المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

مالك بن الحارث الأشتر.
17-1-2018
نفاذ منتشر diffuse transmission
13-8-2018
خصائص مصادر الطاقة البديلة
30-6-2021
الإمام علي (عليه السلام) جمع القرآن
2024-06-08
رذرفورد يخترع مجموعة شمسية مصغرة
2023-10-15
الركن المادي لجناية القتل العمد
24-1-2021


نونية أبي الفتح التونسي  
  
1227   09:59 صباحاً   التاريخ: 2023-11-05
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص: 29-32
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-11 735
التاريخ: 2024-05-06 530
التاريخ: 2024-01-15 883
التاريخ: 9-7-2022 1760

نونية أبي الفتح التونسي

انتهت القصيدة في تغزلها شرح الحال، وإعراب عما في ضمير الغربة والارتحال، ولنعززها بأختها في البحر والروي، قصيدة القاضي الشهير الذكر، الأديب الذي سلبت النهى كواعب شعره إذ أبرزها من خدود الفكر، الشيخ الإمام سيدي أبو الفتح محمد بن عبد السلام، المغربي التونسي نزيل دمشق الشام، صب الله على ضريحه سجال الرحمة والإنعام، فإنها نفث مصدور غريب، وبث معذور أريب، فارق مثلي أوطانه وما سلاها، وقرأ آيات الشجو وتلاها، وتمنى أن يجود له الدهر برؤية مجتلاها، وهي قوله رحمه الله وأنشأها بدمشق عام واحد وخمسين وتسعمائة:

سلوا البارق النجدي عن سحب أجفاني ... وعما بقلبي من لواعج نيران

ولا تسألوا غير الصبا عن صبابتي ... وشدة أشواقي إليكم وأشجاني

فما لي سواها من رسول إليكم ... سريع السرى في سيره ليس بالواني

29

فيا طال بالأسحار ما قد تكلفت ... بإنعاش محزون وإيقاظ وسنان

وتنفيس كرب عن كئيب متيم ... يحن إلى أهل ويصبو لأوطان

فلله ما أذكى شذا نسمة الصبا ... صباحاً إذا مرت على الرند والبان

وسارت مسير الشمس وهناً فأصبحت ... من الشرق نحو الغرب تجري بحسبان

وقد وقفت بالشام وقفة حامل ... نوافج مسك من ظباء خراسان

لترتاض في تلك الرياض هنيئة ... وتزداد من أزهارها طيب أردان

وما غربت حتى تضاعفت نشرها ... بواسطتي روح هناك وريحان

فكم نحوكم حملتها من رسالة ... مدونة في شرح حالي ووجداني

وناشدتها بالله إلا تفضلت ... بتبليغ أحبابي السلام وجيراني

تحية مشتاق إلى ذلك الحمى ... وسكانه والنازحين بأظعان

سقى الله هاتيك الديار وأهلها ... سحائب تحكي صوب مدمعي القاني

وحيا ربوع الحي من خير بلدة ... تخيرها قدماً رآها بإنسان

لها الفخر والفضل المبين بما حوت ... من الأنس والحسن المنوط بإحسان

لقد حل منها آل حفص ملوكها ... مراتب تسمو فوق هامة كيوان

وسادوا بها كل الملوك وشيدوا ... بها من مباني العز أفخر بنيان

وكان لهم فيها بهاء وبهجة ... وحسن نظام لا يعاب بنقصان

وكان لهم فيها عساكر جمة ... تصول بأسياف وتسطو بمران

جيوش وفرسان يضيق بها الفضا ... ويحجم عنها الفرس من آل ساسان

وكان لأهليها المفاخر والعلا ... وكان بها حصنا أمان وإيمان

وكان على الدنيا جمال بحسنها ... وحسن بنيها من ملوك وأعيان

وكانت لطلاب المعارف قبلة ... لما في حماها من أئمة عرفان

وكان لأهل العلم فيها وجاهة ... وجاه وعز مجده ليس بالفاني

وكان بواديها المقدس فتية ... تقدس باريها بذكر وقرآن

 

30

 

ومن أدباء النظم والنثر معشر ... تفوق بناديها بلاغة سحبان

وكانت على الأعداء في حومة الوغى ... تطول بأبطال، وتسطو بشجعان

وما برحت فيها محاسن جمة ... وفي كل نوع أهل حذق وإتقان

إلى أن رمتها الحادثات بأسهم ... وسلت عليها سيف بغي وعدوان

فما لبثت تلك المحاسن أن عفت ... وأقفر ربع الأنس من بعد سكان

وشتت ذاك الشمل من بعد جمعه ... كما انتثرت يوماً قلائد عقيان

فأعظم برزء خص خير مدينة ... وخير أناس بين عجم وعربان

لعمري لقد كادت عليها قلوبنا ... تضرم من خطب عراها بنيران

وقد عمنا غم بعظم مصابها ... وإن خصني منه المضر بجثماني

وما بقيت فيما علمناه بلدة ... من الشرق إلا ألبست ثوب أحزان

فصبراً أخي صبراً على المحنة التي ... رمتك بها الأقدار ما بين إخوان

فما الدهر إلا هكذا فاصطبر له: ... رزية مال أو تفرق خلان

أأحبابنا إن فرق الدهر بيننا ... وطال مغيبي عنكم منذ أزمان

فإني على حفظ الوداد وحقكم ... مقيم، وما هجر الأحبة من شاني

ووالله والله العظيم ألية ... على صدقها قامت شواهد برهان

لقد زاد وجدي واشتياقي إليكم ... وبرح بي طول البعاد وأضناني

فلا تحسبوا أني تسليت بعدكم ... بشيء من الدنيا وزخرفها الفاني

ولا أنني يوماً تناسيت عهدكم ... بحال، ولا أن التكاثر ألهاني

ولا راقني روض، ولا هش مسمعي ... لنغمة أطيار ورنة عيدان

ولا حل في فكري سواكم بخلوة ... ولا جلوة ما بين حور وولدان

ولا اختلجت يوماً ضمائر مهجتي ... لغيركم في سر سري وإعلاني

ولو لم أسل النفس بالقرب واللقا ... لأدرج جسمي في مقاطع أكفاني

 

31

فما أنا في عودي إليكم بآيس ... فما اليأس إلا من علامة كفران

عليكم سلام الله في كل ساعة ... تحية صب لا يدين بسلوان

مدى الدهر ما ناحت مطوقة وما ... تعاقب بين الخافقين الجديدان

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.