المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الافعال الخمسة
16-10-2014
الاصول الاعتقادية عند المعتزلة
25-8-2016
حكم صوم المغمى عليه واقوال الشافعي فيه.
19-1-2016
What are genome-wide association studies?
4-11-2020
المنهج القرآني في تقرير الأحكام
8-3-2016
موعد ازهار الحمضيات
28-3-2022


جملة من نساء الأندلس  
  
900   09:03 صباحاً   التاريخ: 2024-01-31
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص:166-171
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-28 428
التاريخ: 30-12-2022 1271
التاريخ: 7/11/2022 1274
التاريخ: 21-1-2023 1061

جملة من نساء الأندلس

 هناك جملة من نساء أهل الأندلس اللاتي لهن اليد الطولى في البلاغة

كي يعلم أن البراعة في أهل الأندلس كالغريزة  لهم حتى في نسائهم وصبيانهم

1_ فمن النساء المشهورات بالأندلس: أم السعد  بنت عصام الحميري

من أهل قرطبة وتعرف بسعدونة   ولها رواية عن أبيها وجدها وغيرهما

كما حكاه ابن الأبار في ترجمتها  من التكملة  وأنشدت لنفسها في تمثال نعل الني صلى الله عليه وسلم تكملة لقول غيرها ما صورته:

سألثم التمثال إذ لم أجد               للثم نعل المصطفى من سبيل

لعلني أحظى بتقبيله                  في جنة الفردوس أسنى مقيل

في ظل طوبى ساكنا آمنا             أسقى بأكواس من السلسبيل

وأمسح القلب به علّه                  يسكن ما جاش به من غليل

فطالما استسقى بأطلال من            يهواه أهل أبي محمد ابن هرون

القرطبي لجدته سعدونة وأظنها هذه:

آخ الرجال من الأبا                عد والأقارب لا  تقارب

إن  الأقارب  كالعقارب            أو أشد من العقارب

هكذا نقله الخطيب ابن مرزوق ورأيت نسبة البيتين لابن العميد  فالله أعلم .

2_ ومنهن حسانه  التميمية بنت أبي المخثى الشاعر

تأدبت وتعلمت الشعر فلما مات أبوها كبت إلى الحكم وهي إذ ذلك بكر لم تتزوج :

إني إليك أبا العاصي موجعة          أبا المخشى سقته الواكف الديم

قد كنت أرتع في نعماه عاكفة           فاليوم آوي إلى نعماك ياحكم

أنت الإمام الذي انفاد الأنام له            وملكته مقاليد النهى الأمم

لا شيء أخشى إذا ما كنت لي كنفا         آوي إليه ولا يعروني العدم

لا زلت بالعزة القعساء مرتديا                  حتى تذل إليك العرب والعجم

فلما وقف الحكم على شعرها استحسنه وأمر لها بإجراء مرتب وكتب

إلى عامله على إلبيرة فجهزها بجهاز حسن .

ويحكى أنها وفدت على ابنه عبد الرحمن بشكية من عامله جابر بن لبيد

والي إلبيرة وكان الحكم قد وقع لها بخط يده تحرير أملاكها وحملها في

ذلك على البر والإكرام فتوسلت إلى جابر بخط الحكم فلم يفدها

فدخلت إلى الإمام عبد الرحمن فأقامت بفنائه وتلطفت مع بعض نسائه

حتى أوصلتها إليه وهو في حال طرب وسرور فانتسبت إليه فعرفها وعرف

أباها ثم أنشدته:

إلى ذي الندى والمجد سارت ركائبي               على شحط تصلى بنار الهواجر

ليجبر صدعي إنه خير جابر                         ويمنعني من ذي الظلامة جابر

فإني وأيتامي بقبضة  كفه                             كذي  ريش آضحى مخالب كاسر

جدير لمثلي أن يقال مروعة                          لموت أبي العاصي الذي كان ناصري

سقاه الحيا لو كان حيا لما اعتدى                     علي زمان باطش بطش قادر

أيمحو الذي خطته يمناه جابر                           لقد سام بالأملاك إحدى الكبائر

ولما فرغت رفعت إليه خط والده وحكت جميع أمرها فرق لها

وأخذ خط أبيه فقبله ووضعه على عينيه وقال : تعدى ابن لبيد طوره

حين رام نقض رأي الحكم وحسبنا أن نسلك سبيله بعده ونحفظ بعد موته

عهده انصرفي يا حسانة فقد عزلته لك  ووقع لها بمثل توقيع أبيه

الحكم فقبلت يده وأمر لها بجائزة فانصرفت وبعث إليه بقصيدة منها :

ابن الهشامين خير الناس مأثرة                        وخير منتجع يوما لرواد

إن هز يوم الوغى أثناء صعدته                        روى أنابيبها من صرف فرصاد

قل للإمام أيا خير الورى نسبا                            مقابلا بين آباء وأجداد

جودت طبعي ولم ترض الظلامة لي                    فهاك فضل ثناء رائح غاد

فإن أقمت ففي نعماك عاطفة                             وإن رحلت فقد زودتني زادي

3_ ومنهن أم العلاء بنت يوسف الحجارية .

