أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2022
1799
التاريخ: 29-9-2016
1626
التاريخ: 29-9-2016
1603
التاريخ: 4-6-2020
1938
|
هناك فرق كبير جدّاً بين الغضب والشجاعة من جهة المنشأ والأسباب أو من جهة الآثار والنتائج:
-فعلى مستوى المنشأ والأسباب: إنّ مبدأ الشجاعة هو قوّة النفس والطمأنينة والاعتدال والإيمان وقلّة المبالاة بزخارف الدنيا وتقلّباتها.
أمّا الغضب فناشئ عن ضعف النفس وتزلزلها، وقلّة الإيمان، وعدم الاعتدال في المزاج وفي الروح، وعن حبّ الدنيا والاهتمام بها، والتخوّف من فقدان اللذائذ البشرية، لذلك تجد هذه الرذيلة مستحكمة في المرضى أكثر ممّا هي في الأصحّاء، وفي الصغار أكثر ممّا هي في الكبار، وفي الشيوخ أكثر ممّا هي في الشبّان، ومن كانت فيه رذائل أخلاقية أسرع إلى الغضب ممّن فيهم فضائل أخلاقية، إذ يكون البخيل أسرع في الغضب من غيره إذا تعرّض ماله وثروته للخطر، فالشجاعة إذاً على عكس الغضب تماماً من جهة المنشأ والأسباب.
-وعلى مستوى الآثار والنتائج: فالغاضب وهو في حال ثورة غضبه، يكون أشبه بالمجنون الّذي فقد عنان عقله، ويصبح مثل الحيوان المفترس الّذي لا تهمّه عواقب الأمور، فيهجم دون تروّ أو احتكام إلى العقل، فيسلك سلوكاً قبيحاً، يفقد سيطرته على لسانه ويده وسائر أعضائه، وتلتوي شفتاه في هيئة قبيحة بحيث إنّه لو أُعطي مرآة لخَجِل من صورته الّتي يراها فيها.
إنّ بعض أصحاب هذه الرذيلة يغضبون لأتفه الأمور، يغضبون حتّى على الحيوانات والجمادات، ويلعنون حتّى الريح والأرض والبرد والمطر وسائر الظواهر الطبيعية إذا كانت على خلاف رغباتهم.
أمّا الشجاع فهو بخلاف ذلك تماماً، فأعماله لا تكون إلّا عن روية ووفق ميزان العقل وطمأنينة النفس. يغضب في محلّ الغضب، ويحلم في محلّ الحلم، لا تهزّه الأمور التافهة ولا تغضبه، وإذا غضب، غضب بمقدار، وينتقم بعقل، ويعرف كيف ينتقم ومتى وممّن، وكيف يعفو ومتى وممّن، وفي حال غضبه لا يفقد زمام نفسه، ولا يبادر بالكلام البذيء، ولا بالأعمال القبيحة، ويزن كلّ أعماله بميزان الشرع والعقل والعدل والإنصاف، ويخطو خطوات لا يندم عليها بعد ذلك.
فعلى الإنسان الواعي أن لا يخلط بين هذا الخُلُق الّذي يتّصف به الأنبياء والأولياء والمؤمنون، ويعدّ من الكمالات النفسية، وبين الخُلُق الآخر الّذي هو من النقائص والصفات الشيطانية ومن وسوسة الخنّاس.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|