المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مقومات الشخصية القوية / كن ذاتك  
  
190   09:11 صباحاً   التاريخ: 2024-09-05
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تكسب قوة الشخصية؟
الجزء والصفحة : ص21ــ27
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

يظن البعض أن قوة الشخصية يمكن تحصيلها من خلال القيام بعملية تمثيلية، ولذلك فإنهم يتمرنون على بعض الأساليب الخاصة، مثل كيفية المصافحة، وأخذ زمام المبادرة في اللقاءات والتحديق بقوة في عين الشخص الآخر كما لو كان منوماً مغناطيسياً ...

غير أن تلك الأساليب قد تكون لها تأثيرات جانبية فقط، لأنها تمس المظهر، وليس الجوهر.

فالجوهر في قوة الشخصية هو أن تكون أنت دائماً نفسك في أفضل حالاتها، ولذلك فإن أكثر الناس تأثيراً لا يغيرون شخصيتهم بين ظرف وآخر. إنهم هم ذاتهم لا فرق إذا كانوا في محادثة حميمة، أو يخطبون في مناسبة، أو يجرون مقابلة طلباً لوظيفة.

إنهم يتصلون بالعالم بكامل ذواتهم قلباً وقالباً، وتكون نبرة أصواتهم وإيماءات أيديهم متناسقة تماماً مع كلامهم وما يدور في خواطرهم.

إن لك شخصيتك الخاصة بك، فإذا كنت كما أنت فسوف يكون لك عطرك الخاص بك، وسحرك الخاص بك، بشرط أن تكون صادقاً مع نفسك، ومنسجماً مع مشاعرك..

قد تقول: إذن إذا كنت غير مسرور بلقاء شخص فهل عليّ أن أصرح له بذلك منذ البداية؟

والجواب هو بالنفي بالطبع، ولكن عندما لا تكون مسروراً به، فلا تحاول أن تكذب عليه وتدعي أنك تسر بلقائه.

ألا ترى أن الخطيب الذي يقف أمام الناس ليقول لهم: إنني سعيد جداً بلقياكم، بينما تدل كل ملامحه بأنه ليس سعيداً، فإن نظرته المربكة، وملامح وجهه المنقبضة تكشف عن كآبته بذلك اللقاء؟.. والمستمعون سوف يقولون في أعماقهم: إنه يقول لنا: إنه مسرور، ولكنه ليس كذلك؛ إنه ليس صادقاً ..

إنك حينما تكون منسجماً مع ذاتك، فإن ملامحك سوف تصدق كلامك، وأما عندما تكون غير ذلك فسوف تكذبك تلك الملامح، مهما حاولت إخفاءها ..

يقول الإمام علي (عليه السلام): (ما أضمر امرؤ شيئاً إلا وظهر في قسمات وجهه وفلتات لسانه)(1).

إن (لغة الجسد) تكون أحياناً أكثر تعبيراً عن الشخص من (لغة اللسان).

فالصدق مع النفس يعطيك الحقيقة التي تقوم هي بعرض نفسها في المواقف...

وقد يتساءل البعض هنا قائلاً: أفلا أتعلّم من الآخرين كيف أتصرف؟ أفلا أسترشد ممن هو أفضل مني وأعلم؟

والجواب بالطبع هو بلى.. فمن دون أن تتعلم من غيرك لا تستطيع أن تحسّن من أدائك للأعمال، ولكن المطلوب دائماً هو أن تحاول أن تقتدي بالآخرين، وليس أن تتقمص شخصياتهم. فأنت ولدت بإرادة خاصة من الله ـ تعالى ـ وقد أرادك شخصاً فريداً، لا نسخة مكررة عن الآخرين.. ولذلك لا نجد ثمة شخصين متشابهين في الحياة.. حتى التوائم...

فالناس تختلف بعضها عن بعض من قمة الرأس إلى أخمص القدم. ذلك أن (الجينات) و(الكروموزومات) - وهي الخلايا الضئيلة التي تحمل عوامل الوراثة من الآباء إلى الأبناء - يسعها أن تكون تشكيلات لا حصر لها.. فحتى الأبناء الذين نشأوا في بيئة واحدة، وذهبوا إلى مدرسة واحدة، وتأثروا بعقائد وعادات ومثل عليا واحدة لن تجدهم قط يشبهون أحدهم الآخر تمام الشبه.

