على ثمانية أوجه :

الوجه الأول : ظهر، يعني : بَدَا:

فذلك قوله في النّور : {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]، يعني الا ما بدا في الوجه والكفين .

وقال في الرّوم: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الروم: 41]، يعني : بدا الفساد في البر والبحر .

وقال في المؤمن : {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ } [غافر: 26]، يعني : يبدي في الأرض الفساد .

وقال في الروم { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7]، يعني : ما بدا من معاشهم وحرفتهم.

الوجه الثاني : أظهر، يعني : اطلع : فذلك قوله في التحريم : {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ} [التحريم: 3]، يعني : أطلعه الله عليه ، على السر الذي افشته .

وقال في : قل أوحي : {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } [الجن: 26]، يعني : لا يطلع على غيبه أحدا.

الوجه الثالث : يظهرون ، يعني : يعلون ويرتقون : فذاك قوله في الزخرف {وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف: 33]، يعني : يرتقون فيعلون فوق البيوت.

وقال في الكهف { فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ } [الكهف: 97]، يعني : يعلوه فيرتقوه .

الوجه الرابع :التظاهر التعاون : فذلك قوله في التحريم {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ } [التحريم: 4]، يعني تعاونا عليه .

نظيرها في القصص {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ } [القصص: 17]، يعني معيناَ.

وقوله { وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } [التحريم: 4]، يعني أعوانا للنبي صل الله عليه .

وقال في الفرقان {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا } [الفرقان: 55]، يعني معينا .

وقال في سبأ {وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} [سبأ: 22]، يعني: من معين .

وقال في الأحزاب { وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } [الأحزاب: 26]، يعني : عاونوهم .

الوجه الخامس : اظهار يعني : العلو في القهر :

فذلك قوله في براءة { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]، يعني : ليعوا الإسلام على كل دين فيقره. ومثلها في الصف، وفي الفتح

وقال في حم المؤمن {يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ} [غافر: 29]، يعني: عالين على اهل مصر  في القهر لهم.

وقال في الصف {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [الصف: 14]، يعني: عالين على عيرهم في القهر لهم.

الوجه السادس : ظاهرٌ، يعني باطلا :

فذلك قوله في الرعد { أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ} [الرعد: 33]، أي : باطل من القول ، حين زعموا ان لله شريكا ؟

وقال في المجادلة : { الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ } [المجادلة: 2].

الوجه السابع : إظهار ن مثل : ضربه الله :

فذلك قوله في هود : {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} [هود: 92]، يعني : جعلوا كتاب الله عز وجل ، يظهر فلا يعلمون به وعملوا بالسحر .

الوجه الثامن : تظهرون، يعني: نصف النهار :

فذلك قوله في الروم { وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 18]، يعني : صلاة الأولى عند انتصاف النهار .