أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-20
853
التاريخ: 2023-07-28
1715
التاريخ: 20-1-2016
15920
التاريخ: 2023-08-13
992
|
في عراق اليوم ثمة فهم بان الحكومات المتطورة والمتحضرة تعمل عادة على خلق اجواء بيئية صالحة ونقية من خلال تكثيف خدماتها ونشاطاتها وفعالياتها الهادفة الى تنظيف وتنقية الاجواء وتنفيذ مشاريع طموحة تحقق ظروفا بيئية جيدة ومناسبة تدفع المواطن للعمل والابداع. وبطبيعة الحال تعد البيئة المدرسية جزءا اساسيا ومهم من هذه النشاطات وترصد الحكومات والمنظمات الانسانية مبالغ طائلة لتوفر خدمات صحية وبيئية مناسبة للطلبة، وتوفر لهم اجواء نقية ومريحة تساعد على التعليم والاستيعاب، وتبعث عل النشاط والتفوق.
ومن هذا المنطلق، واستعدادا لاستقبال العام الدراسي الجديد، اعدت شعبتا الصحة المدرسية والتوعية الصحية، في دائرة صحة بغداد الرصافة - خطة شاملة تهدف الى نشر التوعية الصحية في المحيط المدرسي، والتعريف بأهمية الصحة والبيئة، ودورها في تنشيط الواقع التربوي والنهوض به، فضلا عن توفير الدعم والتفاعل مع الملاكات التربوية العاملة في هذا الإطار. وشددت الدكتورة نوين عبدالوهاب - مديرة شعبة التوعية الصحية في الدائرة على اهمية التقيد بمتطلبات النظافة وشروطها في المدارس بجميع مراحلها، لاسيما الابتدائية، لمنع انتشار الامراض المعدية، وامراض تلوث المياه والغذاء، والتي تؤدي الى حدوث وفيات لدى الاطفال، مؤكدة انها تنتج عن طريق دخول الجراثيم المسببة لهذه الامراض عن طريق الغم بواسطة الطعام والشراب الملوث، داعية الى اعتاد الشروط والتعليمات الصحية في عرض المواد الغذائية في المدارس، لاسيما الحوانيت المدرسية، مبينة ان اللجان الصحية تواصل بشكل مستمر متابعة المواد الغذائية واساليب عرضها وبيعها للأطفال في المدارس، وتقدم توصيات بشأنها الى الجهات التربوية المسؤولة، حيث يتم التنسيق والتعاون بهذا الشأن مع وزارة التربية، مبينة ان دور اللجان الصحية هو دور رقابي واشرافي في المدارس، وان الاجراءات التنفيذية هي من اختصاص الجهات التربوية المسؤولة. من جانبها أكدت الدكتورة لقاء عبداللطيف - مسؤولة الصحة المدرسية في صحة الرصافة - على اهمية القيام بجولات متابعة واشراف صحية ميدانية للمدارس للاطلاع على واقع الخدمات الصحية والبلدية التي يتم تقديمها في هذه المدارس، بغية المحافظة على سلامة الطلبة، ومنع اصابتهم بالأمراض التي تنتج عن تلوث مياه الشرب، او بسبب برك المياه الآسنة، والروائح الكريهة لمياه الصرف الصحي، مشددة على اهمية استعمال المرافق الصحية، والتخلص من الفضلات بشكل صحيح يحافظ على صحة الطلبة وسلامة البيئة، من خلال قيام ادارات المدارس بمتابعة هذه الامور بشكل يومي ومستمر، مبينة وجود تأثر للظروف البيئية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى الصحي للفرد والعائلة والمجتمع، ولا يعتمد على تأمين الشروط الصحية فقط، داعية الى اهمية تأكيد ادارات المدارس على متابعة الحوانيت المدرسية، ومياه الشرب، والمرافق الصحية، حفاظا على صحة التلاميذ، وضرورة تنظيم ندوات توعية شهرية لأولياء الطلبة، بمشاركة المعلمين، لمناقشة الظروف الصحية والبيئية، واعتماد اسس ومبادئ علمية وصحية لتقييم الواقع البيئي للمدارس.
