المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9080 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإمام علي (عليه السلام) جمع القرآن  
  
639   09:16 صباحاً   التاريخ: 2024-06-08
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص187-190
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الخوارزمي بإسناده عن نصر بن سليمان الأحمشي عن أبيه ، قال : قال علي عليه السّلام : " ما أنزلت آية إلاّ وقد علمت فيما أنزلت وأين أنزلت وعلى من أنزلت ، إن ربي وهب لي لساناً طلقاً وقلباً عقولا "[1].

وباسناده عن عبد الله بن مسعود ، قال : " قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سبعين سورة ، وختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب عليه السّلام "[2].

وبإسناده عن علي بن رباح . قال : " جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علي بن أبي طالب وأُبيّ بن كعب "[3].

وبإسناده عن أبي الطفيل قال : " قال علي بن أبي طالب عليه السّلام : سلوني عن كتاب الله عزّوجل فإنّه ليس من آية إلاّ وقد عرفت أبليل أنزلت أم بنهار ، أم في سهل ، أم في جبل "[4].

وباسناده عن عبد خير عن علي عليه السّلام قال : " لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أقسمت أو حلفت إن لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي على ظهري حتى جمعت القرآن "[5].

وروى ابن النديم باسناده عن عبد خير عن علي عليه السّلام " انّه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فأقسم انه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن . فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه ، وكان المصحف عند أهل جعفر ، ورأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسني رحمه الله مصحفاً قد سقط منه أوراق بخط علي ابن أبي طالب يتوارثه بنو حسن على مر الزمان "[6].

وروى العلامة المجلسي باسناده عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : " سمعت عليّاً عليه السّلام يقول : ما نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آية من القرآن إلاّ أقرأنيها وأملاها عليّ فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، ودعا الله عزّوجل إن يعلمني فهمها وحفظها . فما نسيت آية من كتاب الله عزّوجل ولا علماً أملاه علي فكتبته وما ترك شيئاً علمه الله عزّوجل من حلال ، ولا حرام ، ولا أمر ، ولا نهي ، وما كان أو يكون من طاعة أو معصية إلاّ علمنيه وحفظته ، فلم أنس منه حرفاً واحداً . ثم وضع يده على صدري ودعا الله تبارك وتعالى بأن يملأ قلبي علماً وفماً ، وحكمة ونوراً ، ولم أنس من ذلك شيئاً ولم يفتني من ذلك شئ لم اكتبه فقلت : يا رسول الله أتتخوف علي النسيان فيما بعد ؟ فقال عليه السّلام لست أتخوف عليك نسياناً ولا جهلا ، وقد أخبرني ربي عزّوجل انه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت : يا رسول الله ، ومن شركائي من بعدي ؟ قال : الذين قرنهم الله عزّوجل بنفسه وبي فقال : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ )[7] الآية ، فقلت : يا رسول الله ومن هم ؟ فقال : الأوصياء مني إلى إن يردوا علي الحوض ، كلّهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه ، فبهم تنصر أمتي وبهم يمطرون ، وبهم يدفع عنهم البلاء وبهم يستجاب دعاؤهم ، فقلت : يا رسول الله سمهم لي ، فقال : ابني هذا ووضع يده على رأس الحسن ، ثم ابني هذا ، ووضع يده على رأس الحسين ، ثم ابن له يقال له علي ، سيولد في حياتك فاقرأه مني السلام ، ثم تكملته اثنا عشر إماماً ، فقلت بأبي أنت وأمّي فسمّهم لي فسمّاهم رجلا رجلا ، فقال : فيهم والله - يا أخا بني هلال - مهدي أُمة محمّد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا ، كما ملئت ظلماً وجوراً ، والله إني لأعرف من يبايعه بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم "[8].

قال ابن أبي الحديد : " وأما قراءته القرآن والاشتغال به ، فهو المنظور إليه في هذا الباب ، اتفق الكل على أنه كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يكن غيره يحفظه .

ثم هو أول من جمعه ، نقلوا كلهم انه تأخر عن بيعة أبي بكر ، فأهل الحديث لا يقولون ما تقوله الشيعة من أنه تأخر مخالفة للبيعة ، بل يقولون تشاغل بجمع القرآن ، فهذا يدل على أنه أول من جمع القرآن ، لأنه لو كان مجموعاً في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لما احتاج إلى إن يتشاغل بجمعه بعد وفاته صلّى الله عليه وآله وسلّم . وإذا رجعت إلى كتب القراءات وجدت أئمة القراء كلهم يرجعون اليه كأبي عمرو بن العلاء وعاصم بن أبي النجود وغيرهما ، لأنهم يرجعون إلى أبي عبد الرحمن السلمي القارئ ، وأبو عبد الرحمن كان تلميذه وعنه أخذ القرآن ، فقد صار هذا الفن من الفنون التي تنتهي اليه أيضاً مثل كثير مما سبق "[9].

قال ابن حجر : " علي عليه السّلام أحد من جمع القرآن وعرضه على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعرض عليه أبو الأسود الدؤلي وأبو عبد الرحمن السلمي ، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى "[10].

 

[1] المناقب الفصل السابع ص 46 ، ورواه الوصّابي في أسنى المطالب الباب التاسع ص 46 رقم 5 مع فرق .

[2] المصدر ص 48 ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص 86 .

[3] المصدر ص 49 ، ورواه السيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 418 .

[4] المصدر ، ورواه ابن حجر في الإصابة ج 2 ص 509 مع فرق ، والوصّابي في أسنى المطالب الباب التاسع ص 46 .

[5] المناقب ص 49 ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ، ج 1 ص 67 ، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل ص 418 .

[6] الفهرست ص 30 .

[7] سورة النساء : 59 .

[8] البحار ج 19 ص 26 الطبعة القديمة .

[9] شرح نهج البلاغة ط مصر ج 1 ص 9 .

[10] الصواعق المحرقة ص 72 قال العلاّمة السيد عبد الحسين شرف الدين : " الاجماع قائم على أن ليس لهم في العصر الأوّل تأليف أصلا وأمّا علي وخاصّته فإنهم تصدّوا لذلك في القرن الأول ، وأول شئ سجله أمير المؤمنين عليه السّلام كتاب الله العزيز ، فإنه بعد الفراغ من أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم آلى على نفسه أن لا يرتدي إلاّ للصلاة أو يجمعه ، فجمعه مرتباً على حسب ترتيبه في النزول ، وأشار إلى عامه وخاصه ، ومطلقه ومقيّده ، ومجمله ، ومبينّه ، ومحكمه ، ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه ورخصه ، وعزائمه ، وآدابه وسننه . ونبّه على أسباب النزول في آياته البينات ، وأوضح ما عساه يشكل من بعض الجهات ، وكان ابن سيرين يقول : لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم ، نقله عنه جماعة منهم ابن حجر في ص 76 من صواعقه فراجع ، وفي ص 72 منه إن علياً جمع القرآن وعرضه على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم . والصحيح ما قلناه ، وبه تواترت الأخبار عن أبنائه الأخيار عليهم السّلام " مؤلفوا الشيعة ص 13 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.