المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأسمنت غير البورتلاندي – انواع الاسمنت
2023-02-06
الطفل الموهوب
24-11-2019
ربّما حملنا وزر غيرنا
28-09-2014
البحث عن قصص خاصة للصحيفة ومقالات خاصة للمجلة
26-10-2019
retraction (n.)
2023-11-09
بداية التربية
8/12/2022


الشغب عند الأطفال  
  
3724   10:25 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص285ـ289
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 2073
التاريخ: 18-1-2016 1958
التاريخ: 2023-03-11 1282
التاريخ: 14-1-2023 2950

إن كثيراً من الأطفال يقومون بأعمال غير طبيعية بحيث قلما يرون في حال هدوء أو يضمهم مكان، وقد لا يرضون بما لهم فيتطاولون على حقوق الآخرين... تراهم دائبين في أذية الآخرين وإن وجدوا ضعفاً في طفل تمادوا في أذيته بل كأنهم يشعرون باللذة في تسبب الآلام والأوجاع لذلك الطفل.

هذه الأفعال ترى أحياناً من بعض الأطفال في المنزل والمدرسة والزقاق والشارع، فربما نرى الطفل يتحرش بالآخرين في باحة المدرسة أو يستولي على اكل أو وسائل لعب من هم اصغر منه فيبكون أو يفسد لعب الآخرين أو يؤذي الحيوانات. وخلاصة القول يشعر بالراحة إن تسبب في إطلاق الآخرين آهاتهم وإنزال دموعهم...

ـ الشغب ما هو ؟

في معرض الإجابة على السؤال أعلاه، نقول بأنه نوع من السلوك ونوع من الصراع والتناحر المؤدي الى إثارة مشاعر الآخرين وإغضابهم.. الشغب هو نوع من العداء أو الخصومة التي لا دليل عليها، وبعبارة أخرى هو الإقدام على أذية شخص آخر لم يدفعه أو يحفز على مثل هذا الفعل.

صور الشغب قد تبدو أحياناً في البعد الخُلقي وأخرى بالتفكير المغلوط وثالثة في السلوك المؤذي ورابعة في السلوك المتمثل بالإيقاع بين الأشخاص، ولذا فالطفل المشاغب لا تقيده الانظمة والمقررات الاجتماعية ولا يراعى ضوابط المجتمع كما ان تصرفاته غير طبيعية.

ولبحث الحالة المتوافرة يجب التنبيه هنا الى انها ليست مخيفة ومرعبة بالشكل الذي يتصوره بعض الناس، ولو عرفنا سببها لأمكننا معالجتها. إن الضرورة تحتم علينا تأهيل ومعالجة الطفل المشاغب من جهة ان التساهل في الموضوع ربما يقود الى ان تصب المصائب والابتلاءات على رؤوس الآخرين.

ـ ملاحظة :

إن الشغب ليس دائمياً أو مستمراً وكثير منه يمكن معالجته بسهولة وسرعة اما دورة الشغب لدى الطفل فغالباً ما تكون قصيرة إذ تظهر بصورة أزمة ثم سرعان ما تزول.

وإن طالت مدته أمكن معالجته بعد الوقوف على علل بروزه، على أن ذلك يستلزم من المربي التحلي بالصبر واتباع منهج عقلاني ومنطقي.

ومن الضروري الإشارة هنا أيضاً الى أمر بديهي في الوقت نفسه بأن كل طفل – وخاصة ممن هم في السنوات الأولى من عمرهم – يكون مؤذياً ومشاغباً الى حد ما ويتمرد أيضاً، لكن الحالة إذا خرجت عن الحد الطبيعي كان لا بد من التفكير بحل، ما يستوجب معرفة الأسباب وإلا لما امكن الإصلاح والمعالجة.

ـ الأسباب والدوافع :

السؤال هنا لماذا الطفل يشاغب؟ وهل هذه الأفعال فطرية وطبيعية ام لها علل ودوافع عارضة؟..

فيما يلي نقاط يمكن الإشارة إليها بصفتها اسباباً ودوافع للظهور بحالات الشغب:ـ

1ـ التقليد وتعلم الحالات السيئة: يتميز الأطفال بالقدرة على التقليد، فما يرونه من الأب والأم والمربين والأصحاب يقومون به، ولقد قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) "إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما القي فيها من شيء قبلته..".

