أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-21
687
التاريخ: 8-11-2016
3641
التاريخ: 6-11-2016
2436
التاريخ: 2023-12-25
992
|
اتفق الرواة وأهل الأخبار، أو كادوا يتفقون على تقسيم العرب من حيث القدم إلى طبقات: عرب بائدة، وعرب عاربة، وعرب مستعربة. أو عرب عاربة، وعرب متعربة، وعرب مستعربة. أو عرب عاربة وعرباء وهم الخلص، والمتعربة. واتفقوا أو كادوا يتفقون على تقسيم العرب من حيث النسب إلى قسمين: قحطانية، منازلهم الأولى في اليمن. وعدنانية، منازلهم الأولى في الحجاز.
واتفقوا، أو كادوا يتفقون على أن القحطانيين هم عرب منذ خلقهم الله، وعلى هذا النحو من العربية التي نفهمها ويفقهها من يسمع هذه الكلمة. فهم الأصل، والعدنانية الفرع، منهم أخذوا العربية، وبلسانهم تكلم أبناء إسماعيل بعد هجرتهم إلى الحجاز، شرح الله صدر جدهم إسماعيل، فتكلم بالعربية، بعد أن كان يتكلم بلغة أبيه التي كانت الإرمية، أو الكلدانية، أو العبرانية على بعض الأقوال.
وتجد الأخبارين والمؤرخين يقسمون العرب أحياناً إلى طبقتين: عرب عاربة، وعرب مستعربة. ويدخلون في العرب العاربة عاداً وعبيل ابني "عوص بن إرم"، وثمود وجديس ابني "جاثر بن إرم"، وعمليق وطسم وأميم بني "لوذان بن إرم"، و "بني يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام"، وهم: جرهم، وحضرموت، والسلف، وجاسم بن عمان بن سباً بن يقشان بن إبراهيم. أما "الهمداني"، فقد عدّ كل القبائل التي أولها "جاسم" وآخرها "عَبس الأولى" من العرب العاربة. والقبائل المذكورة هي "جاسم" الذين نزلوا بعمان والبحرين، وبنو هيف، وسعد، وهزان الأولى، وبنو مطر، وبنو الأزرق، وبنو بديل، وراجل، وغفار، وتيماء، وبنو أثابر، وبنو عبد ضخم.
وظل الرواة يتوارثون هذا التقسيم كلما بحثوا في تاريخ العرب قبل الإسلام، وفي موضوع الأنساب. ولا حاجة بنا إلى أن نعود، فنقول: إن كل ما روي من هذا التقسيم وما رواه الرواة من أخبار تلك الطبقات، لم يرد ألينا من النصوص الجاهلية، وإنما ورد ألينا متواتراً من الكتب المدونة في الإسلام، لذلك لا نستطيع أن نجرؤ فنقول: إن هذا التقسيم، وضعه الجاهليون، وتوارثوه كابراً عن كابر، حتى وصل إلى صدر الإسلام، م منه وصل ألينا.
وتقسيم العرب إلى طبقات - وذلك من ناحية القدم والتقدم في العربية - هو تقسيم لا نجد له ذكراً لا في التوراة أو الموارد اليهودية الأخرى ولا في الموارد اليونانية أو اللاتينية، أو السريانية. ويظهر أنه تقسيم عربي خالص، نشأ من الجمع بين العرب الذين ذكر أنهم بادوا قبل الإسلام، فلم تبق منهم غير ذكريات، وبين العرب الباقين، وهم إما من عدنان، وإما من قحطان.
عرف أكثر أهل الأخبار، هم: عاد، وثمود، وطميم، وجديس، وأميم، وجاسم، وعبيل، وعبد ضخم، وجرهم الأولى، والعمالقة، وحضورا. هؤلاء هم مادة العرب البائدة و خامها، وهم أقدم طبقات العرب على الإطلاق في نظر أهل الأخبار.
أما عاد، فإنهم من نسل "عاد بن عوص بن إرم". وأما ثمود فمن نسل "ثمود بن غاثر بن إرم". وأما "طسم"، فمن نسل "طسم بن لاوذ". وأما "جديس"، فمن نسل "جديس بن غاثر بن إرم"، في رواية أو من نسل "جديس بن لاوذ بن سام" على رواية أخرى. وأما "أميم" فإنهم من نسل "أميم بن لاوذ بن سام". وأما "جاسم"، فمن نسل "جاسم"، وهو من العماليق أبناء "عمليق"، فهم اذن من نسل "لاوذ بن سام". وأما "عبيل"، فإنهم من نسل "عبيل بن عوص بن إرم"، وأما "عبد ضخم"، فمن نسل "عبد ضخم" من نسل "لاوذ"، وقد جعلوا من صُلْب "أبناء إرم" في رواية أخرى. وأما "جرهم الأولى"، فمن نسل "عابر"، وهم غير جرهم الثانية، الذين هم من القحطانيين. وأما العمالقة، فإنهم أبناء "عمليق بن لاوذ"، وأما "حضورا"، فإنهم كانوا بالرسّ، وهلكوا.
