أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-7-2022
1975
التاريخ: 2023-04-04
1247
التاريخ: 25-1-2023
1643
التاريخ: 25-1-2023
1278
|
عبد العزيز الفشتالي ونونيته
وعلى ذكر نسبة ابن الخطيب لسلمان فقد تذكرت هنا بيتاً أنشدنيه لنفسه صاحبنا الوزير الشهير الكبير البليغ صاحب القلم الأعلى سيدي أبو فارس عبد العزيز الفشتالي (1) - صب الله تعالى عليه شآبيب رحماه - من قصيدة نونية مدح
22
بها سيد الوجود، صلى الله عليه وسلم، وتخلص إلى مدح مولانا السلطان المنصور بالله أبي العباس أحمد الحسني أمير المؤمنين صاحب المغرب رحمه الله تعالى، وهو:
أولئك فخري إن فخرت على الورى ... ونافس بيتي في الولا بيت سلمان
وأراد - كما أخبرني - بيت سلمان القبيلة التي منها لسان الملة والدين ابن الخطيب رحمه الله تعالى، أشار إلى ولاء الكتابة للخلافة، كما كان لسان الدين السلماني رحمه الله تعالى كذلك، وفيه مع ذلك تورية بسلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه.
وقد رأيت أن أسرد هنا هذه القصيدة الفريدة، لبلاغتها التي بذت شعراء " اليتيمة " و " الخريدة "، ولأن شجون الحديث الذي جر إليها، شوقني إلى معاهدي المغربية التي أكثر البكاء عليها، بحضرة المنصور بالله الإمام، سقى الله تعالى عهادها صوب الغمام، حيث الشباب غض يانع، والمؤمل لم يحجبه مانع، والسلطان عارف بالحقوق، والزمان وهو أبو الورى لم يشب بره بالعقوق، والليالي مسالمة غير رامية من البين بنبال، والغربة الجالية للكربة لم تخطر ببال، ورؤساء الدولة الحسنية السنية ساعون فيما يوافق الغرض ويلائم، والأيام ثغورها بواسم، وأوقاتها أعياد ومواسم، وأفراح وولائم، فلله فيها عيش ما نسيناه، وعز طالما اقتبسنا نور الهدى من طورسيناه:
مضى ما مضى من حلو عيش ومره ... كأن لم يكن إلا كأضغاث أحلام
وهذا نص القصيدة (2) :
هم سلبوني الصبر والصبر من شاني ... وهم حرموا من لذة الغمض أجفاني
وهم أخفروا في مهجتي ذمم الهوى ... فلم يثنهم عن سفكها حبي الجاني
23
لئن أترعوا من قهوة البين أكؤسي ... فشوقهم أضحى سميري وندماني
وإن غادرتني بالعراء حمولهم ... لقى إن قلبي جاهد إثر أظعاني
قف العيس واسأل ربعهم أية مضوا ... أللجزع ساروا مدلجين أم البان
وهل باكروا بالسفح من جانب اللوى ... ملاعب آرام هناك وغزلان
وأين استقلوا: هل بهضب تهامة ... أناخوا المطايا أم على كثبان نعمان
وهل سال في بطن المسيل تشوقاً ... نفوس ترامت للحمى قبل جثمان
وإذ زجروها بالعشي فهل ثنى ... أزمتها الحادي إلى شعب بوان
وهل عرسوا في دير عبدون أم سروا ... يؤم بهم رهبانهم دير نجران
سروا والدجى صبغ المطارف فانثنى ... بأحداجهم شتى صفات وألوان
وأدلج في الأسحار بيض قبابهم ... فلحن نجوماً في معارج كثبان
لك الله من ركب يرى الأرض خطوة ... إذا زمها بدناً نواعم أبدان
أرحها مطايا قد تمشى بها الهوى ... تمشي الحميا في مفاصل نشوان
ويمم بها الوادي المقدس بالحمى ... به الماء صداً والكلا نبت سعدان
وأهد حلول الحجر منه تحية ... تفاوح عرفاً ذاكي الرند والبان
لقد نفحت من شيح يثرب نفحة ... فهاجت مع الأسحار شوقي وأشجاني
وفتت منها الشرق في الغرب مسكة ... سحبت بها في أرض دارين أرداني
وأذكرني نجداً وطيب عراره ... نسيم الصبا من نحو طيبة حياني
أحن إلى تلك المعاهد، إنها ... معاهد راحاتي وروحي وريحاني
وأهفو مع الأشواق للوطن الذي ... به صح لي أنسي الهني وسلواني
وأصبو إلى أعلام مكة شائقاً (3) ... إذا لاح برق من شمام وثهلان
أهيل الحمى ديني على الدهر زورة ... أحث بها شوقاً لكم عزمي الواني
متى يشتفي جفني القريح بلحظة ... تزج بها في نوركم عين إنساني
