أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3781
التاريخ: 21-6-2017
2668
التاريخ: 21-6-2017
3105
التاريخ: 23-5-2017
3319
|
وكانت هند بنت عتبة جعلت لوحشي جعلا على أن يقتل رسول الله
(صلى الله عليه وآله) أو علي بن أبي طالب أو حمزة فقال اما محمد فلا حيلة لي فيه لأن أصحابه يطيفون به واما علي فإنه إذا قاتل كان احذر من الذئب واما حمزة فاني اطمع فيه لأنه إذا غضب لم يبصر بين يديه قال وحشي والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يلقي أحدا يمر به إلا قتله فهززت حربتي فرميته فوقعت في أربيته حتى خرجت من بين رجليه واقبل نحوي فغلب فوقع فأمهلته حتى إذا مات جئت فأخذت حربتي ثم تنحيت إلى العسكر وجاء وحشي بعد فتح مكة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاظهر الاسلام فعفا عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال له لا ترني وجهك ، قال ابن هشام سكن حمص وغلبت عليه الخمرة وقال أيضا بلغني أنه لم يزل يحد في الخمر حتى خلع من الديوان (اه ).
قال الطبري : حدثنا ابن حميد حدثنا سلمة حدثني محمد بن إسحاق حدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار قال انتهى انس بن النضر عم انس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال ما يجلسكم ؟ قالوا : قتل محمد رسول الله ، قال فما تصنعون بالحياة بعده ؟ ! قوموا فموتوا على ما مات عليه ثم قاتل حتى قتل .
قال ابن الأثير : وكانت أم أيمن حاضنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونساء من لأنصار يسقين الماء فرماها فانة بن العرقة بسهم فأصاب ذيلها فضحك فدفع النبي (صلى الله عليه وآله) سهما إلى سعد بن أبي وقاص وقال ارمه فرماه فاصابه فضحك النبي (صلى الله عليه وآله) .
قال الطبري : ووقعت هند وصواحبها على القتلى من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمثلن بهم يجد عن الآذان والأنوف حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنافهم خدما وقلائد وأعطت خدمها وقلائدها وقرطتها وحشيا وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها .
وقطعت انفه وأذنيه وجعلت ذلك كالسوار في يديها وقلائد في عنقها حتى قدمت مكة .
قال ومر الحليس بن زبان بأبي سفيان وهو يضرب في شدق حمزة بزج الرمح وهو يقول ذق عقق أي يا عاق فقال الحليس يا بني كنانة هذا سيد قريش يصنع بابن عمه كما ترون لحما فقال اكتمها فإنها زلة .
واصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الجبل مع جماعة من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب .
قال ابن هشام وقع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون فشجت ركبته فاخذ علي بن أبي طالب بيده ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما (اه) وانطلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة فلما رأوه لم يعرفوه وأراد رجل أن يرميه بسهم فقال أنا رسول الله فعرفوه وأراد أن يعلو الصخرة وقد ظاهر بين درعين فلم يستطع فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض حتى استوى عليها واقبل أبي بن خلف الجمحي وقد حلف ليقتلن النبي (صلى الله عليه وآله) فقال (صلى الله عليه وآله) بل انا اقتله وشد أبي عليه بحربة فاخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله) منه وقتله بها وروي أنه طعنه فجرح جرحا خفيفا فجزع جزعا شديدا فقيل له ما يجزعك فقال أ ليس قال لأقتلنك فمات بعد يوم أو بضع يوم من ذلك الجرح .
قال ابن هشام : لما انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فم الشعب خرج علي بن أبي طالب حتى ملأ درقته ماء من المهراس فجاء به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليشرب منه فوجد له ريحا فعافه ولم يشرب منه وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وقال ابن الأثير لما جرح (صلى الله عليه وآله) جعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس ويغسله فلم ينقطع الدم فاتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي وأحرقت حصيرا وجعلت على الجرح من رماده فانقطع .