نرى مما تقدم أن أهل الأخبار قد رجعوا نسب العرب البائَدة إما إلى "إرم"، وإما إلى "لاوذ"، باستثناء "جرهم الأولى" الذين ألحق بعض النسابين نسبهم ب "عابر". وهذه الأسماء هي أسماء توراتية، وردت في التوراة، وأخذها أهل الأخبار من منابع ترج ع إلى أهل الكتاب، وربطوا بينها وبين القبائل المذكورة، وكونوا منها الطبقة الأولى من طبقات العرب.
و "إرم"، هو شقيق "لاوذ" في التوراة، وأبوهما هو "سام بن نوح"، وقد ترك "سام" هذا من الأولاد "آشور" Asshur و "أرفكشاد" و "لود" و "إرم" و "عيلام". كما ورد في التوراة. وقد أجرى أصحاب الأخبار بعض التحوير والتغيير في هذه الأسماء، بأن صيرّوا "آشور"(أشوذ) و "انشور" و "أرفكشاد" "أرفخشذ"، و "لود" "لاوذ"، و "عيلام" "عويلم"0 أما "إرم"، فقد أبقوه ولم يغيروا في شكله.
ولا نجد ل "لود" أي "لاوذ" ولداً في التوراة. فأولاده المذكورون هم هدية من أهل الأخبار قدمت أليه. أما "إرم"، وهو "آرام" في التوراة، فإن له من الأولاد "عوص" و "حول" و "ماش" و "كيثر". ولم تذكر التوراة ولداً لهؤلاء الأبناء الأربعة، فالأولاد الذين ذكرهم أهل الأخبار، على انهم ولد "عوص" و "كيثر" "غاثر" "كاثر"، هم هبة من الأخبارين قدموها إلى هذين الأخوين.
وأما "لود" الذي صار "لاوذ"، عند أهل الأخبار، فإن آراء الباحثين في التوراة مختلفة في المراد منه. وقد ظن بعضهم أنه جد "اللوديين"، وذكر هؤلاء "اللوديين" مع "كوش" و "فوط"، و بين "فارس" و "فوط". وأما "لود" أبوهم، فإنه ابن "مصر ايم" أي مصر. ويحملنا هذا على التفكير في أنهم شعب من شعوب إفريقية. ولكن هذا الرأي يخالف ما جاء عن "لود" من انه ابن "سام"، وانه شقيق لأخوته المذكورين الذين تقع أملاكهم في الهلال الخصيب، ومقياساً على هذه المواضع يجب أن يكون ملكه في هذه الأرضين أيضاً. ومهما يكن من شيء، فإن آراء العلماء متباينة في مواضع نسله، ولم ينوه أحد منهم أنها في جزيرة العرب.
وأما عوص، فإن آراء العلماء متباينة كذلك في المكان المنسوب أليه، فذهب بعضهم إلى أن أرض "عوص" يجب أن تكون على تخوم "ايدوم" أو تخوم العربية الشمالية، وذهب بعض آخر إلى أنها المناطق التي على نهر الفرات، وذهب بعضهم إلى أنها في منطقة "حوران" وذهب بعض آخر إلى أنها أرض "دمثسق" و "اللجاة" "اللجاء"، وذهب آخرون إلى أنها في الحجاز أو في نجد. ورأى بعض أهل الأخبار أن منزل "عوص" هو "الأحقاف".
وأرض "عوص" هي موطن "أيوب" الشهير صاحب السفر المعروف باسمه والذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وضرب به المثل في الصبر.
وأكاثر "جاثر" "Gether"، فلا يعلم من أمره شيء، ويحب أن تكون مواطن "الكاثريين" في الهلال الخصيب، أو في بادية الشام، أو في التخوم الشمالية لجزيرة العرب، وذلك نظراً لوروده مع "عوص" و "ماش".
وقد جعل أهل الأخبار "النبط" من نسل "نبيط بن ماش"، وجعلوا أهل الجزيرة والعال من ولد "ماش" كذلك. أما النبط في التوراة، فانهم "نبيوت" نسبة إلى الابن الأكبر لأبناء "إسماعيل المسمى ب "نابت" عند أهل الأخبار وليس ل "ماش" علاقة به وبالنبط. وأما "ماش"، فانه كناية عن موضع سكنه جماعة عرفوا بهذا الاسم، لعله "بادية ماش" "صحراء ماش" المذكورة في الكتابات الآشورية، وهي في البادية الكبيرة المسماة "بادية الشام.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|