أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-8-2016
1302
التاريخ: 12-6-2017
1432
التاريخ: 18-9-2016
1414
التاريخ: 5-2-2018
1342
|
إلى قم:
كان طلب الحديث هاجس الكليني، فقد عاش في عصر تلامذة الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري (عليهما السلام) غير انّ اولئك الرجال لم يكن لديهم سوى مدوّنات حديثيّة محدودة جداً، بل انّ بعضها تعرّض للتلف في نفس الفترة.
واذن فقد كان الفناء والاندثار يهدّدان ذلك الميراث الحديثي النفيس عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) فمع وفاتهم سوف يندرس الكثير والكثير جداً من الأحاديث الشريفة؛ خاصّة وانّ عصر الغيبة الصغرى تزامن مع مولد الكليني تقريباً وكان الاتّصال بسفراء الامام الغائب معقّداً بسبب الظروف السياسيّة والاجتماعيّة السائدة في بغداد.
ومن هنا فقد عاصر الكليني حقبة زمنيّة بالغة الحساسيّة كانت فيها الطائفة الشيعيّة بأمسّ الحاجة إلى ما يحصّنها ضدّ التيارات الفكريّة والاستلاب، سيّما تيار القرامطة الذين بدأوا يتشكّلون سياسيّاً ويتحرّكون عسكريّاً في ثورات متتابعة.
لهذا شدّ الكليني الرحال إلى مدينة قم التي كانت آنذاك احدى الحواضر العلميّة التي تزخر بالنشاط والحركة والحياة الفكريّة.
وتعدّ مدينة (قم) في تلك الفترة مدينة المحدّثين والرواة الشيعة وقد كانوا بالعشرات يملؤون المساجد، حيث تنعقد بهم حلقات الدراسة والمعرفة وعلم الحديث وكانت تمتاز بوجود رواة ومحدّثين يروون على نحو مباشر ومن دون واسطة عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام).
وفي مدينة قم انتظم الكليني في حلقات علم الحديث حيث تتلمذ على أيدي أبرز أساتذته وفي طليعتهم أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري وأحمد بن إدريس القمّي المعروف بـ«المعلّم» وعبد الله بن جعفر الحميري مؤلّف كتاب «قرب الاسناد» ونجله محمّد بن عبد الله الحميري، وكان عبد الله بن جعفر على صلات وثيقة بالإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) ومراسلات في ظروف صعبة؛ وتذكر بعض المدوّنات انّ مؤلّف «قرب الاسناد» كانت له مراسلات أيضاً مع الامام الحجّة المنتظر (عليه السلام).
وقد بلغ عدد الأساتذة الذين تلقّى الكليني عنهم علم الحديث خمسة وثلاثين راوياً ومحدّثاً كان لهم الأثر ولا شكّ في بلورة شخصيّة الكليني.
غير انّ اسماً يبرز ساطعاً يقترن بموسوعته الحديثيّة الفريدة ألا وهو المحدّث والراوية الكبير علي بن إبراهيم القمّي، هذا الاسم الذي سيشغل التسلسل الثالث في سلسلة أسناد السفر الجليل «الكافي» حيث روى الكليني عنه ما يناهز «7140» حديث (1).
ولـ«علي بن إبراهيم» تفسير معروف باسمه يعد في طليعته التفاسير لدى الشيعة الإماميّة.
ويمكن القول انّه لولا ملازمة الكليني لهذه الشخصيّة لضاع قسم كبير من الأحاديث الشريفة ولضاع ميراث كبير.
انّ الله سبحانه شاء أن يبقى هذا الميراث سالماً وقيّض لذلك رجلاً عالماً وأميناً أوقف سنوات حياته على تدوينه الحديث الشريف واكتشف كنوزه المبعثرة هنا وهناك، ولقد كان علي بن إبراهيم القمّي واحداً من تلك الكنوز الحديثيّة الكبرى والكليني هو من كشف عنها وضبطها وأثبتها وسجّلها لتكون ميراثاً ثقافيّاً فريداً.
__________________
(1) معجم رجال الحديث، آية الله الخوئي 11 / 194.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|