24
ومن لي بأن يدنو لقاكم تعطفاً ... ودهري عني دائماً عطفه ثاني
سقى عهدهم (4) بالخيف عهد تمده ... سوافح دمع من شؤوني هتان
وأنعم في شط العقيق أراكة ... بأفيائها ظل المنى والهوى داني
وحيا ربوعاً بين مروة والصفا ... تحية مشتاق بها الدهر حيران
ربوعاً بها تتلو الملائكة العلا ... أفانين وحي بين ذكر وقرآن
وأول أرض باكرت عرصاتها ... وطرزت البطحا سحائب إيمان
وعرس فيها للنبوة موكب ... هو البحر طام (5) فوق هضب وغيطان
وأدى بها الروح الأمين رسالة ... أفادت بها البشرى مدائح عنوان
هنالك فض ختمها (6) أشرف الورى ... وفخر نزار من معد بن عدنان
محمد خير العالمين بأسرها ... وسيد أهل الأرض مِ الإنس والجان
ومن بشرت في بعثه قبل كونه ... نوامس كهان وأخبار رهبان
وحكمة (7) هذا الكون لولاه ما سمت ... سماء ولا غاضت طوافح طوفان
ولا زخرفت من جنة الخلد أربع ... تسبح فيها أدم حور وولدان (8)
ولا طلعت شمس الهدى غب دجية ... تجهم من ديجورها ليل كفران
ولا أحدقت بالمذنبين شفاعة ... يذود بها عنهم زباني نيران
له معجزات أخرست كل جاحد ... وسلت على المرتاب صارم برهان
له انشق قرص البدر شقين وارتوى ... بماء همى من كفه كل ظمآن
وأنطقت الأصنام نطقاً تبرأت ... إلى الله فيه من زخارف ميان
دعا سرحة عجما فلبت وأقبلت ... تجر ذيول الزهر ما بين أفنان
25
وضاءت قصور الشام من نوره الذي ... على كل أفق نازح القطر أو داني
وقد بهج الأنوا بدعوته التي ... كست أوجه الغبراء بهجة نيسان
وإن كتاب الله اعظم آية ... بها افتضح المرتاب (9) وابتأس الشاني
وعدى على شأو البليغ بيانه ... فهيهات منه سجع قس وسحبان
نبي الهدى من أطلع الحق أنجماً ... محا نورها أسداف إفك وبهتان
لعزتها ذل الأكاسرة الألى ... هم سلبوا تيجانها آل ساسان
وأحرز للدين الحنيفي بالظبى ... تراث الملوك الصيد من عهد (10) يونان
ونقع من سمر القنا السم قيصراً (11) ... فجرعه منه مجاجة ثعبان
وأضحت ربوع الكفر والشك (12) بلقعاً ... يناغي الصدى فيهن هاتف شيطان
وأصبحت السمحا ترف نضارة ... ووجه الهدى بادي الصباحة للراني (13)
أيا خير أهل الأرض بيتاً ومحتداً ... وأكرم كل الخلق: عجم وعربان
فمن للقوافي أن تحيط بوصفكم ... ولو ساجلت سبقاً مدائح حسان
إليك بعثناها أماني أجدبت ... لتسقى بمزن من أياديك هتان
أجرني إذا أبدى الحساب جرائمي ... وأثقلت الأوزار كفة ميزاني
فأنت الذي لولا وسائل عزه ... لما فتحت أبواب عفو وغفران
عليك سلام الله ما هبت الصبا ... وماست على كثبانها خلد قضبان
وحمل في جيب الجنوب تحية ... يفوح بمسراها شذا كل توقان
إلى العمرين صاحبيك كليهما ... وتلوهما في الفضل صهرك عثمان
وحيا علياً عرفها وأريجها ... ووالى على سبطيك أوفر رضوان
26
إليك رسول الله صممت عزمة ... إذا أزمعت فالشحط والقرب سيان
وخاطبت مني القلب وهو مقلب ... على جمرة الأشواق فيك فلباني
فيا ليت شعري هل أزم قلائصي ... إليك بدراً أو أقلقل كيراني (14)
وأطوي أديم الأرض نحوك راحلاً ... نواجي المهارى في صحاصح قيعان
يرنحها فرط الحنين إلى الحمى ... إذا غرد الحادي بهن وغناني
وهل تمحون عني خطايا اقترفتها ... خطاً لي في تلك البقاع وأوطان
وماذا عسى يثني عناني وإن لي ... بآلك جاهاً صهوة العز أمطاني
إذا ند عن زوارك البأس (15) والعنا ... فجود ابنك المنصور أحمد أغناني
عمادي الذي أوطا السماكين أخمصاً ... وأوفى على السبع الطباق فأدناني
متوج أملاك الزمان وإن سطا ... أحل سيوفاً (16) في معاقد تيجان
وقاري أسود الغاب بالصيد مثلها ... إذا اضطرب الخطي من فوق جدران (17)
