أهم الأنماط الزراعية في العالم - نمط الزراعة المتنقلة (Shifting Agriculture)

يعد هذا النمط من أقدم الأنماط الزراعية التي مارسها الإنسان في فترة انتقاله إلى مرحلة الزراعة أو حياة الاستقرار. وأهم ما يميزه هو التنقل، ما معناه أن الزراعة هنا غير مستقرة وبذلك تفقد أهم خاصية من خصائصها وهي الاستقرار. وقد وصفت الزراعة هنا بالزراعة المتجولة وذلك بسبب ترك الناس للأراضي الزراعية والتحول إلى غيرها، الغرض منها هو ترك الأرض تستعيد قوتها لفترة من الزمن. وقد عرفت هذه الزراعة بتسميات عديدة منها، زراعة البلطة وزراعة اقطع وحرق وزراعة العصا الحافرة والزراعة المتذبذبة والزراعة المهاجرة.

مورس هذا النوع من الزراعة في أوروبا لاسيما في العصر الحجري واستمرت بريطانيا بممارستها حتى العصور الوسطى، وكذلك الحال في السويد. تمارس هذه الزراعة في ظروف بيئية مختلفة وهناك أساليب معينة للبدء في ممارستها مثل تنظيف الأرض من الأشجار عن طريق قطعها، وكذلك إزالة الحشائش وبعد ذلك تحرق ويخلط رمادها بالتربة لاسيما في المناطق المدارية المطيرة التي تشغل حوالي 45% من الأراضي الزراعية، في حين تترك بقايا النباتات دون حرق في المناطق الرطبة ثم تترك لتتعفن ويتم بذرها بكميات قليلة من البذور في الترب التي غطاها الرماد.

يتميز هذا النمط من الزراعة بقلة استخدام الآلات الزراعية والاسمدة وتترك الأرض بعد فترة الانتقال إلى مساحة أخرى ولذلك سميت بالزراعة المهاجرة، وعدم الاستقرار على أرض معينة جاء لأسباب منها كثرة الأمطار في المناطق المدارية تؤدي إلى غسل التربة وذوبان المواد المعدنية والعضوية وترسبها إلى أعماق التربة، وبالتالي تؤدي إلى فقر التربة، وإجهادها، فيضطر المزارع إلى ترکها والانتقال إلى أرض أخرى. كذلك أن المناطق المدارية المطيرة التي تظهر فيها تكون قوة الانبات قوية مما يؤدي إلى ظهور نباتات طبيعية وبكفائه عالية بمجرد زراعتها من قبل المزارع، وهذا بسبب كثرة المشاكل لذلك يتركها المزارع، وبالتالي فان عمر الزراعة يكون قصير لا يتجاوز من (3-4) سنوات. وقد کثرت هذه الزراعة في مناطق تواجدها لأسباب منها :

1- الاقامة في أقاليم معزولة عن العالم مثل الأقزام في أفريقيا والأمازون في أمريكا الجنوبية.

2- العولة الثقافية الاجتماعية حيث ترفض

هذه الجماعات الاختلاط مع غيرها.

3- صعوبة النقل منها وإليها.

4- كثرة الترحال وعدم الاستقرار في المكان.

وتتوزع الزراعة المتنقلة أو حرفة الزراعة المتنقلة في ثلاث قارات رئيسية: قارة آسيا، إذ تتركز من اتحاد ماينمار وكمبوديا وتايلاند وبعض الاجزاء المجاورة لصين وبعض جهات شبة جزيرة الملايو وكذلك معظم الجهات في يورنیو وسومطرة وجوز الفلبين الجنوبية خريطة رقم (5). وفي قارة أفريقيا، ينتشر هذا النمط على نطاق كبير يمتد من جنوب الصحراء الكبرى شمالا إلى خط يمتد من المجولا إلى موزنبيق ويعد هذا النطاق المحيط الأطلسي في الغرب كما ينتشر في الأجزاء الشرقية من جزيرة مدغشقر خريطة رقم (6). ويمتد كذلك في قارة أمريكا اللاتينية في مرتفعات الانديز غربا إلى المحيط الأطلسي شرقا ويضم حوض الأمازون، وكذلك في بعض جزر الكاريبي وجنوب المكسيك خريطة (7).