المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



التمثّل بالحيوانات والعادات في الشعر الجاهلي  
  
1554   04:51 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص85
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015 4932
التاريخ: 3-12-2019 3927
التاريخ: 22-03-2015 2273
التاريخ: 26-09-2015 30522

صور عرب الجاهلية عاداتهم وحيواناتهم وادواتهم في اشعارهم، كما صوروها المصريون والاشوريون واليونان والرومان على قصورهم ومعابدهم. وكما استخرج علماء الاثار عادات تلك الامم واخلاقها من آثارها المنقوشة او المحفورة، فالباحث في شعر الجاهلية يستخرج منه عادات العرب وآدابهم واخلاقهم وطبائعهم وسائر احوالهم. ولذلك قال ابن خلدون: (ان الشعر ديوان علوم العرب واخبارهم وشاهد صوابهم وخطئهم، واصل يرجعون إليه في الكثير من علومهم وحكمهم) ونزيد على ذلك (انه مستودع عاداتهم واخلاقهم وادواتهم وصنائعهم) وقد درس هذا الموضوع جرجي يني الطرابلسي صاحب المباحث، ونشر فيه مقالة ضافية في (المقتطف) سنة 13 و 15 بعنوان : (العرب قبل التاريخ) ودرسه أيضاً محمد المويلحي وله مقالة في (رموز العرب وتخيلاتهم) نشرت في (المقتطف) سنة 19 استخرج فيها عاداتهم ومعتقداتهم من اشعارهم.

والعرب يتغزلون بحيواناتهم ويتمثلون بها، وخصوصا الناقة والفرس والقطا والحمام، ويغلب فيهم ان يذكروا الحمام في الغزل، والناقة في السفر، والخيل في الحرب.

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.