وأشرف أبو سفيان على المسلمين فقال أ فيكم محمد فلم يجيبوه فظن أنه قتل فقيل له أنه يسمع كلامك فعلم أنه حي وأن ابن قميئة كاذب في دعوى قتله فقال: اعل هبل فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : الله مولانا ولا مولى لكم ثم قال أبو سفيان هذا يوم بيوم بدر والحرب سجال وانصرف .
فلما انصرف أبو سفيان ومن معه بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال اخرج في آثار القوم فانظر ما ذا يصنعون فان كانوا قد اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم ، قال علي : فخرجت في آثارهم فرأيتهم اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل .
وفرع الناس لقتلاهم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع وهو من بني الحارث بن الخزرج أ في الاحياء هو أم في الأموات فقال رجل من الأنصار انا انظر لك يا رسول الله ما فعل فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رمق فقال له أن رسول الله (صلى الله عليه واله) امرني أن انظر له أ في الأحياء أنت أم في الأموات ، قال أنا في الأموات فابلغ رسول الله عني السلام وقل له أن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله خير ما جزي نبي عن أمته وأبلغ عني قومك السلام وقل لهم أن سعد بن الربيع يقول لكم أنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف ثم تنفس فخرج منه مثل دم الجزور ومات ، فجاء الأنصاري إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فأخبره فقال (صلى الله عليه واله) رحم الله سعدا نصرنا حيا واوصى بنا ميتا ثم قال من له علم بعمي حمزة ؟ فقال الحارث بن الصمة : انا اعرف موضعه فجاء حتى وقف عليه فكره أن يرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فيخبره فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) اطلب عمك فكره أن يرجع إليه فخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) بنفسه حتى وقف عليه فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به فجدع انفه وأذناه فلما رأى ما فعل به بكى ثم قال لن أصاب بمثلك ، ما وقفت موقفا قط أغبظ علي من هذا الموقف ، وقال : رحمة الله عليك فإنك كنت ما علمتك فعولا للخيرات وصولا للرحم ثم قال : لولا أن تحزن صفية أو تكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في أجواف السباع وحواصل الطير ولئن اظهرني الله على قريش لأمثلن بثلاثين وفي رواية بسبعين رجلا منهم ، وقال المسلمون لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب ، فأنزل الله تعالى : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، فعفا رسول الله (صلى الله عليه واله) وصبر ونهى عن المثلة . وفي السيرة الحلبية عن ابن مسعود ما رأينا رسول الله (صلى الله عليه واله) باكيا أشد من بكائه على حمزة ، وضعه في القبلة ثم وقف على جنازته وانتحب حتى نشق اي شهق حتى بلغ به الغشي ، يقول : يا عم رسول الله وأسد الله وأسد رسول الله يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا كاشف الكربات يا حمزة يا ذاب يا مانع عن وجه رسول الله ، والقى على حمزة بردة كانت عليه فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه وإذا مدها على رجليه بدا رأسه فمدها على رأسه والقى على رجليه الحشيش . وأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى حمزة وكان أخاها لأبيها وأمها فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لابنها الزبير بن العوام القها فأرجعه لا ترى ما بأخيها فلقيها الزبير واعلمها بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالت ولِمَ ؟ وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله قليل أرضانا بما كان من ذلك لأحتسبن لأصيرن ، فقال خل سبيلها .
قال محمد بن إسحاق : واحتمل ناس من المسلمين قتلاهم إلى المدينة فدفنوهم بها ثم نهى رسول الله (صلى الله عليه واله) عن ذلك وقال ادفنوهم حيث صرعوا قال ابن الأثير وأمر أن يدفن الاثنان والثلاثة في القبر الواحد وأن يقدم إلى القبلة أكثرهم قرآنا وصلى عليهم فكان كلما أتي بشهيد جعل حمزة معه وصلى عليهما وقيل كان يجمع تسعة من الشهداء وحمزة عاشرهم فيصلي عليهم .