يذكر ان هناك عددا كبيرا من المدارس تعاني من تردي الواقع الصحي والبيئي فيها لاسيما في المحافظات والمناطق النائية حيث تم بناء العديد منها من مادة الطين فضلا عن وجود مستنقعات وبرك للمياه الاسنة في بعض المدارس خصوصا في فصل الشتاء (1).
من خلال ما طرحناه، ومر ذكره، أصبح واضحاً أن للأسرة دور كبير في غرس التربية البيئية، وخلق الوعي البيئي، وبالتالي حماية البيئة، عبر دورها الكبير في تشكيل شخصية الطفل. فالأسرة، بوصفها نواة المجتمع، والجماعة الإنسانية الأولى التي يتعامل معها الطفل، تكون مسؤولة عن كثير مما يتعرض له الطفل من مؤثرات، خصوصاً في السنوات الخمس الأولى من عمره. والاسرة هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يبدأ فيها الطفل بتكوين ذاته والتعرف على نفسه، عن طريق عملية التفاعل الاجتماعي، المتمثلة في الأخذ والعطاء، والتعامل بينه وبين أعضاء الاسرة الآخرين. وفي هذه البيئة الاجتماعية يتلقى الطفل أول إحساس بما يجب القيام به، بالأعمال التي يستحق عليها المديح والثناء، والأعمال الأخرى التي تعرضه للذم والعقاب.
وتقوم الاسرة بثلاث وظائف أساسية هامة في المجتمع، وهي: إعادة إنتاج المجتمع من خلال إنتاج الأطفال، وإمدادهم بالبيئة الصالحة لتحقيق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية. إعداد الأطفال للمشاركة في حياة المجتمع، وفي التعرف الى قيمه وعاداته وتقاليده. تزويد الأطفال بالوسائل التي تهيئ لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع.
وتأسيساً على ما سبق، تصبح الأسرة أهم مؤسسات المجتمع في تهيئة الأفراد للحفاظ على البيئة، وحمايتها من كل مكروه، وبناء الإستعداد لديهم للنهوض بها، ودرء المخاطر عنها، وإستيعاب وتمثل قيم النظافة، وترشيد الإستهلاك، والتعاون، وغيرها مما ينعكس إيجابياً على البيئة.
ولعل خير ما يوضح دور الأسرة في حماية البيئة هو دورها في التصدي لمشكلات البيئة الرئيسية الثلاث: الانفجار السكاني، والتلوث، وإستنزاف موارد البيئة. أن هذا الدور يتضمن بعدين رئيسين: بعد وقائي (بهدف الحيلولة دون وقوع المشكلات البيئية)، وبعد علاجي (بهدف تخفيف حدة المشكلات البيئية والتصدي لها ومقاومتها).
وتوضح أيضاً بأن لرياض الاطفال دور في حماية البيئة، بوصفها مؤسسات تربوية وسطى بين البيت والمدرسة، تسعى الى إعداد الطفل للمدرسة الإبتدائية، وذلك بمساعدة الأسرة في تكوين الطفل تكويناً سليماً في هذه المرحلة القاعدية من حياة الإنسان، نظراً لما تقوم به من تعويض عن جوانب القصور في التربية المنزلية، وتهيئة جو من الأمومة يعوض الأطفال عن فقدان أمهاتهم، علاوة على تنمية قدراتهم البدنية والعقلية والإجتماعية والإنفعالية..
وبما أن التربية البيئية الصحية للأطفال تعنى بتزويد الأطفال بالخبرات اللازمة لهم بهدف التأثير على معلوماتهم واتجاهاتهم وممارساتهم تاثيرا إيجابياً بشأن البيئة الصحية، بحيث يصبح لدى الفرد أنماط سلوكية صحيحة سليمة، فيتعين ان تعتبر التربية البيئية الصحية جزءا لا يتجزأ من العملية التربوية التي تهتم بتوجيه نمو الطفل الجسمي وغرس العادات البيئية الصحية السليمة لدى الأطفال. وهدفها: تكوين إتجاهات بيئية صحية سليمة، وخلق عادات صحية سليمة، باتباع إسلوب السلوك البيئي الصحي السليم في الحياة اليومية. والعمل على إتباع الخطوات التي تحد من إنتشار المرض والمساهمة في تحسن البيئة الصحية في المجتمع. والتزويد بالمعلومات والحقائق الأساسية بالنسبة للبيئة الصحية وكيفية المحافظة على صحة البيئة عامة، وصحة الأسرة، والصحة الشخصية.
وبينت التجربة أن للمدرسة دور كبير في حماية البيئة باعتبارها مؤسسة إجتماعية تربوية، تقوم بمهمة التربية، جنباً الى جنب، مع الأسرة. وهذه المهمة تحتم على كلتا المؤسستين، الأسرة والمدرسة، التعاون حتى يصلا بتربية الطفل الى الهدف المنشود، وحتى لا يحدث بينهما تناقض يترتب عليه تفكيك في شخصية الطفل وفقدان الثقة بالأسرة، او المدرسة، او بكليهما. وفي هذا السياق ذاته جرت الإشارة الى الوظائف الأساسية للمدرسة، وهي: الوظيفة التكميلية، والوظيفة التصحيحية، والوظيفة التنسيقية. وتم إستعراض مداخل تضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية، وهي: مدخل الوحدات الدراسية، والمدخل الاندماجي، والمدخل المستقل، وشرح طبيعة كل مدخل. ولتحقيق أهداف التعليم البيئي النظامي، وعلى وجه الخصوص المدرسي، جرت مناقشة 9 إستراتيجيات تعليم التربية البيئية في المدرسة، وهي: إستراتيجية الخبرة المباشرة، وأستراتيجية البحوث الإجرائية والدراسات العملية، واستراتيجية دراسة القضايا البيئية، وأستراتيجية لعب الأدوار، واستراتيجية حل المشكلات، وأستراتيجية الرسوم الرمزية (الكاريكاتير)، وأستراتيجية المشاركة بالأنشطة البيئية. وركزنا على مشاركة الطلبة بالنشاطات البيئية، التي تعتبر من أفضل الوسائل لتحقيق أهداف التربية البيئية. فالمشاركة تساعد هؤلاء الطلبة على إكتساب المعلومات بشكل وظيفي عن النشاط الذي يقومون به. واكتساب مهارات يدوية عن طريق إستخدام الأجهزة والأدوات والمواد. وتنمية مهارات التفكر العلمي، مثل الملاحظة الدقيقة، والقياس، وجمع البيانات، والتمييز، والتنظيم، والتصفيف. واكتساب مواقف، وعادات، وقيم مرغوب بها، كالتأني في إستخلاص النتائج، وتقدير توازن الطبيعة واحترامها، وتقدير الجهود التي تبذلها المؤسسات الرسمية والأهلية في خدمة البيئة. وعدا هذا، إستعرضنا الأنشطة النافعة التي يمكن ان يشارك فيها الطلبة والتلاميذ، التي أوصى بها مكتب اليونسكو الأقليمي للتربية في الوطن العربي.
ومن كل ما مر أصبح واضحاً بأن البيئة والصحة تعتبران جزءا اساسيا وهاما من مكونات المنهج المدرسي التربوي، وأن صحة البيئة المدرسية تعد اهم عامل في خفض نسبة انتشار الامراض، وخاصة المعدية. ويمكن التحكم في انتشار كثير من الامراض عن طريق الاهتمام بصحة البيئة المدرسية، والمقصود بها كل ما يحيط بالمعلم والمتعلم من عوامل..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بعض المدارس تعاني واقعا مترديا: خطة توعية صحية تحذر من امراض التلوث، محمد جياد، (المؤتمر)، 14 / 9 / 2006.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|