أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-17
618
التاريخ: 2024-09-24
127
التاريخ: 2024-07-02
563
التاريخ: 2024-09-01
290
|
ثمة نوعان من الميول والرغبات لدى الانسان ، النوع الاول وهو عبارة عن رغبات ودوافع غريزية يشترك فيه الانسان والحيوان معا ، اما النوع الثاني فيختص به الانسان وهو عبارة عن رغبات فطرية كالكرامة وعزة النفس والعدل
والانصاف والوفاء بالعهد وحفظ الامانة والعفو والاحسان وما شابه ذلك .
واشباع الغرائز والميول الطبيعية يشكل عاملا من عوامل استمرار الحياة واصابة اللذات وتامين السعادة المادية ، اما احياء الميول الانسانية فيعتبر من عوامل التكامل الروحي والسمو النفسي والسعادة المعنوية.
تصرفات لا انسانية :
تستخدم الحيوانات غرائزها بحرية تامة، وهذه الحرية لا تلحق ادنى ضرر بالمصلحة الفردية للحيوانات. الا ان الانسان لا يستطيع ان يكون حرا طليقا في استخدام غرائزه كالحيوان ، لان هناك حالات يستلزم فيها اشباع الغريزة الحيوانية قمع الميل المعنوي والكرامة الانسانية.
فالذي يحاول بمكره وخداعه سلب فتاة طاهرة عفتها وتدنيس كرامتها ، صحيح انه يكون قد اشبع غريزته الحيوانية جنسيا ، لكنه يكون بتصرفه الشائن هذا قد قتل في نفسه الرغبة في الكرامة الانسانية.
والذي يرقى منصبا مرموقا في مجال عمله بسبب تزلفه وتملقه يكون قد ارضى غريزة حب السلطة والتفوق في ذاته، لكنه يكون قد قمع في اعماقه الرغبة في عزة النفس.
توازن الميول:
ان السعادة الكاملة لن تكون الا من نصيب ذاك الانسان الذي يعيش حياته وفق قانون الخلقة ولا يتجاهل ايا من الرغبات المادية والمعنوية ويسعى الى ايجاد توازن بين الغرائز الطبيعية والميول الانسانية السامية، ويشبع كلا منها في مكانها المناسب وبالمقدار الصحيح ، وهذا لن يتحقق الا بتعديل الرغبات الغريزية وتحديد الشهوات النفسية، لان اطلاق الغرائز من شانه ان يقضي على الميول الانسانية السامية ويخفت من نور الفضيلة ومكارم الاخلاق في اعماق الانسان، وبالتالي تذهب العواطف الانسانية النبيلة والسجايا الاخلاقية الفاضلة ضحية الميول الغريزية الحيوانية ، وهذا ما يتعارض ونظام الخلقة ويتنافى وسعادة الانسان الحقيقية .
اذل من مملوك:
كل انسان يستطيع ان يختار احد سبيلين ، اما احياء الميول السامية والحياة الانسانية او اطلاق الغرائز الحيوانية، اي ان الانسان اما ان يكون عبدا مطيعا لشهواته منقادا لها ، واما ان يسخر شهواته لعقله وانسانيته .
واولئك الذين يختارون حرية الغرائز واطاعة الشهوات دون قيد او شرط يحرمون انفسهم من السجايا الانسانية والسعادة الحقيقية ، فضلا عن انهم قد جعلوا من انفسهم عبيدا اسرى للشهوات.
قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) عبد الشهوة اسير لا ينفك اسره(31) .
وعنه (عليه السلام) قال : مغلوب الشهوة اذل من مملوك الرق(32) .
ونخلص الى القول ان الشاب رغم طبعه الذي يميل الى الحرية المفرطة ، عليه ان يعلم ان هناك موانع طبيعية وتضادا في الغرائز ومقررات اجتماعية ورغبة في السمو النفسي تشكل مجتمعة عوامل تحد من حريته وتقمع جانبا من ميوله ورغباته.
والشاب مكلف عقليا ودينا بالتغاضي عن الحرية المطلقة وتعديل غرائزه ورغباته النفسية واستخدام كل منها في مكانها المناسب وضمن حدود العقل والمصلحة ، وذاك هو سبيله لتحقيق السعادة والهناء.
___________________________
(31و32) غرر الحكم، ص 499، 765 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
السيد السيستاني يستقبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق
|
|
|