المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17431 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الخصائص العامة للسهول ونشأتها
2024-10-05
الاقاليم الصخرية في العالم
2024-10-05
هضاب وسط اسيا
2024-10-05
مظاهر السطح في آسيا
2024-10-05
قارة آسيا
2024-10-05
السلاسل الجبلية الرئيسية في العالم
2024-10-05

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التمثيلُ في الآية (32-43) من سورة الكهف  
  
3694   03:29 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص193-197 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

قال تعالى : { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً }[ الكهف : 32ـ43] .

تفسير الآيات

( الحفُّ ) : من حَفَّ القوم بالشيء إذا أطافوا به ، وحفاف الشيء جانباه كأنّهما أطافا به ، فقوله في الآية : { فَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ } أي جعلنا النخل مطيفاً بهما ، وقوله : { مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ } فهو من بادَ الشيء ، يبيد بياداً إذا تفرّق وتوزّع في البيداء أي المفازة .

( حسباناً ) : أصل الحسبان السهام التي تُرمى ، الحسبان ما يحاسب عليه ، فيجازى بحسبه فيكون النار والريح من مصاديقه ، وفي الحديث أنّه قال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في الريح : ( اللهمّ لا تجعلها عذاباً ولا حسباناً ) .

( الصعيد ) : يقال لوجه الأرض ( زَلقَ ) أي دحضاً لا نبات فيه ويرادفه الصلد ، كما في قوله سبحانه : { فَتَرَكَهُ صَلْداً }[ البقرة : 264]  .

هذا ما يرجع إلى مفردات الآية .

وأمّا تفسيرها : فهو تمثيل للمؤمن والكافر بالله والمُنكر للحياة الأخروية ، فالأول منهما يعتمد على رحمته الواسعة ، والثاني يركن إلى الدنيا ويطمئنّ بها ، ويتبيّن ذلك بالتمثيل التالي :

قد افتخرَ بعض الكافرين بأموالهم وأنصارهم على فقراء المسلمين ، فضربَ الله سبحانه ذلك المَثل يبيّن فيها بأنّه لا اعتبار بالغِنى المؤقت وأنّه سوف يَذهب سُدى ، أمّا الذي يجب المفاخرة به هو : تسليم الإنسان لربّه وإطاعته لمولاه .

وحقيقة ذلك التمثيل : إنّ رجُلين أخوين مات أبوهما وتركَ مالاً وافراً ، فأخذَ أحدهما حقّه منه وهو المؤمن منهما فتقرّب إلى الله بالإحسان والصدقة ، وأخذَ الآخر حقّه فتملّك به ضِياعاً بين الجنّتين فافتخرَ الأخ الغني على الفقير ، وقال : { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } ، وما هذا إلاّ لأنّه كان يملك جنّتين من أعنابٍ ونخل مطيفاً بهما وبين الجنّتين زرع وافر ، وقد تعلّقت مشيئته بأن تأتي الجنّتان أُكلها ولم تنقص شيئاً ، وقد تخلّلها نهر غزير الماء ، وراح صاحب الجنّتين المثمرتين يفتخر على صاحبه بكثرة المال والخدمة .

وكان كلّما يدخل جنّته يقول : ما أظنّ أن تُفنى هذه الجنّة وهذه الثمار ـ أي تبقى أبداً ـ وأخذَ يُكذّب بالساعة ، ويقول : ما أحسبُ القيامة آتية ، ولو افتُرِض صحّة ما يقوله الموحِّدون من وجود القيامة ، فلئن بُعثت يومذاك ، لآتاني ربّي خيراً من هذه الجنّة ، بشهادة إعطائي الجنّة في هذه الدنيا دونكم ، وهذا دليل على كرامتي عليه .

هذا ما كان يتفوّه به وهو يمشي في جنّته مختالاً ، وعند ذلك يواجهه أخوه بالحكمة والموعظة الحسنة .

ويقول : كيف كفرتَ بالله سبحانه مع أنّك كنتَ تراباً فصرتَ نطفة ، ثمّ رجلاً سوياً ، فمَن نقلكَ من حال إلى حال وجعلك سوياً معتدل الخلقة ؟

وبما أنّه ليس في عبارته إنكار للصانع صراحة ، بل إنكار للمعاد ، فكأنّه يلازم إنكار الربّ .

