أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2021
3070
التاريخ: 6-10-2016
1932
التاريخ: 10-2-2022
1717
التاريخ: 6-10-2016
1790
|
فصل:
ثاني الجنسين الخمود وهو سكون النفس عن تحصيل الضروري منها بحيث يؤدّي إلى سقوط القوّة وتضييع العيال وانقطاع النسل، وهو رذيلة؛ لأنّ المقصد الأصلي هو الوصول إلى السعادة ولا تحصل الا باكتساب المعارف واقتناء الفضائل وأداء الطاعات المتوقفة على قوّة البدن المتوقّفة على تحصيل الضروري من المأكل والملبس والمسكن، وربّما توقّفت في بعض الأحيان وبالنسبة إلى بعض الأشخاص على حصول فراغ لها عن أمور المعيشة من الطحن والكنس والخبز وغيرها غير المنتظمة الا بالتزويج، مع ما فيه من بقاء النسل ودوام وجود آثار صنعه تعالى ومقايسة لذّات الآخرة بها، إذ لا يمكن الخوف ولا الشوق الا بإدراك لذّة وألم، ولا يتصوّران في عالم الحسّ الا بالجسمانيّات المشابهة للذّات والآلام الأخرويّة، فيقاس بلذّة الجماع الحسّي الذي هو أقوى اللذّات الجسمانية، وألم النار المحسوس الذي هو أعظم آلامها لذّات الآخرة وآلامها.
مع ما فيه من امتثال أمر الرسول بالتزويج طلباً لزيادة الامّة ، فيباهي بها سائر الأمم وطلب الخيرات الباقية بعد الممات من الأعمال الصالحة والآثار الحسنة الصادرة عن الأعقاب وشفاعة صغارهم الأموات ، كما ورد في الأخبار والتحصّن من وساوس الشيطان بقلع خطرات الشهوة عن القلب ، كما قال صلى الله عليه وآله: «من تزوّج أحرز نصف دينه» (1)، وترويح النفس وإيناسها بالنظر وغيرها تقوية للقلب على العبادة، فإنّ النفس ملولة عن الحقّ نفور على ما يخالف طبعها (2)، فلو واظب الانسان على إكراهها على ما يخالفها جمحت ولو روّحت باللذّات أحياناً قويت وتشطّت. ولذا قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]
وفي الخبر: «روّحوا القلوب فإنّها إذا اكرهت عميت» (3).
ومجاهدة النفس في السعي في حوائج العيال وتحمّل مشاقّهم ومكاره أخلاقهم والاجتهاد في إصلاح شأنهم وإرشادهم وكسب المال الحلال لوجوه معايشهم، كما قال صلى الله عليه وآله: «الكادّ في نفقة عياله كالمجاهد في سبيل الله» (4).
فالخمود المؤدّي إلى الحرمان عمّا ذكر رذيلة الا فيمن لم يكن له شبق يؤدي به إلى خطرة محرّمة ووسواس منهيّ عنه مع علمه بعجزه عن القيام بحقوق الزوجيّة، وتحمّل أخلاق النساء وتحصيل المال الحلال في وجوه المعيشة وأيقن بأدائه إلى الانغمار في الدنيا وعدم تمكّنه من تحصيل ما ينفعه في العقبى، فإنّ الراجح له حينئذٍ ترك التزويج يقيناً، ولذا أجريت الأحكام الخمسة في النكاح.
وعلاجه ـ بعد التذكّر لمفاسده وما يترتّب على ضدّه من المحامد المشار إليها والتأمّل في الأخبار الكثيرة الواردة في ذمّه ومدح تحصيل المال الحلال للكفاف ممّا سيذكر بعضها إن شاء الله ـ السعي في تحصيله ولو تكلّفاً إلى أن يعتاد عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحجة البيضاء: 3 / 55 نقلاً عن الكافي: 5 / 329.
(2) في المحجة البيضاء (3 / 67): فإنّ النفس ملولة وهي عن الحقّ نفور؛ لأنّه على خلاف طبعها.
(3) المحجة البيضاء: 3 / 68، وفي النسخ: «روّحوا القلب»، وصحّحناها.
(4) المحجة البيضاء: 3 / 70.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|