وقال ابن سعد في الطبقات كان كلما اتي بشهيد وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد حتى صلى عليه سبعين مرة (اه) وفي خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنه خصه رسول الله (صلى الله عليه واله) بسبعين تكبيرة وعليه فيمكن أن يكون صلى عليه أربع عشرة مرة وكبر في كل مرة خمس مرات كما هو مذهب أهل البيت (عليه السلام) ولعل رواية أنه صلى عليه سبعين مرة وقع فيها اشتباه بين سبعين مرة وسبعين تكبيرة ثم أمر بدفنه وامر أن يدفن عمرو بن الجموح وعبد الله بن حرام في قبر واحد وكانا متصافيين في الدنيا فلما دفن الشهداء انصرف إلى المدينة فلقيته ابنة عمته حمنة ابنة جحش أخت زينب بنت جحش أم المؤمنين وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم فقال لها احتسبي ، قالت من يا رسول الله ؟ قال أخاك عبد الله فاسترجعت واستغفرت له وهنأته الشهادة ، ثم قال لها احتسبي ، قالت من يا رسول الله ؟ قال خالك حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له وهنأته الشهادة ، ثم قال لها احتسبي ، قالت من يا رسول الله ؟ قال زوجك مصعب بن عمير ، فقالت وا حزناه ! وولولت وصاحت ، فقال إن زوج المرأة منها لبمكان ما هو لأحد .
قال الطبري : ومر (صلى الله عليه واله) بدار من دور الأنصار فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم فذرفت عيناه فبكى وقال لكن حمزة لا بواكي له ، فرجع سعد بن معاذ واسيد بن حضير إلى دور بني عبد الأشهل فأمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على حمزة .
وفي السيرة الحلبية أن يذهبن إلى بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبكين حمزة فلما رجع (صلى الله عليه وآله) من صلاة المغرب سمع البكاء فقال ما هذا ؟ قيل نساء الأنصار يبكين حمزة ، فقال رضي الله عنكن وعن أولادكن وأمر بردهن إلى منازلهن وفي رواية : فقال لهن ارجعن رحمكن الله لقد واسيتن معي ، رحم الله الأنصار فان المواساة فيهم كما علمت قديمة .
قال ابن سعد في الطبقات : فهن إلى اليوم إذا مات الميت من الأنصار بدأ النساء فبكين على حمزة ثم بكين على ميتهن .
وروى الطبري أنه (صلى الله عليه وآله) مر بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها واخوها وأبوها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأحد فلما نعوهم لها قالت فما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قالوا بحمد الله هو كما تحبين قالت ارونيه حتى انظر إليه فلما رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل قال الطبري : فلما انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة وقال اغسلي عن هذا دمه يا بنية وناولها علي (عليه السلام) سيفه فقال وهذا فاغسلي عنه فوالله لقد صدقني اليوم ، قال : وزعموا أن علي بن أبي طالب حين اعطى فاطمة (عليه السلام) سيفه قال :
أ فاطم هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بمليم
لعمري لقد قاتلت في حب احمد * وطاعة رب بالعباد رحيم
وسيفي بكفي كالشهاب أهزه * اجذ به من عاتق وصميم
فما زلت حتى فض ربي جموعهم * وحتى شفينا نفس كل حليم
وفي ارشاد المفيد : وانصرف المسلمون مع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة فاستقبلته فاطمة (عليه السلام) ومعها اناء فيه ماء فغسل وجهه ولحقه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد خضب الدم يده إلى كتفه ومعه ذو الفقار فناوله فاطمة (عليه السلام) وقال لها خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم وأنشأ يقول :
أ فاطم هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بمليم
لعمري لقد أعذرت في نصر احمد * وطاعة رب بالعباد عليم
اميطي دماء القوم عنه فإنه * سقى آل عبد الدار كأس حميم
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش (اه) .
وبات وجوه الأوس والخزرج تلك الليلة وهي ليلة الأحد في باب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحرسونه من البيات فيهم سعد بن عبادة وسعد بن معاذ والخباب بن المنذر وقتادة بن النعمان وغيرهم .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|