لمحة تاريخية عن محاصيل الالياف

استخدم الانسان في عصور ما قبل التاريخ فروع الاشجار والشجيرات الرقيقة القابلة للانحناء في عمل المصائد والشباك والسلال اللازمة لعمليات الصيد والترحال قبل صنع الانسجة المستعملة لأغراض الملبس والكساء بألاف السنين. وعندما عمل الانسان بالرعي اعتمد على شعر وصوف حيواناته. وقد نالت منطقة وادي الرافدين والهضاب الجبلية المحيطة بها شهرة كبيرة في استعمال صوف الغنم وشعر الماعز في الكساء منذ اربعة الاف سنة قبل الميلاد. وحينها لجأ الانسان الى الزراعة في مناطق العالم المختلفة استعمل الى جانب الصوف وشعر الماعز الياف الكتان في المناطق التي تقل فيها المراعي، اذ من المعلوم ان الكتان كان يزرع في بعض المناطق المأهولة بالسكان قبل ثلاثة الاف سنة في مصر حيث انتجت مصر في ذلك الوقت الانسجة الخشنة والرقيقة والتي وجد البعض منها في مقابرهم. ثم تطور انتاج الكتان بعدئذ حتى انتقل الى مناطق البحر الابيض المتوسط كما نقله الرومان في فتوحاتهم الى مناطق مختلفة من اوربا. اما القطن فيعتبر من المحاصيل النقدية وعماد الاقتصاد الزراعي القومي للدول التي تنتجه على نطاق واسع. وأقدم ما وجد في سجلات التاريخ عن الانسجة القطنية كان في وادي الهندوس وغرب الباكستان حيث تم العثور على بقايا هذه الانسجة مدفونة تحت الانقاض منذ حوالي ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد. وكانت التسمية الاولى لنبات القطن هي (شجرة الصوف). اما الحرير فتشير أقدم الأساطير الصينية الى ظهوره لأول مرة على ضفاف النهر الاصفر منذ 2700 سنة قبل الميلاد ثم انتقلت طريقة صنع وتجهيز هذه الالياف الى اوربا. فازدهرت وتطورت صناعة الحرير بعد ذلك في بلاد الاغريق والرومان وساعدت فتوحاتهم الى نقله الى سائر اقطار البحر الابيض المتوسط والدول الاخرى.