المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



مكة تستسلم من دون إراقة دماء  
  
2698   08:20 صباحاً   التاريخ: 21-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص385-488.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3939
التاريخ: 5-7-2017 3360
التاريخ: 5-11-2015 3100
التاريخ: 21-6-2017 3354

تقدّم جيش التوحيد العظيم نحو مكة، حتى أصبح على مقربة منها، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) عازما على أن يفتح مكة من دون إراقة دماء، وإزهاق أرواح، وأن يسلّم العدوّ من دون أيّة شروط.

وكان من العوامل التي ساعدت على تحقيق هذه الغاية ـ مضافا إلى عامل التكتم والتستّر ومبدأ المباغتة ـ أنّ العباس عمّ النبيّ (صلى الله عليه واله) توجّه إلى مكة كداعية صلح ووسيط سلام بين قريش والنبي (صلى الله عليه واله) فكان أن أتى بأبي سفيان الى معسكر الاسلام كما أسلفنا، وبذلك توصّل إلى تحييد أبي سفيان، ولم يكن في مقدور سادة قريش أن يتخذوا قرارا حاسما من دون أبي سفيان.

وعند ما خضع أبو سفيان أمام عظمة رسول الاسلام الفريدة وأظهر الاسلام، رأى رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يستفيد منه لإرعاب المشركين اكثر قدر ممكن، فأمر العباس بأن يحبسه عند مضيق الجبل ليرى بام عينيه حشود المجاهدين من المسلمين ـ كما أسلفنا ـ في وضح النهار مع كامل عدّتهم واسلحتهم، ونظامهم وقوتهم، فيخبر قريشا بذلك، فيزيدهم خوفا ورهبة، فينصرفوا عن فكرة مقاومة الجيش الاسلامي عند دخوله الى مكة.

وفعل العباس ما أمره الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) فحبس أبا سفيان حيث أمر النبي (صلى الله عليه واله).

فمرّت القبائل مع راياتها أمام أبي سفيان، وكانت بعض قطعات الجيش الاسلامي على النحو التالي :

1 ـ كتيبة قوامها ألف مقاتل من بني سليم بقيادة خالد بن الوليد، وفيها لواءان، أحدهما مع عباس بن مرداس ، والآخر مع المقداد.

2 ـ فوجان قوامهما خمسمائة مقاتل بقيادة الزبير بن العوام  الذي كان يحمل معه لواء أسودا، وكان اكثر أفراد هذا الفوج من المهاجرين.

3 ـ فوج قوامه ثلاثمائة مقاتل من بني غفار بقيادة أبي ذر الغفاري  وكان لواؤه معه.

4 ـ فوج قوامه اربعمائة مقاتل من بني سليم بقيادة يزيد بن الخصيب  ومعه لواؤه.

5 ـ فوجان قوامهما خمسمائة مقاتل من بني كعب بقيادة بشر بن سفيان  ورأيته معه.

6 ـ كتيبة قوامها ألف مقاتل من بني مزينة، فيها ثلاثة ألوية، لواء مع النعمان بن مقرن، ولواء مع بلال بن الحارث، ولواء مع عبد الله بن عمر.

7 ـ كتيبة قوامها ثمانمائة مقاتل من جهينة، فيها أربعة ألوية، لواء مع معبد بن خالد  و سويد بن صخرة  و رافع بن مكيث  و عبد الله بن بدر.

8 - فوجان قوامهما مائتا مقاتل من بني كنانة، وبني ليث وضمرة، بقيادة أبي واقد الليثي ، وكان لواؤهما معه.

9 ـ فوج قوامه ثلاثمائة، مقاتل من بني أشجع، وفيها لواءان أحدهما بيد معقل بن سنان  والآخر مع نعيم بن مسعود .

والذي كان يزيد هذا الجيش المنظم جلالا وعظمة أن قادة هذه الافواج والكتائب كانوا اذا مرّوا على العباس وأبي سفيان كبّروا ثلاثا بأعلى أصواتهم وبشكل منظّم، وكبّر من ورائهم جنودهم بصوت واحد ومنظم أيضا كأكبر شعار اسلامي.

ولقد كان لهذه التكبيرات الهادرة التي كانت تدوّي في وديان مكة، وتردّدها الجبال والوديان، أكبر الاثر في نفوس الاصدقاء والاعداء، فكانت تزيد بهيبتها وجلالها من محبة الاصدقاء للنظام الاسلامي العظيم، بينما ترهب أعداء الله، وتغرقهم في خوف ورعب شديدين.

هذا وكان أبو سفيان ينتظر بفارغ الصبر عبور الكتيبة التي فيها رسول الله (صلى الله عليه واله) ولهذا كان يسأل العباس كلما مرّت قطعة من قطعات الجيش الاسلامي : أفيها محمّد؟ أو ما مضى بعد محمّد؟!

فيقول العباس : لم يمض بعد، لو رأيت الكتيبة التي فيها محمّد (صلى الله عليه واله) رأيت الحديد والخيل والرجال وما ليس لأحد به طاقة.

وبينما هما كذلك إذ طلعت كتيبة عظيمة قوامها خمسة آلاف مقاتل، فيها ألفا دارع فقط، فيها الرايات والألوية الكثيرة، فيها المهاجرون والانصار، مع كل بطن وقبيلة من قبائل الأنصار راية ولواء، وكانت تسمى كتيبة رسول الله (صلى الله عليه واله) الخضراء لأن أفرادها كانوا في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق، وقد ركبوا الخيول العربية الاصيلة، والحمر من الإبل، ورسول الله (صلى الله عليه واله) في وسطها راكب على ناقته القصوى، وقد أحدق به كبار الشخصيات من المهاجرين والانصار، والنبيّ (صلى الله عليه واله) يحدّثهم.

فارعبت عظمة هذه الكتيبة أبا سفيان، بشدة، حتى أنه قال للعباس من دون اختيار : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة يا أبا الفضل! والله يا ابا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما.

فقال له العباس ـ بنبرة موبّخة ـ : ويحك يا أبا سفيان ليس بملك إنّها النبوّة.

فليس هذه العظمة والجلال من أثر الملك المادّي الدنيوي إنما هو فعل الرسالة الالهية، إنه جلال النبوة، وانه بالتالي من فضل الله عزّ وجلّ الذي أدخل الاسلام في قلوب هذه الجماهير المؤمنة، وهذه الجموع المجاهدة في سبيل الله.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.