أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2017
![]()
التاريخ:
![]()
التاريخ: 17-2-2019
![]()
التاريخ: 11-12-2014
![]() |
ليس ثمة مشهد أعظم جلالا من مشهد جيش فاتح يعود إلى أحضان الوطن، كما ليس هناك أمر ألذّ وأهنأ عند الجندي المجاهد من الغلبة على العدوّ، التي تحفظ أمجاده، وتضمن بقاء كيانه، وسلامته، وقد تجلّى هذان الأمران عند عودة الجيش الاسلامي المنتصر إلى المدينة.
لقد دخل الجيش الاسلامي الفاتح المدينة بجلال عظيم بعد أن طوى المسافة بين تبوك و المدينة ، وكانت تغمر جنود الاسلام فرحة كبيرة، وتظهر على كلماتهم وأعمالهم أمارات الاعتزاز لما أحرزوه من غلبة على العدوّ، ومن أداء لحق الجندية، وكان السبب واضحا لأنّهم أرعبوا دولة قويّة سبق لها أن هزمت الامبراطورية الايرانية، فهم أخافوا الروم التي انسحبت من تبوك قبل وصول المسلمين إليها، وهم طوّعوا حكّام وزعماء المدن والمناطق الحدودية السورية والحجازية، وأخضعوهم للدولة الاسلامية.
لا شكّ أنّ الغلبة على العدوّ فخر عظيم أصاب هذا الجيش، وكان طبيعيا أن يفتخر أفراد هذا الجيش ويتباهوا على الذين تخلّفوا في المدينة من دون عذر، ولكن حيث أن مثل هذا النمط من التفكير وهذه العودة الظافرة كان من الممكن أن يوجد غرورا لدى البعض فيسيئوا إلى بعض الذين تخلّفوا في المدينة الذين بقوا فيها لعذر وقلوبهم مع جنود الاسلام، ويشاركونهم بأفئدتهم في أفراحهم، وأتراحهم لهذا التفت رسول الله (صلى الله عليه واله) وهم على مشارف المدينة وقد توقّفوا خارج المدينة بعض الوقت : إنّ بالمدينة لأقواما ما سرتم سيرا ولا قطعتم واديا إلاّ كانوا معكم.
قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة؟
قال : نعم، حبسهم العذر .
أجل أنهم كانوا يتشوّقون إلى الجهاد هذا الواجب الاسلامي الكبير، ولكن العذر منعهم من الاشتراك فيه.
إن النبي الاكرم بهذه العبارة المقتضبة اشار ـ في الحقيقة ـ إلى واحد من البرامج الاسلامية التربوية، وذكّر بأن النية الطيبة والفكر الصالح يقوم مقام العمل الصالح الطيب، وأن الذين يحرمون من القيام بالأعمال الصالحة لافتقادهم القدرة عليها أو فقدان الامكانيات يمكنهم أن يشاركوا الآخرين في ثواب العمل الصالح اذا نووا ذلك، واشتاقوا إليه قلبيا.
إذا كان الاسلام يهتمّ باصلاح الظاهر، فانه يهتمّ أكثر باصلاح القلب والفكر، باصلاح الباطن والسريرة، لأن اصلاح العقيدة وطريقة التفكير هو منبع جميع الاصلاحات، وأعمالنا كلها وليدة أفكارنا ونوايانا.
إذا خفّف النبي الاكرم بقوله هذا من غلواء المجاهدين وغرورهم، وحفظ مكانة المعذورين من المخلفين فلا يلحق بهم هوان إلاّ أنه قرّر في نفس الوقت أن يوبّخ المتخلفين من دون عذر ويلقّنهم درسا لن ينسوه، وللنموذج ننقل هنا قصة ثلاثة من المتخلّفين.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
خطيب صلاة العيد في كربلاء يطالب بتطبيق ما اوصى به الإمام علي ولده الحسن (ع) لمعالجة امراض اجتماعية خطرة استثمرها العدو لزرع التفرقة في المجتمع
|
|
|