المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6194 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الشيخ الكليني في مدينة (قم).  
  
724   11:33 صباحاً   التاريخ: 2024-03-20
المؤلف : كمال السيّد.
الكتاب أو المصدر : ذلك الشيخ الوقور (الشيخ محمد بن يعقوب الكليني).
الجزء والصفحة : ص 15 ـ 18.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علماء القرن الرابع الهجري /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-8-2016 1302
التاريخ: 12-6-2017 1432
التاريخ: 18-9-2016 1414
التاريخ: 5-2-2018 1342

إلى قم:

كان طلب الحديث هاجس الكليني، فقد عاش في عصر تلامذة الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري (عليهما السلام) غير انّ اولئك الرجال لم يكن لديهم سوى مدوّنات حديثيّة محدودة جداً، بل انّ بعضها تعرّض للتلف في نفس الفترة.

واذن فقد كان الفناء والاندثار يهدّدان ذلك الميراث الحديثي النفيس عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) فمع وفاتهم سوف يندرس الكثير والكثير جداً من الأحاديث الشريفة؛ خاصّة وانّ عصر الغيبة الصغرى تزامن مع مولد الكليني تقريباً وكان الاتّصال بسفراء الامام الغائب معقّداً بسبب الظروف السياسيّة والاجتماعيّة السائدة في بغداد.

ومن هنا فقد عاصر الكليني حقبة زمنيّة بالغة الحساسيّة كانت فيها الطائفة الشيعيّة بأمسّ الحاجة إلى ما يحصّنها ضدّ التيارات الفكريّة والاستلاب، سيّما تيار القرامطة الذين بدأوا يتشكّلون سياسيّاً ويتحرّكون عسكريّاً في ثورات متتابعة.

لهذا شدّ الكليني الرحال إلى مدينة قم التي كانت آنذاك احدى الحواضر العلميّة التي تزخر بالنشاط والحركة والحياة الفكريّة.

وتعدّ مدينة (قم) في تلك الفترة مدينة المحدّثين والرواة الشيعة وقد كانوا بالعشرات يملؤون المساجد، حيث تنعقد بهم حلقات الدراسة والمعرفة وعلم الحديث وكانت تمتاز بوجود رواة ومحدّثين يروون على نحو مباشر ومن دون واسطة عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام).

وفي مدينة قم انتظم الكليني في حلقات علم الحديث حيث تتلمذ على أيدي أبرز أساتذته وفي طليعتهم أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري وأحمد بن إدريس القمّي المعروف بـ«المعلّم» وعبد الله بن جعفر الحميري مؤلّف كتاب «قرب الاسناد» ونجله محمّد بن عبد الله الحميري، وكان عبد الله بن جعفر على صلات وثيقة بالإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) ومراسلات في ظروف صعبة؛ وتذكر بعض المدوّنات انّ مؤلّف «قرب الاسناد» كانت له مراسلات أيضاً مع الامام الحجّة المنتظر (عليه السلام).

وقد بلغ عدد الأساتذة الذين تلقّى الكليني عنهم علم الحديث خمسة وثلاثين راوياً ومحدّثاً كان لهم الأثر ولا شكّ في بلورة شخصيّة الكليني.

غير انّ اسماً يبرز ساطعاً يقترن بموسوعته الحديثيّة الفريدة ألا وهو المحدّث والراوية الكبير علي بن إبراهيم القمّي، هذا الاسم الذي سيشغل التسلسل الثالث في سلسلة أسناد السفر الجليل «الكافي» حيث روى الكليني عنه ما يناهز «7140» حديث (1).

ولـ«علي بن إبراهيم» تفسير معروف باسمه يعد في طليعته التفاسير لدى الشيعة الإماميّة.

ويمكن القول انّه لولا ملازمة الكليني لهذه الشخصيّة لضاع قسم كبير من الأحاديث الشريفة ولضاع ميراث كبير.

انّ الله سبحانه شاء أن يبقى هذا الميراث سالماً وقيّض لذلك رجلاً عالماً وأميناً أوقف سنوات حياته على تدوينه الحديث الشريف واكتشف كنوزه المبعثرة هنا وهناك، ولقد كان علي بن إبراهيم القمّي واحداً من تلك الكنوز الحديثيّة الكبرى والكليني هو من كشف عنها وضبطها وأثبتها وسجّلها لتكون ميراثاً ثقافيّاً فريداً.

 

__________________

(1) معجم رجال الحديث، آية الله الخوئي 11 / 194.

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)