هزبر إذا زار البلاد زئيره ... تضاءل في أخياسها أسد خفان
وإن أطلعت غيم القتام جيوشه ... وأرزم (18) في مركومه رعد نيران
صببن على أرض العداة صواعقاً ... أسلن عليهم بحر خسف ورجفان
كتائب لو يعلون رضوى لصدعت ... صفاه الجياد الجرد تعدو بعقبان
عديد الحصى من كل أروع معلم ... وكل كمي بالرديني طعان
إذا جن ليل الحرب عنهم طلى العدا ... هدتهم إلى أوداجها شهب خرصان
من اللاء جرعن العدا غصص الردى ... وعفرن في وجه (19) الثرى وجه بستان
وفتحن أقطار البلاد فأصبحت ... تؤدي الخراج الجزل أملاك سودان
27
إمام البرايا من علي نجاره ... ومن عترة سادوا الورى، آل زيدان
دعائم إيمان وأركان سؤدد ... ذوو همم قد عرست فوق كيوان
هم العلويين الذين وجوههم ... بدور إذا ما أحلكت شهب أزمان
وهم آل بيت شيد الله سمكه ... على هضبة العلياء ثابت أركان
وفيهم فشا الذكر الحكيم وصرحت ... بفضلهم آيات ذكر (20) وفرقان
فروع ابن عم المصطفى ووصيه ... فناهيك من فخرين: قربى وقربان
ودوحة مجد معشب الروض بالعلا ... يجود بأمواه الرسالة ريان
بمجدهم الأعلى الصريح تشرفت ... معد على العرباء عاد وقحطان
أولئك فخري إن فخرت على الورى ... ونافس بيتي في الولا بيت سلمان
إذا اقتسم المداح فضل فخارهم ... فقسمي بالمنصور ظاهر رجحان
إمام له في جبهة الدهر ميسم ... ومن عزه في مفرق الملك تاجان
سما فوق هامات النجوم بهمة ... يحوم بها فوق السموات نسران
وأطلع في أفق المعالي خلافة ... عليها وشاح من علاه وسمطان
إذا ما احتبى فوق الأسرة وارتدى ... على كبرياء الملك نخوة السلطان
توسمت لقمان الحجى وهو ناطق ... وشاهدت كسرى العدل في صدر إيوان
وإن هزه حر الثناء تدفقت ... أنامله عرفاً تدفق خلجان
أيا ناظر الإسلام شم بارق المنى ... وباكر لروض في ذرا المجد فينان
قضى الله في علياك أن تملك الدنا ... وتفتحها ما بين سوس وسودان
وأنك تطوي الأرض غير مدافع ... فمن أرض سودان إلى أرض بغدان
وتملؤها عدلاً يرف لواؤه ... على الهرمين أو على رأس غمدان
فكم هنأت أرض العراق بك العلا ... ووافت بك البشرى لأطراف عمان
فلو شارفت شرق البلاد سيوفكم ... أتاك استلاباً تاج كسرى وخاقان
28
ولو نشر الأملاك دهرك أصبحت ... عيالاً على علياك أبناء مروان
وشايعك السفاح يقتاد طائعاً ... برايته السوداء أهل خراسان
فما المجد إلا ما رفعت سماكه ... على عمدي سمر الطوال ومران
وهاتيك أبكار القوافي جلبتها (21) ... تغار لهن الحور في دار رضوان
أتتك أمير المؤمنين كأنها ... لطائم مسك أو خمائل بستان (22)
تعاظمن حسناً أن يقال شبيهها ... فرائد در أو قلائد عقيان
فلا زلت للدنيا تحوط جهاتها ... وللدين تحميه بملك سليمان
ولا زلت بالنصر العزيز مؤزراً ... تقاد لك الأملاك في زي عبدان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد العزيز بن محمد القشتالي كان كاتب أسرار الدولة المنصورية، ترجم له المؤلف في كتابه روضة الآس: 112 - 163.
(2) انظر هذه القصيدة في روضة الآس: 120.
(3) روشة الآس: شيقا.
(4) روضة الآس: عهدكم.
(5) روضة الآس: سال.
(6) ق ص: ختمه.
(7) روضة الآس: وعلة.
(8) روضة الآس: تسبح فيها الحور مع جمع ولدان.
(9) روضة الآس: الميان.
(10) روضة الآس: ولد.
(11) روضة الآس: سم قيصر.
(12) روضة الآس: والشرك.
(13) الراني: الناظر.
(14) ق ص: كيزاني؛ والكيران: جمع كور يعني رحاله.
(15) ق ص: اليأس.
(16) روضة الآس: السيوف.
(17) ق ص: خدران.
(18) ق ص: وأزرم.
(19) روضة الآس: عفر.
(20) روضة الآس: اي الكتاب.
(21) روضة الآس: جلوتها.
(22) بعد هذا البيت في روضة الآس: ومنها ختاما.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|