إنه اختلاف واضح ذلك الذي يسود البشر، ولعل الفضل إليه في ما تنطوي عليه الحياة من بهجة ومتعة. هب مثلاً، أنك تتفقد (ورشة نجارة) ووقفت تتأمل سبعة نجارين يعملون عملاً واحداً وقد انتظمتهم مائدة طويلة واحدة.. ثم فجأة، وهم يدقون بمطارقهم، هوت المطارق على سبّاباتهم، فكيف تراهم يستجيبون للألم؟ أيستجيبون استجابة واحدة لا تختلف؟

والجواب: كلا ... فقد ترى الأول يكتم شهقة الألم بين أسنانه.. وترى الثاني يسب ويلعن في قلة مبالاة.. والثالث ينفخ سبابته بحدة.. والرابع ينط على الأرض متوجعاً.. والخامس يطوّح إصبعه في الهواء.. والسادس يطلق بفمه صفيراً في استخفاف.. والسابع قد تغرورق عيناه بالدموع إذ يرى سبابته تحمر وتتورم!

وهكذا فإنهم جميعاً يبدون ردة فعل ولكنك لن تجد أبداً اثنين منهم يستجيبان استجابة واحدة.

وهذا يعني أن لكل واحد من الناس (ذاته) التي يجب أن تبرز بشكلها الذي يختلف عن الآخرين لأن ذلك من متطلبات خلقته.

يقول تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح: 14]، فما من رجلين متشابهين تماماً، فكل حياة جديدة هي شيء جديد تحت الشمس؛ ليس هناك ما يماثلها من قبل، ولن يولد مثلها أيضاً ثانية فعلى المرء أن يدرك هذه الفكرة عن ذاته؛ ويجب أن يتطلع إلى الشرارة الوحيدة في شخصيته التي تميزت عن سائر القوم، ويُنمّي تلك الشرارة إلى المدى الذي تستحقه.

ربما تحاول المدارس والمعاهد والمجتمع أن تنميها له؛ لكنها تضعنا جميعاً في قالب واحد.

فلا تدع هذه الشرارة تضيع؛ فهي سبيلك الحقيقي الوحيد إلى اكتساب القوة.

فليس هناك أي إنسان مثلك في العالم.

مئات الملايين من الناس تمتلك العيون والآذان، لكن ما من أحد يشبهك تماماً ؛ وما من أحد لديه ميزاتك وطريقتك وتفكيرك، فالقليل منهم يتكلمون ويعبرون عن أنفسهم مثلك عندما تتكلم بأسلوب طبيعي، وبمعنى آخر، لديك شخصيتك الفردية وكإنسان تمتلك أثمن هبة إلهية فتعلق بها وطورها فهي الشرارة التي ستضع القوة والإخلاص في خطابك، وهي السبيل الحقيقي الوحيد إلى اكتساب القوة.

وهكذا فإنه ليس من العيب أن يكون المرء مختلفاً عن سواه، والحق أن كلاً منا مختلف عن الآخر، وهكذا يجب أن نكون، فكل منا كائن منفرد يواجه العالم والآخرين بطريقته الفذة، لهذا إبحث عن أعمق قناعاتك وكُن أميناً لها ومهتدياً بنورها.

ثم يجب أن لا تنسى أن من يكبت ذاته الأصلية، ويحاول بدل ذلك أن يكون غيره سيكون تعِباً جداً، فقد ثبت أن التعب ظاهرة عمومية لدى أولئك الذين كبتوا ذواتهم الأصلية.

والواقع أنهم ليسوا متعبين بمقدار ما ان الآخرين يتعبون منهم، لقد وصفت عالمة النفس الدكتورة جاكسون في كتابها (خدعة الأعصاب) عدداً من المرضى الذين بلغ بهم الإرهاق حداً منعهم من الوقوف على أقدامهم، وهي تلخص حالهم بالآتي: (إن شعورهم بخسارة الطاقة الجسدية في الحقيقة هو إحساس بخسارة الطاقة الروحية).

والواقع أن تعبنا معظم الأحيان لا يأتي من فقد القوة العضلية بمقدار ما يأتي من الجهد الذي نبذله لتحقيق ذواتنا، فنحن ممثلون نحاول التأثير في سوانا، وهذا عمل شاق.

غير أن الأصيل حقاً لا يبدد طاقته في حل التناقضات، ذلك أن الصدق الذي يتحلى به يحل الصراعات الداخلية ويملؤه حيوية وفرحاً، وهو لا يبذل طاقته إلا لفعل ما يريد وما يعتبره مهماً.

