المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الشاب واختيار العمل  
  
1123   11:19 صباحاً   التاريخ: 2024-01-28
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 236 ــ 242
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن قضية انتخاب العمل في حياة الشباب من أهم المسائل الصعبة. لأنه يجب أن يكون العمل موافقاً لرغبة الشاب، وليس أن يكون مفروضاً عليه، هذا من جهة، ومن جهة اخرى إن أغلب الشبان، ونتيجة عدم تجربتهم، لا يطمئنون لأنفسهم ولا يجرؤون على انتخاب عمل بتصميم وعزم من أنفسهم.

بعبارة أخرى، إن انتخاب عمل يعني قبول مسؤولية اجتماعية، فالشاب يميل إلى أن يدرس بنفسه وبحرية الأعمال المختلفة، من كافة الجوانب، وينتخب العمل الذي يوافق ميله واستعداده الشخصي، عندها يأخذ على عاتقه مسؤولية العمل بشوق وإرادة وجدية، فيحصل بذلك على كسب مادي، وبذلك يثبت شخصيته ولكن أكثر الشبان يخشون من خوض غمار ذلك، لأنهم يشكون في صلاحيتهم وإمكاناتهم، ويخافون قبول المسؤولية، وينظرون إلى مستقبل الحياة بقلق واضطراب، ويشعرون بعدم ارتياح لمستقبلهم، ويخشون الفشل والهزيمة من أن لا يتمكنوا من مواجهة المستقبل ومواكبة المجتمع والحصول على المزايا الإجتماعية.

ولكي لا ينحرف الشبان ويضروا حياتهم ويفقدوا سعادتهم نتيجة التخطيط الخاطئ عليهم أن يتركوا الغرور والتعصب، وأن يستفيدوا من أفكار وتجارب الكبار المحبين للخير، وباستشارتهم يعينون خط مسيرهم، وبذا يمهدون الطريق للنجاح والفلاح.

ولقد أوجب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) على الآباء أن يساعدوا أبناءهم الشبان في انتخاب العمل الحسن اللائق بهم، وجعل (صلى الله عليه وآله) هذا الواجب المقدس في مصاف حقوق الأبناء:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا علي: حق الولد على والده ان يحسن اسمه وأدبه ويضعه موضعاً صالحاً) (1).

عن أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام) قال: (جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال: يا رسول الله ما حق أبني هذا؟ قال ـ صلى الله عليه وآله ـ: تحسن اسمه وأدبه وضعه موضعاً حسناً) (2).

يتضح في هذين الحديثين أن العمل من أجل الأبناء يقع على عاتق الآباء مع اختلاف أن الحديث الأول ذكر (موضعاً صالحاً) وفي الحديث الثاني (موضعاً حسناً) إن ذكر العمل الصالح والحسن في هذين الحديثين يمكن توضيحه بأشكال مختلفة:

الكسب الحسن والسيء

أولاً: إن بعض الأسماء حسنة وبعضها سيئة، وبعض أنواع التربية سيئة وبعضها جيدة، بعض الأعمال التجارية من حيث الشرع والمنافع الإجتماعية حسنة وبعضها سيئة وكما أن القسم الأول والثاني من الحديث يوجب على الآباء أن يختاروا الأسماء الحسنة ويربوهم تربية صالحة وبأدب، كذلك القسم الثالث من الحديث يكلف الآباء بوضع الأبناء موضعاً حسناً في الأعمال للكسب الصالح المباح، وليس للطمع في جمع المال ودفعهم للأعمال السيئة والكسب الحرام. وهذا يعني العدالة في الثروات، أي أن الآباء يجب عليهم أن يشرفوا على الأبناء وأن لا يترعرعوا عاطلين ويكونوا حملاً على المجتمع، ولا يكونوا من الذين يكتنزون الأموال ويشتغلون بالأعمال المحرمة.

والمراد من (العمل الصالح) هو الكسب الحلال المنزه الذي يوافق تعاليم الإسلام في التجارة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (طوبى لعبدٍ طاب كسبه) (3).

اختلاف الكفاءات:

ثانياً: الناس من حيث الهيكل الجسمي والصفات الموروثة ليسوا متساوين، فكما أن المظهر والشكل والعين والصفات الأخرى الظاهرية تختلف، كذلك الاستعدادات والكفاءات المعنوية والنفسية تختلف أيضاً.