فإن افتخرتَ أنت بالمال ، فأنا أفتخر بأنّي عبدٌ من عباد الله لا أُشرك به أحداً .

ثمّ ذكّره بسوء العاقبة ، وإنّك لماذا لم تقل حين دخولك البستان : ما شاء الله ؛ فإنّ الجنّتين نعمة من نِعم الله سبحانه ، فلو بذلتَ جهداً في عمارتها فإنّما هو بقدرة الله تبارك وتعالى .

ثمّ أشار إلى نفسه ، وقال : أنا وإن كنتَ أقلّ منك مالاً وولداً ، ولكن أرجو أن يجزيني ربّي في الآخرة خيراً من جنّتك ، كما أترقّب أن يرسل عذاباً من السماء على جنّتك فتصبح أرضاً صلبة لا ينبت فيها شيء، أو يجعل ماءها غائراً ذاهباً في باطن الأَرض ، على وجه لا تستطيع أن تستحصله .

قالها أخوه وهو يُندّد به ويحذّره من مغبّة تماديه في كفره وغيّه ، ويتكهّن له بمستقبلٍ مظلم .

فعندما جاء العذاب وأحاط بثمره ، ففي ذلك الوقت استيقظ الأخ الكافر من رقدَته ، فأخذ يُقلّب كفّيه تأسّفاً وتحسّراً على ما أنفقَ من الأموال في عمارة جنّتيه ، وأخذَ يندم على شركه ، ويقول : يا ليتني لم أكن مشركاً بربّي ، ولكن لم ينفعه ندمه ولم يكن هناك مَن يدفع عنه عذاب الله ، ولم يكن منتصراً من جانب ناصر .

هذه حصيلة التمثيل ، وقد بيّنه سبحانه على وجه الإيجاز بقوله : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }[ الكهف : 46].

وقد روى المفسّرون : أنّه سبحانه أشار إلى هذا التمثيل في سورة الصافات في آيات أُخرى وقال : { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ }[ الصافات : 51ـ55] .

إلى هنا تبيّن مفهوم المثل ، وأمّا تفسير مفردات الآية وجملها ، فالإمعان فيما ذكرنا يُغني الباحث عن تفسير الآية ثانياً ، ومع ذلك نفسّرها على وجه الإيجاز .

 { وَاضْرِبْ لَهُم } أي للكفار مع المؤمنين { مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا } أي للكافر { جَنَّتَيْنِ } أي بستانين { مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا } أحدقناهما بنخل { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً ) يقتات به { كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا } ثمرها { وَلَمْ تَظْلِمْ } تنقص { مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً } يجري بينهما { وَكَانَ لَهُ } مع الجنّتين { ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ } المؤمن { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } يفاخره { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } عشيرة { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ ) بصاحبه يطوف به فيها ويريه ثمارها { وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } بالكفر { قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ } تنعدم { هَذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي } في الآخرة على زعمك { لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً } مرجعاً { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } يجادله { أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ } ؛ لأَنّ آدم خُلق منه { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ } عَدَلك وصيّرك { رَجُلاً } .

أمّا أنا فأقول : { لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ } عند إعجابك بها { مَا شَاء اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ } ، { إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً } و صواعق { مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } أي أرضاً ملساء لا يثبت عليها قدم { أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً } بمعنى غائراً { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً } حيلة تدركه بها { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} مع ما جَنته بالهلاك فهلكت { فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْه } ندماً وتحسّراً { عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا } في عمارة جنّته { وَهِيَ خَاوِيَةٌ } ساقطة { عَلَى عُرُوشِهَا } دعائمها للكرْم بأن سَقطت ثمّ سقط الكرْم { وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي ) كأنّه تذكّر موعظة أخيه { لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ } جماعة { يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ ) عند هلاكها و { وَمَا كَانَ مُنتَصِراً } عند هلاكها بنفسه { هُنَالِكَ } أي يوم القيامة { الْوَلايَةُ } المِلك { لِلَّهِ الْحَقِّ } (1) .

____________

1 ـ السيوطي : تفسير الجلالين : تفسير سورة الكهف .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .