معنى (وزيادة) في قوله {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنىٰ وزِيٰادَةٌ} |
4941
07:06 مساءاً
التاريخ: 15-11-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
4280
التاريخ: 9-12-2015
4716
التاريخ: 16-11-2015
2539
التاريخ: 18-11-2015
2621
|
قوله تعالى : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنىٰ وزِيٰادَةٌ} [يونس : 26] .
الظاهر أنه لا دلالة على ما قالوه لأن الزيادة لا تعقل بمعنى الرؤية .
فإذاً لا يجوز أن يخاطب الله عباده بما ليس في لغتهم إلا مع البيان لذلك . وإنما يصح ذلك في الشرع من حيث لم يكن لما أمر به في أصل اللغة اسم موضوع وليس كذلك الرؤية . ولا بيان هاهنا .
وأما حمل الآية على الحديث (1) المروي عن أبي بكر فإسناده غير مرضي ثم إن رد ذلك إلى مخصوص جائز ما لم يرده اللغة والأصول . فاللغة تنفي ذلك لأن الزيادة على الشيء لا تكون إلا من جنس ذلك الشيء ألا ترى أنه لا يجوز أن يقول : له عشرة دراهم وزيادةٌ . ثم تكون الزيادة ثوباً . وإن الزيادة على الشيء لا تكون أفضل من الشيء المذكور بل تكون دونه . فلما كانت رؤيته أفضل من جميع الثواب ومن الجنة لم يجز أن يكون المراد بلفظ " الزيادة " الرؤية .
وقولهُ : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنىٰ} [يونس : 26] ، مثل قوله : {عٰاقِبَةَ الَّذِينَ أَسٰاؤُا السُّواىٰ} [الروم : 10] . فمعنى (الحسنى) : الثواب . ومعنى (السُّوْأى) العقاب . ومعنى الآية مفسر في القرآن في مواضع وهو أنه يعني به : أن للمحسن جزاء إحسانه وزيادة تحصل له لا يستحقها بفعله ، كما قال : {مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا} [الأنعام : 160] ، {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ ويَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [فاطر : 30] .
فبين أن الزيادة (من فضله) ، ولم يقُلْ : من رؤيتِه .
ولا معدل عما بينه الله وقد فسره المفسرون . قال ابن عباس (2) ، والحسن (3) ، ومجاهد (4) ، وقتادة (5) : (الحسنى) : الثواب المستحق ، و(الزيادة) : التفضل على قدر المستحق على طاعاتهم من الثواب ، وهي المضاعفة المذكورة في قوله : {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا}.
وقال أبو صالح والكلبي نحو ذلك .
وقيل : ما يأتيهم في كل وقت من فضل الله مجدداً .
الباقر (6) -عليه السلام- : الزيادة ، هي ما أعطاهم الله من النعم في الدنيا لا يحاسبهم به في الآخرة .
أمير المؤمنين (7) -عليه السلام- : الزيادة غرفة من لؤلؤه واحدة لها أربعة أبوابٍ.
________________
1- وهو ما رواه أبو بكر عن النبي (صلى الله عليه وآله) : " إنَّكم سترونَ ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامّون في رؤيته " .
2- جامع البيان 11 : 107 . ايضا : مجمع البيان 3 : 104 . الدر المنثور 4 : 359 . التفسير الكبير 17 : 78 .
3- جامع البيان 11 : 107 . ايضا : مجمع البيان 3 : 104 . الدر المنثور 4 : 360 . التفسير الكبير 17 : 78 .
4- مجمع البيان 3 : 104 . وفي جامع البيان عن مجاهد 11 : 108 : {للذين أحسنوا الحُسْنى} : مثلها حسنى ، " وزيادة " : مغفرة ورضوان . وكذا في الدر المنثور 4 : 360 .
5- جامع البيان 11 : 108 . أيضاً : مجمع البيان 3 : 104 .
6- مجمع البيان 3 : 104 . تفسير القمي ، علي بن إبراهيم 1 : 311 .
7- مجمع البيان 3 : 104 . وعن علي (عليه السلام) في أمالي الشيخ الطوسي 1 : 25 : الحسنى هي الجنة ، والزيادة هي الدنيا . وفي الدر المنثور 4 : 358 ما يطابق رواية كتابنا هذا ، وكذا في التفسير الكبير 17 : 78 . والجامع لأحكام القرآن 8 : 330 وفيه : لها أربعة آلاف باب .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|