وهنا ملاحظة أساسية، وهي الانسجام مع الذات والذي يعني أن الانسجام مع تكون كما أنت لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان تقديرك لذاتك عالياً. فالشخص الذي لا يحترم ذاته لا يمكن أن يحترم الآخرين، والعكس أيضاً فمن يحترم ذاته ويُقدّرها خليق أكثر من سواه بمعاملة الآخرين بمثل ما يعامل به نفسه.

فأنت لا تستطيع أن تُحبّ الآخرين ما لم تحب نفسك أيضاً فإذا كان رأيك في نفسك ضعيفاً، وكنت تظن أن من النقص أن تكون ذاتك، انعكس ذلك على موقفك من المحيطين بك.

وإذا كنت ناقماً على نفسك، شاعراً بالنقص فيها فسوف تنعكس نقمتك على الناس.

إذن لا راحة لنا إذا كنا نجهل ذواتنا ونحتقرها، ولا قوة خيّرة ستنبع من داخلنا إذا كان رأينا في أنفسنا ضعيفاً..

لقد سئلت ذات مرة: إذا كان حب الذات - بمعنى أن يكون الواحد متيماً بها - غير مطلوب، وكرهها غير مطلوب فما هو المطلوب إذن؟

فقلت: المطلوب إنما هو احترام الذات، وهذا ما يجب كسبه دائماً..

وخلاصة القول فإن أقوياء الشخصية يحترمون أنفسهم ويحترمون الناس، وهم يقولون ما يعتقدون أنه الصواب ويتصرفون بما تمليه عليهم ضمائرهم، فلا يبحثون عن التظاهر إرضاءً للآخرين، ولا يرون أنفسهم ملزمين بشيء لا يؤمنون به.

ولذلك فإن قوة الشخصية تعتمد كثيراً على قوة الإرادة، حتى يتصرف المرء بسجيته وحسب رؤيته للحياة.

ولكي تكون ذاتك فلا بد أن تفعل ما تريد فعله، لا ما يريده الآخرون أن تفعله .

فأنت واحد من عباد الله، ولست واحداً من عبيد الآخرين. ولذلك فإن عليك أن تكون حراً في تصرفاتك، بمعنى أن تختار ما تريد اختياره، وليس ما يريده الآخرون لك..

ولا أقصد بذلك أن عليك أن تكون السيّد على الآخرين، وأن ترفض طلبات الناس منك، بل أقصد أن عليك أن تكون حراً وتختار بإيجابية، وليس بردة فعل دائماً.

إن قوة الشخصية تتوقف أحياناً على التناغم بين ما تفكر به، وما تريده وما تفعله الأمر الذي يجعلك منسجماً ذاتك، فلا تشعر بالتناقض بين ما تحبه وما تفعله..

إن البعض يـتـصـرف دائماً من خلال قبوله بفرض الآخرين إرادتهم عليه، بينما المطلوب أن تكون حراً في اختيارك العمل الذي تريد القيام به.

جرب نفسك في مسألة تريد مناقشتها مع شخص آخر، وانظر إذا كنت قد هيأت مجموعة من الحجج والبراهين والأدلة لكي تذكرها للطرف الآخر لإقناعه بموقفك، ولكنك بدلاً من ذكرها له، تراك في المطب الذي يضعه أمامك، فهو مثلاً يبدأ الكلام ويستعرض حججه وبدلاً أن من تقدم له حججك تكتفي بردّ حججه وبراهينه ثم تختار واحدة من الخيارات التي يضعها أمامك فأنت هنا تختار ولكن ضمن دائرة اختيار الآخرين، وتندم على ذلك..

لماذا إذن لا تجرب في المرة القادمة أن تفعل ما تريده وترغب فيه، من غير أن تحاول في ذلك إيذاء أحد أو فرض إرادتك عليه ..؟

إن من حقك أن تفعل ما تريد فعله، كما أن من حق الآخرين أن يفعلوا ما يريدون، بشرط أن لا يفرضوا هم عليك آراءهم، وأن لا تفرض أنت عليهم آراءك ..

وبهذا تكون أنت ذاتك. وفي ذلك تكمن أولى متطلبات قوة الشخصية والتي هي محور السعادة في الحياة.

______________________________

(1) نهج البلاغة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.