ولذا فإن زرعت فيه بذور الخير فإنه سيظهر بالخير والعكس بالعكس.

2ـ الثأر: يغضب الطفل أحيانا في مقابل تصرفات الوالدين لكنه غير قادر على الانتقام فيعمد الى تحين الفرصة والثأر، ولأنه لا يفكر بالمستقبل فإنه يتصرف كمبتدئ، أي يقدم على ما يعرف بالشغب.

3ـ الإحساس بالذل وعملية التعويض: إن الشعور بالنقص نفسه يعد بحد ذاته عاملاً لارتكاب الشغب؛ فمواجهة الطفل باللامبالاة وعدم إشراكه في اللعب وشعوره بالعزلة كل ذلك سيتحول الى ضربات خطرة يظهر مفعولها في حينه حيث يحاول إخلاء عقده وهمومه بهذه الطريقة وتسكين فورته.

4ـ الإنتقام: الشغب يكون أحياناً بسبب شعوره بأن الآخرين عمدوا الى تحطيم شخصيته، فيفكر في الانتقام وتسكين ثورته عبر ذلك فيرى في التمرد والمشاغبة وسيلته الى إثبات وجوده وظناً منه بأنه ينتقم ممن وصفوه بما يشينه لكنه في الواقع انتقم من زيد بدل عمر.

5ـ إختبار القدرات: يقوم بعض الأطفال باختبار انفسهم وقوة عضلاتهم مثلاً، أو يريدون ان يعرفوا إن كانوا قادرين على التصويب بصورة جيدة ام لا... وحينئذ يرتفع صوت الجار بسبب تهشم زجاجه أو بسبب التعدي على الآخرين في الزقاق وأذيتهم.

6ـ حب التفوق: البرهنة على تفوقه على الآخرين وإرضاء غروره وأنانيته سبب آخر للمشاغبة، فالطفل المشاغب يحب أن يرى ضحيته وهي في حال سيئة ليجلس هو بعد ذلك في زاوية فرحاً بما فعله.. إنه يتبع في ذلك سلوكاً غير اجتماعي بل وتخريبي يروم من خلاله وضع الآخرين في دوامة أفعاله.

7ـ الفضول وحب الاطلاع: يظهر شغب الطفل تارة بصورة العبث بالأشياء وتارة أخرى بكثرة الكلام والصخب وهي حالات تصنف في مفهوم الفضول وحب الاطلاع وليس الشغب، فهو لا يريد من ذلك ان يُضجر الآخرين بل يود ان يطلع أكثر فأكثر على هذه الحياة المليئة بالأسرار أو يرغب في ان يعرف ماذا يحصل ان هو فعل كذا وكذا وما هي ردود فعل ولديه على ما يصدر منه.

8ـ النمو: إن نمو الطفل يوجد فيه فوراناً في حياته سواء في البعد المادي ام المعنوي، فالإنسان يواجه في مراحل نموه قضايا جديدة إن لم يتجاوزها بالصبر والتأمل فإنها ستترك أثرها عليه. إن كثيراً من الشغب تعود جذوره إلى مسيرة نمو الطفل حيث يكتسب بمرور الأيام قدرات مدهشة وقوة لا بد من استعمالها، وإذا لم تكن تربيته أو عقله بالمستوى الجيد فإن استعمالها سيكون في الاتجاه المذموم وغير السليم.

9ـ المرض: تعد الإصابة بأمراض نفسية مدعاة للشغب، فعندما يشتد المرض والالم بالمرء يفقد سيطرته على نفسه فيقوم بأي عمل يخطر على باله بغية تسكين ألمه.. يسب الآخرين ويؤذيهم وحتى يضربهم. إن المجانين والمصابين بأمراض نفسية يؤذون الآخرين بسبب آلامهم بل ويستمتعون بأذية الآخرين ويعتبرونه نوعاً من الترفيه عن النفس.

10ـ نبذ الطفل: يشاغب الطفل أحياناً بسبب إحساسه بأنه منبوذ من الآخرين أو ان والديه لا يحبانه.. حينها يرى ان كل ما لديه في خطر فيشاغب ويفك عن نفسه القيود والحدود التي كان يقبلها. إن النبذ والطرد يكونان ممكنين حينما يظهر منه الكلام البذيء وبعض الأمور السيئة التي تنم عن نيته في الانتقام.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.