوبة التأديبية عليه في لبنان
4-10-2021
Second Visit Already
8/11/2022
Polar Covalent Bonds
28-7-2018
الإمام موسى الكاظم عليه‌ السلام والتفسير
29-09-2015


فضل القناعة عند الهادي (عليه السلام)  
  
3607   03:36 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص479-481
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام) /

روى الشيخ الصدوق في الأمالي عن أبي هاشم الجعفري انّه قال: أصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن عليّ بن محمد (عليه السلام)  فأذن لي فلمّا جلست، قال: يا أبا هاشم أيّ نعم اللّه عز و جل عليك تريد ان تؤدّي شكرها؟ قال أبو هاشم: فوجمت فلم أدر ما أقول له ؛ فابتدأ (عليه السلام) ، فقال: رزقك الايمان فحرّم بدنك على النار، و رزقك العافية فأعانتك على الطاعة، و رزقك القنوع فصانك عن التبذّل، يا أبا هاشم إنّما ابتدأتك بهذا لأنّي ظننت انّك تريد أن تشكو لي من فعل بك هذا، و قد أمرت لك بمائة دينار فخذها .

 يقول المؤلف: يستفاد من هذا الحديث الشريف انّ الايمان من أفضل النعم الالهية، و هو كذلك لأنّه شرط قبول جميع الاعمال، و في البحار باب تحت عنوان: باب الرضا بموهبة الايمان وانّه من أعظم النعم فنسأل اللّه سبحانه و تعالى أن يثبت الايمان في قلوبنا و يطهر الديوان من ذنوبنا

و النعمة الثانية بعد الايمان العافية فنسأل اللّه تعالى العافية، عافية الدنيا و الآخرة، و روي انّه قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما ذا أسأل اللّه تعالى إذا أدركت ليلة القدر؟ قال: العافية. و بعد العافية نعمة القناعة، و روي في ذيل الآية الشريفة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].

إنّه سئل عليّ (عليه السلام) عن قوله تعالى: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً؟ فقال: هي القناعة .

و روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: لا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي‏ .

يقول المؤلف: و الروايات في فضل القناعة كثيرة و لا يسع المقام سردها، و حكي انّه قيل لحكيم: أ رأيت شيئا أحسن من الذهب؟ قال: بلى، القناعة، و مثله كلام بعض الحكماء حيث قال: استغناؤك عن الشي‏ء خير من استغنائك به، و حكي أنّ ديوجانس الكلبي من أساطين حكماء اليونان و كان متقشفا زاهدا لا يقتني شيئا و لا يأوي إلى منزل، دعاه الاسكندر إلى مجلسه، فقال للرسول: قل له: انّ الذي منعك من المسير إلينا هو الذي منعنا من المسير إليك، منعك استغناؤك عنّا بسلطانك و منعني استغنائي عنك بقناعتي و لقد أجاد من قال :

وجدت القناعة اصل الغنى‏                و صرت بأذيالها ممتسك‏

فلا ذا يراني على بابه‏                     و لا ذا يراني به منهمك‏

و عشت غنيّا بلا درهم‏                    أمرّ على الناس شبه الملك‏

و لمولانا أبي الحسن الرضا (عليه السلام) :

لبست بالعفّة ثوب الغنى‏                   و صرت أمسي شامخ الرأس‏

لست إلى النسناس مستأنسا             لكنّني آنس بالناس‏

إذا رأيت التيه من ذي الغنى‏             تهت على التائه بالياس‏

ما إن تفاخرت على معدم‏                 و لا تضعضعت لإفلاس‏




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.