(يتمكن البعض من أداء أعمال لا يتمكن من القيام بها منهم أقل ذكاء أو الجاهلون؛ والضعفاء.

لقد خلق البعض للتفكير والبعض الآخر للعمل. وهذا يعني أن مجموعة تمتلك فطرياً موهبة القيادة، بينما مجموعة أخرى تعجز حتى عن إدارة نفسها) (4).

وعلى هذا الأساس، فإن العمل الصالح والحسن لكل شخص هو ذلك العمل الذي ينسجم مع البناء الجسمي والطبيعي لذلك الشخص. فإذا كان هذا العمل منطبقاً مع الاستعداد النظري للشخص فإنه يتمكن من أداء ذلك العمل بصورة جيدة وحسنة ويحصل على النجاح فيه بسهولة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له) (5).

إن معرفة الكفاءة في انتحاب العمل المناسب، في عالم اليوم، هي أحد عوامل النجاح المهمة في حياة البشر وقد حظيت هذه المسألة باهتمام الخبراء في المؤسسات الخاصة لتقديم الاستشارات والتوصيات، فهم يسألون عن رغبات الشبان، ويدرسون كفاءاتهم بدقة وبعد ذلك يعينون لهم الأعمال التي تناسبهم.

إستشارة أصحاب الخبرة:

(عندما يصل الأشخاص إلى مرحلة الشباب، فإنهم إما أن يكونوا قد بدأوا تعلم المهنة التي يريدونها، أو بدأوا بدراسة الأرضية التي يريدونها للعمل في المستقبل،، وعليه فإنهم يعرفون الطريق الذي يجب أن يسلكوه لذلك، ولكن رغم ذلك يجب عليهم أن يستشيروا الأشخاص ذوي الخبرة والواعين ويعملوا تحت إشرافهم واليوم يوجد في الكثير من دول العالم مراكز لهذا الهدف يعمل فيها الخبراء المستعدون لتقديم الاستشارات والتوصيات للمراجعين ودراسة حالاتهم، فهم بعد دراسة الرغبات والكفاءات الذاتية للمراجعين يبدون آراءهم حول العمل الذي يناسبهم.

إن هؤلاء الخبراء يستنتجون من دراساتهم الدقيقة نوع العمل الذي يمكن أن يؤدي إلى نجاح وتقدم أي شخص وهكذا يمكن أن تعرف كم هو نافع مراجعة واستشارة الفتيان لمثل هؤلاء الأشخاص. فهل يمكن إنكار أن حياة الكثيرين قد تلاشت لسلوكهم طريقا بعيدا عن الصلاح وحرمانهم من الإرشادات الواعية، فلم يجنوا من ذلك غير الفشل) (6).

نحن نعلم أن الكثير من الآباء لا يستطيعون أن يتبينوا كفاءات أبنائهم بصورة واضحة، ولكنهم يستطيعون، إلى حد ما، أن يراعوا مسألة دفع أبنائهم نحو الأعمال التي تتناسب مع وضعهم الطبيعي واستعدادهم الفطري.

العمل وشروط الزمان والمكان:

ثالثاً: يرتبط صلاح وحسن العمل بظروف الزمان والمكان، ويتبع كيفية الإنتاج، فالكثير من المهن والأعمال التي كانت في الماضي حسنة وصالحة، وكان الناس طبقاً لأوضاعهم وأحوالهم في تلك الأيام، يحتاجونها، ولكن في عالم اليوم، ومع تقدم الصناعة والآلة، خرجت تلك الأعمال والحرف من نطاق الأعمال الإجتماعية، ولم يعد يحتاجها الناس إلا قليلاً.

إن الآباء الذين يريدون القيام بواجب الأبوة عليهم أن يأخذوا مقتضيات الزمن بنظر الاعتبار عند انتخاب عمل لأبنائهم، ويدفعوهم نحو الأعمال المفيدة التي يحتاجها الناس، وليس أن ينتخبوا لهم أعمالأ تؤدي إلى الفشل والحرمان وبالتالي إلى الندم.

عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (العالم بزمانه لا تهجمُ عليه اللوابس) (7).

يترك الانهماك بعمل ما أثراً على الأخلاق الاجتماعية للشباب، بغض النظر عن النشاط الاقتصادي الذي يدر عائداً مالياً، كما يُضفي النظام والترتيب على حديثهم وتصرفاتهم، ويمهد الأرضية للتفاهم مع العائلة والمجتمع.

الشباب وإثبات الجدارة:

يكون الشباب في حالة اللامبالاة بالنسبة للخير والشر عندما يكونون عاطلين عن العمل، ولا يشعرون بالمسؤولية، كما أنهم لا يهتمون بالمعايير القانونية، ويسخرون من الأخلاق والآداب الإجتماعية، وأحياناً يكونون سبباً لعدم ارتياح الوالدين وبقية الأفراد بأعمالهم الخاطئة التي تؤدي أيضاً إلى اضطراب وفوضى في النظام الداخلي للمنزل - وأحياناً اخرى يهينون الناس في المجتمع بحديثهم وعملهم غير المقبول، فيسببون هتك الحرمات وتحقير الآخرين.

ولكن وضع هؤلاء يتغير عندما يتقبلون المسؤولية ويعثرون على عمل ويتخلقون بالآداب والأخلاق الحسنة، ولكي يثبتوا جدارتهم فإنهم يتركون الأساليب الشاذة، ويحترمون حقوق الآخرين، ويدركون أن الأخلاق الحسنة وحسن التفاهم والانسجام مع الناس مفتاح النجاح وشرط أساسي للتوفيق في المجتمع.

العمل واصلاح أخلاق الشباب:

(كانت عائلة (جيري) تتصور أن المدرسة تستطيع أن تحل المشكلة بصورة جيدة، جيري لم يكن مستعداً لكي يدرس، وكان يتزعم جماعة من الأولاد يقومون بالسرقة، وإلحاق الأذى بالآخرين ويخلقون لهم المضايقات، وكانت تصرفاته سيئة، وقد أبدل والداه مدرسته ثلاث مرات فلم يحصلوا على نتيجة، وعلم والداه أنه يخطط مع مجموعة من الأولاد للقيام بسفرة جماعية، فكان أن وافقاه على أن يترك المدرسة والدراسة دون رغبة منهما بعد اطلاعهما على هذه الفكرة الخطيرة، واضطرا للسماح له بالعثور على عمل، رغم أنهما كانا قد تحملا الكثير منه لدراسته وهو في سن السادسة عشرة، إلا أنهما عندما قالا له: (إبحث عن عمل وارتزق منه وقم بإدارة نفسك) تبدل جيري تماماً بشكل لا يصدق، فلأنه كان ينفق على نفسه من عائداته فقد أخذ يدقق في الأمور أكثر، وترك أعماله الخاطئة السابقة، وهجر صداقته للأولاد الأشرار، وأدرك بالتدريج أنه بحاجة إلى تلقي الدراسة لأداء عمل أفضل) (8).

كان داود بن زربي شكا ابنه إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فيما أفسد له فقال: (إستصلحه فما مأة ألفٍ فيما أنعم الله عليك) (9).

يجب أن نعلم أن المساعي العاقلة واعتدال الأشخاص في تأمين معاشهم ومعاش أفراد عائلتهم يختلف في الدين الإسلامي عن النشاطات الإفراطية للجشعين والحريصين على تكديس الثروة وجمع المال. فالمجموعة الأولى تريد المال لنفسها، والمجموعة الثانية تريد المال للمال.

المجموعة الأولى: تحفظ شرفها الإنساني عن طريق المال.

والمجموعة الثانية: تضحي بعزتها وشرفها الإنساني من أجل المال.

المجموعة الأولى: أحرار يعملون بجدٍ لتأمين عيشهم والخلاص من ذل السؤال.

والمجموعة الثانية: هم عباد الثروة يجلبون لأنفسِهم بالطمع والحرص، الذل والحقارة.

قال علي (عليه السلام): (الحرص ذل ومهانة لمن يستشعره) (10).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 17، ص 18.

2ـ وسائل الشيعة كتاب النكاح، ج 5، ص 126.

3ـ تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 59.

4ـ طريق الحياة، ص 149.

5ـ سفينة البحار، مادة يسر، ص 732.

6ـ نحن وأطفالنا، ص 80.

7ـ تحف العقول، ص 356.

8ـ المشاكل الروحية للشباب، ص 83.

9ـ وسائل الشيعة، ج 5، كتاب النكاح، ص 126.

10ـ غرر الحكم، ص 61. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.