أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-23
973
التاريخ: 4-12-2015
1900
التاريخ: 24-3-2022
2220
التاريخ: 2023-03-21
1256
|
نفاق اليهود المحرّفين
ـ عن الإمام العسكري (عليه السلام): «فلما بهر رسول اللہ (صلى الله عليه واله وسلم) هؤلاء اليهود بمعجزته، وقطع معاذيرهم بواضح دلالته، لم يمكنهم مراجعته في حجته، ولا إدخال التلبيس عليه في معجزته فقالوا: يا محمد! قد آمنا بأنك الرسول الهادي المهدي، وأن علياً أخاك هو الوصي والولي. وكانوا إذا خلوا باليهود الآخرين يقولون [لهم]: إن إظهارنا له الإيمان به أمكن لنا من مكروهه، وأعون لنا على اصطلامه واصطلام أصحابه، لأنهم عند اعتقادهم أننا معهم يقفوننا على أسرارهم، ولا يكتموننا شيئاً فنطلع عليهم أعداءهم، فيقصدون أذاهم بمعاونتنا ومظاهرتنا في أوقات اشتغالهم واضطرابهم، وفي أحوال تعذر المدافعة والامتناع من الأعداء عليهم. وكانوا مع ذلك ينكرون على سائر اليهود إخبار الناس عما كانوا يشاهدونه من آياته، ويعاينونه من معجزاته، فأظهر الله تعالى محمداً رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) على سوء اعتقادهم، وقبح [أخلاقهم] ودخلاتهم وعلى إنكارهم على من اعترف بما شاهده من آيات محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وواضح بيناته، وباهر معجزاته.
فقال عز وجل: يا محمد! (أَفَتَطْمَعُونَ) أنت وأصحابك من علي وآله الطيبين (أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) هؤلاء اليهود الذين هم بحجج الله قد بهر تموهم، وبآيات الله ودلائله الواضحة قد قهرتموهم، (أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) ويصدقوكم بقلوبهم، ويبدوا في الخلوات لشياطينهم شريف أحوالكم. (وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ)؛ يعني من هؤلاء اليهود من بني إسرائيل (يَسْمَعُونَ كَلَٰامَ ٱللَّهِ) في أصل جبل طور سيناء، وأوامره ونواهيه (ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ) عما سمعوه إذا أدوه إلى من وراءهم من سائر بني إسرائيل (مِنۢ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ) وعلموا أنهم فيما يقولونه كاذبون (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنهم في قيلهم كاذبون.
وذلك أنهم لما صاروا مع موسى إلى الجبل، فسمعوا كلام الله، ووقفوا على أوامره ونواهيه، رجعوا فأذوه إلى من بعدهم فشق عليهم؛ فأما المؤمنون منهم فثبتوا على إيمانهم وصدقوا في نياتهم، وأما أسلاف هؤلاء اليهود الذين نافقوا رسول اللہ (صلى الله عليه واله وسلم) في هذه القضية فإنهم قالوا لبني إسرائيل: إن الله تعالى قال لنا هذا، وأمرنا بما ذكرناه لكم ونهانا، وأتبع ذلك بأنكم إن صعب عليكم ما أمرتكم به فلا عليكم أن [لا تفعلوه وإن صعب عليكم ما عنه نهيتكم فلا عليكم أن] ترتكبوه وتواقعوه. [هذا] وهم يعلمون أنهم بقولهم هذا كاذبون» [1].
ـ «وقوله: (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ) ... فإنما نزلت في اليهود وقد كانوا أظهروا الإسلام وكانوا منافقين، وكانوا إذا رأوا رسول اللہ (صلى الله عليه واله وسلم) قالوا إنا معكم وإذا رأوا اليهود قالوا إنا معكم، وكانوا يخبرون المسلمين بما في التوراة من صفة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأصحابه ...[2] »
إشارة: بعض اليهود اللدودين ونتيجة لابتلائهم بأزمة الهوية فقد تعرض العنصر المحوري للجزم العلمي عندهم لضرر بليغ فصار تعقلهم يؤمن تحت استبداد الوهم والخيال من ناحية، وقد عانى العنصر المحوري للعزم العملي لديهم انحداراً حاداً فبات اتخاذهم للقرار يُدار تحت نير استعمار الشهوة واستعباد الغضب من ناحية أخرى؛ من هذا المنطلق فلا هم كانوا يمتلكون الرأي الصائب في التحليل العلمي ولا هم كانوا ينتهجون الطريق الصالحة في اتخاذهم للقرارات العملية. إن أفدح ضرر أصاب هويتهم كان الغفلة عن الله تعالى ونسيان حضوره عز وجل. من هنا ومع تمامية نصاب الحجة والاستماع إلى كلام الله من جهة وحتمية معجزة موسى الكليم (عليه السلام) من جهة أخرى فلا هم ولجوا حريم التوحيد الأصيل كي يكونوا موحدين، ولا هم وردوا نطاق الوحي والنبوة لحضرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) كي يكونوا متدينين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|