أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-24
675
التاريخ: 2024-04-09
1025
التاريخ: 2024-08-04
478
التاريخ: 26-1-2023
1265
|
قال تعالى في محكم كتابه: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} [محمد: 14].
من الرغبات الطبيعية الاخرى التي تبدأ بالظهور في أعماق الفتى لدى بلوغه ، وتحفزه على العمل والنشاط ، الرغبة في تحقيق الاستقلال الذاتي وبناء الشخصية فالطفل لا يجد نفسه جديراً بأن يكون مستقلا في عمله وقراراته وإرادته ، وذلك بسبب ضعف جسمه وعدم نضوج فكره ، فهو لم يزل طفلاً بحاجة إلى رعاية أبويه واهتمامهما. ومع حلول مرحلة البلوغ تنتهي فترة الطفولة، ويبدأ الجسم بالنمو الشامل والسريع ، وتبرز فيه تدريجياً صفات الرجل الكامل ، وإلى جانب التغييرات الجسمانية هناك تغييرات تطرأ على نفسية الفتى ، حيث تولد فيه عواطف وأحاسيس جديدة ، منها حس الاستقلال وبناء الشخصية .
«تبرز رغبة الشاب في إثبات شخصيته الاجتماعية في حالات عديدة، لا تخرج عن إطار نشاط ذاتي صرف. فيسعى الفتى إلى إبداء رغبته في الانفصال عن عالم الطفولة لتكون له حياة حرة ومستقلة».
«إذ لم يعد الفتى بحاجة إلى من يرعاه ويشرف عليه، فهو المسؤول عن كل حركاته وتصرفاته أمام المجتمع ، وهذا ما تؤكده القوانين الجزائية والحقوقية. فالفتى لم يعد طفلا صغيراً ، وينبغي على أبويه أن يمنحاه حريته شيئاً فشيئاً ، لأنه شاء أبواه أم أبيا يرغب في أن تكون له حياة تختلف عن حياة الطفولة التي هجرها بكل ما له صلة بها من حركات وتصرفات وعادات صبيانية. إنه خارج من نطاق الطفولة الضيق إلى عالم الرجولة والكمال الواسع، وما الرغبة في الاستقلال إلا حلقة في السلسلة التكاملية لحياة الإنسان»(1).
إن إرضاء رغبة الفتى في تحقيق الاستقلال وبناء الشخصية إرضاءً صحيحاً أمر واجب ، إذ يجب الاهتمام بهاتين الرغبتين الفطريتين ، لأن الفتى وبنتيجة البلوغ يجد نفسه أمام مسؤوليتين كبيرتين، مؤاخذة الناس له على تصرفاته الشخصية وقبول عضويته في المجتمع. ولكي يحصل الفتى على استقلاليته عليه أن يهتم بمسؤوليته الشخصية ، أما إذا أراد أن يكون عضواً في مجتمعه ، فعليه أن يبني شخصيته.
إن الفتى مسؤول عن سلوكه وتصرفاته كما تنص الأحكام الإسلامية والقوانين الوضعية ، فهو مستقل ومخير في أداء خير الأعمال والتصرفات أو شرها ، فهو إذن ينطبق عليه قانون الثواب والعقاب. ولا بد للمرء من أن يكون مستقلاً في شخصيته وإرادته حتى يؤاخذ على سلوكه وأعماله حسب الأحكام الشرعية والقوانين الوضعية.
وتشكل مرحلة الشباب نهاية فترة الطفولة وبداية حياة اجتماعية كاملة ، فالفتى البالغ يخرج من محيط الأسرة الضيق إلى محيط المجتمع الواسع ، ليصبح عضواً في المجتمع يتحمل ما يتحمله الآخرون من مسؤوليات. ومن رغب في أن يكون عضواً مؤثراً في المجتمع ، عليه أن يبني لنفسه شخصية يمكنها أن تتآلف مع المجتمع ، وتتصف بصفات العضوية فيه. وهذه الصفات التي يختارها الفرد ليتطبع بها ويستطيع من خلالها أن يذوب في المجتمع ، يصطلح عليها في علم النفس بالصفات الشخصية. وباختصار فإن ضرورة تحقيق المسؤولية الشخصية والعضوية الاجتماعية تستدعي من الفتى العمل على تحقيق رغبته في الاستقلال وبناء الشخصية ، وإرضاء هاتين الرغبتين الفطريتين بشكل سليم.
__________________________
(1) ماذا أعرف؟، البلوع ص 76 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|