أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2014
5086
التاريخ: 24-11-2014
4993
التاريخ: 30-09-2014
4946
التاريخ: 3-10-2014
5506
|
الموقنون بالأخرة لا تغرهم الدنيا وزخرفها
قال تعالى : {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3].
«الآخرة»: الآخرة هي في مقابل الأولى والدنيا، والمراد من «عالم الآخرة» هو القيامة التي فيها الحساب، والثواب والعقاب، والحياة الطيبة والأفضل، والسعادة الابدية المحضة، وامثال ذلك، والمراد من «العمل الاخروي» هو ذلك العمل الذي، إضافة إلى تأمينه لمتطلبات الحاضر، فإن له دورا في سعادة الإنسان الأبدية، وهو من موجبات التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ومن عوامل استدرار رضاه. فأهل الآخرة هم أولئك الذين تمتاز جميع شؤونهم بالصبغة الإلهية.
وفي المقابل، فالمراد من الدنيا هو الأمور التي تنأى بالإنسان عن الذات الإلهية المقدسة، وعن رضا الله، وهي متاع المكر وبضاعة الغرور: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].
يقول القرآن الكريم في تعريفه للدنيا: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الحديد: 20] ؛ اي ان الدنيا هي الشيء الذي يحول دون وصول الإنسان إلى غايته النهائية (المتمثلة بلقاء الله سبحانه) تارة باللعب، وتارة أخرى باللهو، وثالثة بالزينة، ورابعة بالتفاخر، وخامسة بالتكاثر، وهي تلك الأمور الاعتبارية لا التكوينية، لأنه كما أن الحياة الدنيا الطبيعية تقدم السعادة والجمال، فإن فيها الأحزان والآلام أيضاً. كذلك فإن الدنيا ليست خداعة بذاتها، ومن هذا المنطلق فإن النشأة الحالية لا تغر أهل التقوى، أما أهل الدنيا فإن أمانيهم هي التي تغرهم: {وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ} [الحديد: 14].
«يوقنون»: اليقين هو العلم الثابت والقطعي الذي لا يقبل الشك، والذي يكون مدعاة لسكينة نفس الإنسان وطمأنينتها.
إن بعض ما يؤخذ في خواص اليقين (مثل زوال الشك أو كون اليقين حصيلة النظر والاستدلال) يعد مانعاً من إسناده إلى اله واتصافه سبحانه بصفة اليقين، إلاً أن تكون تلك الخصائص التي يشوبها النقص متعلقة ببعض مصاديق اليقين، وليست مما يؤخذ في مفهومه. من هنا، فإنه بتنزيه المعنى الجامع لليقين من خصوصيات بعض المصاديق، لا يبقى محذور من اتصاف الله عز وجل به.
والمفردات التي يستعملها القرآن الكريم للتعبير عن أنماط الإدراك تقارب 20 مفردة؛ مثل: الظن، والحسبان، والشعور، والذكر، والعرفان، والفهم، والفقه، والدراية، واليقين، والفكر، والرأي، والزعم، والحفظ، والحكمة، والخبرة، والشهادة، والعقل، بالإضافة إلى ألفاظ أخرى من قبيل: القول، والفتوى، والبصيرة، ...الخ، وكل واحدة من هذه المفردات تمتاز عن البقية بخصوصية واحدة أو بضع خصوصيات .
(الإيقان) الذي هو باب الإفعال من المادة (يقن)، ناظر إلى قيام اليقين عند من يمتلكه. والظاهر أن عنوان «الموقن» يستعمل في أمثال هذه الموارد كصفة مشبهة، وليس اسم فاعل، ومن هذا الباب فإن له مدلولا ثبوتياً وليس حدوثياً.
لقد مر في تفسير الآيتين الثانية والثالثة من هذه السورة أن القرآن الكريم هو هاد للأتقياء الذين يتمتعون بتقوى اعتقادية (الإيمان بالغيب)، وتقوى عبادية (إقامة الصلاة)، وتقوى مالية وغير مالية (الإنفاق). وبما أن الإيمان بالغيب قد ذكر على نحو مطلق، وأنه كان منصرفا إلى أبرز مصاديقه - ألا وهو الغيب المطلق، الذى هو كنه ذات الله سبحانه - فقد تمت الإشارة في هذه الآية الكريمة إلى مصداقين آخرين من مصاديق الإيمان بالغيب (الا وهما الإيمان بالوحى والنبوة، واليقين بالأخرة).
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|