أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017
2943
التاريخ: 22-4-2017
3095
التاريخ: 2024-09-14
411
التاريخ: 10-12-2014
3305
|
يعتبر إتصاف النبيّ الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) واشتهاره بين الناس بالصدق والامانة وغيرها من مكارم الأخلاق منذ شبابه من مسلَّمات التاريخ.
وهو بالتالي أمرٌ اعترف به حتّى أعداؤه الالدّاء فقد دانوا بفضله وأقرُّوا بأخلاقه الكريمة وسجاياه النبيلة دون تلكؤ ولا إبطاء.
وقد كانَ من أوصافه الحسنة البارزة ان جميع الناس كانوا يدعونه الصادق الامين وكانوا يثقون بأمانته ثقة كبرى حتّى أن المشركين كانوا يودعون ما غلى من أموالهم عنده واستمر هذا الأمر حتّى عشرة أعوام بعد دعوته العلنيّة.
وحيث أن دعوته (صـلى الله علـيه وآله) قد ثقلت على المعاندين فاجتهدوا في أن يصرفوا عنه الناس بما ينسبون إليه من بعض النسب الّتي توجب سوء الظنّ به ومن ثم إفشال دعوته وحيث أنهم كانوا يعلمون أن النِسَبَ الاُخرى ممّا لا يقيم لها المشركون وزناً لأنها امور بسيطة في نظرهم من هنا رأوا بأن يتهمونه بالجنون والزعم بان ما يقوله ويقرؤه ما هو إلاّ من نسج الخيال ومن أثر الجنون الّذي لا يتنافى مع الزهد والأمانة وذلك تكذيباً لدعوته.
ثم عملت قريش على إشاعة هذه النسبة واتخذت وسائل عديدة وما كرة لترويجها وبثّها بين الناس.
ومن شدّة مكرهم ومراءاتهم أنّهم كانوا يتخذون موقف المتسائل المحايد فيطرحون هذه التهمة في قالب الشك والترديد إذ يقولون : {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8].
وهذه هي بعينها الحيلةُ الشيطانية الّتي يتوسَّل بها ويتستر وراءها أعداء الحقيقة دائماً عند ما يريدون تكذيب المصلحين العظام واسقاط خطواتهم وافكارهم من الاعتبار والحطّ من شأنها وأهميتها.
ويشير القرآنُ أيضاً إلى انّ هذا الاسلوب الماكر الذميم لم يكن مختصاً بالمعارضين في عهد الرسالة المحمَّدية بل كان المعارضون في الأعصر الغابرة أيضاً يتوسلون بهذا السلاح لتكذيب الرسل والانبياء إذ يقول عنهم : {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الذاريات: 52، 53] .
وتحدّث الاناجيلُ الحاضرة هي الاُخرى عن ان المسيح (عليه السلام) عندما وعظ اليهود قالوا : إنّ فيه شيطاناً فهو يهذي فلماذا تسمعون إليه؟! .
ومن المسلّم والبديهي أنَّ قريشاً لو كان في مقدورها أن تتهم رسولَ اللّه الصادق الأمين (صـلى الله علـيه وآله) بغير هذا الاتهام وتنسب إليه غير هذه النسبة لما تأخرت عن ذلك ولكن حياة النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) المشرقة خلال الاربعين سنة الماضية وسوابقه اللامعة في المجتمع المكيّ وغير المكي كانت تحول دون أن ينسبوا إليه شيئاً من تلك النسب القبيحة الذميمة.
لقد كانت قريش مستعدة لأن تستخدم أي شيء ـ مهما صغر ـ ضد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله).
فمثلا عند ما وجده أعداء الرسالة يجلس إلى غلام مسيحيّ يدعى جبر عند المروة انطلقوا يستخدمون هذا الأمر ضدّه (صـلى الله علـيه وآله) فوراً فقالوا : واللّه ما يُعلِّمُ محمَّداً كثيراً ممّا يأتي به الا جبر النصراني.
فردّ عليهم القرآن الكريمُ بقوله : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103] .
{وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} [الدخان: 13، 14] .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|