أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-13
888
التاريخ: 2024-04-13
793
التاريخ: 2023-11-27
991
التاريخ: 2024-03-02
1025
|
وكان قد انسلخ عن الدولة عدد من العناصر غير اليونانية ومعظم من خرج على تعاليم المجامع المسكونية، فطغت اليونانية بعنصرها ولغتها وفكرها وبدت الدولة متجانسة أكثر بكثير من ذي قبل، ونزع القوم إلى لغة الأجداد وعلومها وآدابها، فتميز هذا العصر بالعودة إلى المخلفات الهلينية الكلاسيكية، فكانت يقظةً في عالم الفكر والفن أدت بنتائجها إلى عصر اليقظة والنهضة في إيطالية فسائر أنحاء أوروبة، وفاخر أدباء القسطنطينية بمجموعاتهم الأدبية واستنسخوا المراجع الكلاسيكية اليونانية الكبرى وتَبَاحَثُوا فيها، كما يستدل من مصنَّف البطريرك فوطيوس العظيم اﻟ Myriobiblion وقد سبقت الإشارةُ إليه فلتراجعْ في محلها، وعرف جميع المثقفين هوميروس وبنذار وأرستوفانس وأفلاطون وأرسطو وبلوتارخوس وليبانيوس وثيوقيذيذس وبوليبيوس وغيرهم. وأصبحت الآدابُ اليونانيةُ الكلاسيكية، نحوها وبيانها ونصوصها، أساس التهذيب البيزنطي، وأُعيدت جامعة القسطنطينية إلى سابق عهدها وزهتْ مدرسةُ الحُقُوق فيها، وقام عددٌ من كبار الأطباء يبحثون كسلفائهم من قبل. ومن مميزات هذه النهضة الفكرية الأدبية أن رجالها آثروا الإحاطة في المقام الأول، فمالوا نحو التوسُّع والموسوعات، وهي خطوةٌ لازمةٌ لكل نهضة في بَدْءِ عهدها، ومِنْ هنا مجموعات القرن العاشر في القانون، ومن هنا أيضًا مجموعة الإكسربتة Excerpta التي أشار بتصنيفها قسطنطين السابع خدمةً للتاريخ والمؤرخين، فجاءتْ في ثلاثة وخمسين كتابًا، وأُعيد النظرُ في كل ما سبق تأليفُهُ في العصور الغابرة؛ لاستخلاص النافع منه في الحياة العملية، فظهرتْ رسالةُ السفراء، ورسالةُ الفضائل والرذائل، ورسالةُ التآمر، ورسالةُ الفتوحات، وصنفتْ رسالةٌ في الزراعة Geoponica، وفي الطب Iatrica،(1) ومما تجب ملاحظتُهُ في هذا الباب أنه قام في هذا العهد، بالإضافة إلى هؤلاء المُنَقِّبِين عن الماضي الناقلين عن غيرهم، عددٌ من العلماء الباحثين المجددين، وفي طليعة هؤلاء البطريرك فوطيوس، والأستاذ المُرَبِّي ميخائيل بسلوس، فالأول أضاف إلى ما تحلى به من سعة اطلاع وتفوُّق في الإنشاء جرأةً لا بل جسارةً في التفكير الحر المستقل، يغبطه عليها كُلُّ مَن اطلع على رسائله، والثاني كان ألمع أهل زمانه وأشدهم رغبةً في الاطلاع وأكثرهم تَجَدُّدًا(2). ومما تجب إعادته هنا هو عطف لاوون السادس «الحكيم» على معلمه البطريرك فوطيوس وحمايته لعلمه وتفكيره واستعداده لتشجيع جميع العلماء، وقد قيل إن القصر في عهده تَحَوَّلَ إلى معهد علمي، (3) وجاء قسطنطين السابع فَأَلَّفَ وشجع غيره على التأليف.
..............................................
1- Rambaud, A., Empire Grec au Dixième Siècle, 50ff.
2- Rambaud, A., Etudes, 109–171; Diehl, C., Figures Byzantines, I, 291–316.
3- Popon, N., Leo VI, 232.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|