أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-23
68
التاريخ: 20/11/2022
1177
التاريخ: 2023-05-24
1019
التاريخ: 4-1-2016
2228
|
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } [هود: 114]
الزُّلفَةُ: وَاحِدَةُ الزُّلَفُح وَهي: السَّاعَاتُ، وَصَلَاةُ الزُّلَف: العِشَاءُ[1].
قَولُهُ تعَالَى: {إِنَّ الْـحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} قِیلَ: إِنَّ الصَّلَوات الخَمس تُکَفِّرُ مَا بَينَهَا مِنَ الذُّنُوبِ؛ لأَنَّ الحَسنَاتَ مُعَرَّفَةٌ بِاللَّامِ، وَقَد تَقَدَّمَ ذِکرُ الصَّلَوَاتِ [2] بِقَولِهِ: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ} أَي: وَسَاعَاتٌ مِنَ اللَّیلِ؛ وَهي سَاعَاتُهُ القَرِیبَةُ مِن آخِرِ النَّهَارِ، یُقَالُ: أَزلَفَهُ؛ إِذَا قَرَّبَهُ وَازدَلَفَ إِلَيهِ [3].
رَوَى أَبي حَمزَة الثُّمَالي، قَالَ: سَمِعتُ أَحدِهمَا يَقُولُ: (إِنَّ عَلِيَّاً أَقبَلَ علَى النَّاسِ، فَقَالَ: أَيُّ آيَةٍ في كِتَابِ اللَّـهِ أَرجَى عِندَكُم؟ فَقَالَ بَعضَهُم: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ * وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِـمَنْ يَشاءُ} [4] قَالَ: حَسَنَةٌ، وَلَيسَت إِيَّاهَا.
وَقَالَ بَعضُهُم: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ...} الآيَة [5] قَالَ: حَسَنَةٌ وَ لَيسَت إِيَّاهَا، فَقَالَ بَعضُهُم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ...} [6] قَالَ: حَسَنَةٌ وَلَيسَت إِيَّاهَا، وَقَالَ بَعضُهُم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّـهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ...}[7] قَالَ حَسَنَةٌ وَلَيْسَتْ إِيَّاهَا.
قَالَ: ثُمَّ أَحجَمَ النَّاسُ، فَقَالَ: مَا لَكُم يَا مَعشَرَ الْـمُسْلِمِينَ؟ قَالُوا لَا وَاللَّـهِ، مَا عِندَنَا شَيءٌ، قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّـهِ يَقُولُ: أَرجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّـهِ: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ} وَقَرَأَ الآيَةَ كُلَّهَا.
وَقَالَ: يَا عَلِيُّ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً، إِنَّ أَحَدَكُم لَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ، فَتَسَاقَطُ عَن جَوَارِحِهِ الذُّنُوبُ، فَإِذَا استَقبَلَ اللهَ بِوَجهِهِ وَقَلبِهِ، لَم يَنفَتِل عَن صَلَاتِهِ وَعَلَيهِ مِن ذُنُوبِهِ شَيءٌ كَمَا وَلَدَتهُ أُمُّهُ، فَإِن أَصَابَ شَيئاً بَينَ الصَّلَاتَينِ، كَانَ لَهُ مِثلُ ذَلِكَ، حَتَّى عَدَّ الصَّلَوَاتِ الخَمسَ.
ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنَّمَا مَنزِلَةُ الصَّلَوَاتِ الخَمسِ لِأُمَّتِي، كَنَهَرٍ جَارٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُم، فَمَا ظَنَّ أَحَدُكُم لَو كَانَ فِي جَسَدِهِ دَرَنٌ، ثُمَّ اغتَسَلَ فِي ذَلِكَ النَّهَرِ خَمسَ مَرَّاتٍ فِي اليَومِ، أَكَانَ يَبقَى فِي جَسَدِهِ دَرَنٌ؟ فَكَذَلِكَ وَاللَّـهِ الصَّلَوَاتُ الخَمسُ لِأُمَّتِي) [8] .
وَقِیلَ: مَعنَى الآیَة؛ إِنَّ الدَّوَامَ علَى فِعلِ الحَسَنَاتِ یَدعُو إِلى تَركِ السَّیِئاتِ، وَقِیلَ: الـمُرَادُ بِالحَسَنَاتِ: التَّوبَةُ؛ فَإِنَّها تُذهِبُ السَّیِئاتِ، بِأَن تُسقِط عِقَابُهَا؛ لأَنَّهُ لَا خِلَافَ في أَنَّ العِقَابَ یَسقُطُ عِندَ التَّوبَةِ [9] .
سُمِّي الفَضلُ وَالجُودُ: بَقِیَّةٌ؛ لأَنَّ الرَّجُلَ یَستَبقِي مِمَّا يُخرِجُهُ أَجوَدُهُ وَأَفضَلُهُ، فَصَارَ هَذَا اللَّفظُ مَثَلَاً في الجَودَةِ، فَيُقَالُ: فُلَانٌ مِن بَقِیَّةِ الجُودِ؛ أَي: مِن خِیَارَهُم [10].
[1] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/344.
[2] جوامع الجامع، الطبرسي: 5/345.
[3] الكشاف عن حقائق التنزيل، الزمخشري: 2/296.
[4] النساء: 47ـ48.
[5] النساء: 110.
[6] الزمر: 53.
[7] آل عمران: 135.
[8] تفسير أبي حمزة الثمالي: 203ح 141، عن تفسير العياشي: 2/161ح 74.
[9] زبدة التفاسير، الكاشاني: 3/327.
[10] تفسير الرازي: 18/75.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|