ذكرها صاحب المغرب وقال: إنها من أهل المائة الخامسة ومن شعرها:

كل ما يصدر منكم حسن                      وبعلياكم تحلى  الزمن

تعطف العين على منظركم                   وبذكراكم تلذ الأذن

من يعش دونكم في عمره                     فهو في نيل الأماني يغبن

وعشقها رجل  أشيب فكتبت إليه :

الشيب لا يخدع فيه الصبا                              بحيلة فاسمع إلى نصحي

فلا تكن أجهل من في الورى                          يبيت في الجهل كما يضحي

ولها أيضا:

افهم مطارح أحوالي وما حكمت                به الشواهد واعذرني ولا تلم

ولا تكلني إلى عذر أبينه                         شر المعاذير ما يحتاج للكلم

وكل ما جئته من زلته فبما                        أصبحت في ثقة من ذلك الكرم

والحجارية _ بالراء المهملة _ نسبة إلى وادي الحجارة ,

4_ ومنهن أمة العزيز

قال الحافظ أبو الخطاب ابن دحية في كتاب المطرب من أشعار المغرب

أنشدتني أخت جدي الشريفة الفاضلة أمة العزيز الشريفة الحسينية لنفسها :

لحاظكم  تجرحنا في الحشا             ولحفظنا يجرحكم في الخدود

جرح بجرح فاجعلوا ذا بذا               فما الذي أوجب جرح الصدود

قلت: هذا السؤال يحتاج إلى جواب وقد رأيت لبلدينا القاضي الإمام

الفاضل أبي الفضل قاسم العقباني التلمساني رحمه الله تعالى جوابه والغالب أنه من نظمه وهو قوله:

أوجبه مني يا سيدي                    جرح بخد ليس فيه الجحود

انتهى .

5_ ومنهم الكىرام بنت المعتصم بن صمادح ملك المرية

قال ابن سعيد في المغرب: كانت تنظم الشعر وعشقت الفتى المشهور بالجمال من دانية المعروف بالسمار وعملت فيه الموشحات ومن شعرها فيه:

يا معشر الناس ألا فاعجبوا           مما جنته لوعة الحب

لولاه لم ينزل ببدر الدجى          من أفقه العلوي للسرب

حسبي بمن أهواه لو أنه             فارقني تابعه قلبي

6_ ومنهن الشاعرة الغسانية البجانية _بالنون _ نسبة إلى بجانة وهي

كورة عظيمة وتشتهر بإقليم المرية وهي من أهل المائة الرابعة فمن نضمها

من أبيات :

 

عهد تهم والعيش في ظل وصلهم أنيق               وروض الوصل أخضر فيسنان

ليالي سعد لا يخاف على الهوى                    عتاب ولا يخشى على الوصل هجران

7 _ ومنهن العروضية مولاة أبي المطرف عبد الرحمن بن غلبون الكتاب

سكنت بلنسية وكانت قد أخذت عن مولاها النحو واللغة

لكنها فاقته في ذلك وبرعت في العروض وكانت تحفظ الكامل للمبرد

والنوادر للقالي وترشحهما  قال أبو داود سليمان بن نجاح : قرأت عليها

الكتابين وأخذت عنها العروض وتوفيت بدانية بعد سيدها في حدود

الخمسين والأربعمائة رحمها الله تعالى ,

8_ ومنهن حفصة بنت الحاج الركونية الشاعرة الأديبة المشهورة بالجمال

والحسب والمال , ذكرها الملاحي في تاريخه وأنشد لها مما قالته في أمير المؤمنين

عبد المؤمن بن علي ارتجالا بين يديه :

يا سيد الناس يا من          يؤمل الناس رفده

امنن علي بطرس            يكون للدهر عده   

تخط يمناك فيه               الحمد لله وحده

وأشارت بذلك إلى العلامة السلطانية عند الموحدين فإنها كانت أن يكتب

السلطان بيده بخط في رأس المنشور الحمد لله وحده

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.