أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-09
816
التاريخ: 2024-03-13
791
التاريخ: 2023-12-19
1064
التاريخ: 2024-08-01
558
|
ولأجل أن نقف على فكرة صحيحة عما كان ينتظره الفرد من عامة الشعب من الحياة الآخرة يجب علينا أن نوجه عناية خاصة إلى المتون المتعلقة بآخرة الإله «أوزير» ومثواه المسمى «روستاو». فمن الحقائق الغريبة في بابها، والتي يجب معرفتها عن معتقدات الشعب في عهد الدولة القديمة أنه لم يرد في المتون الجنازية عامة إشارة إلى روح الفرد العادي «با» وقرينته «كا» مدَّة حياته، كما أنه لا توجد صورة لأيهما في النقوش والرسوم حتى بعد الموت، وهذا خلافًا لما نعرفه عن الملوك؛ إذ نجد أن روح الفرعون «با» أو قرينته «كا» مرسومة على الآثار في حياته وبعد مماته. وقد كان الاعتقاد عندهم أن روح الفرد تعيش بجانبه مدة حياته، غير أنها لا تُرى، وقد كان الملك مثله في ذلك مثل الإله له عدة «قرينات» (كاو) وعدة أرواح (باو) فقد كان له 7 أو14 قرينة (Kees, Totenglauben, P. 10). وكذلك نعلم من «متون الأهرام» أن روح الفرعون كان يسبقه إلى عالم السماء، ولكن في عالم الدولة الوسطى أو بعبارة أدق منذ العهد الإقطاعي الأول نجد أنه عندما وحد الفرد العادي مع الإله «أوزير» أصبح على قدم المساواة مع الملك في كل متاع الآخرة، ومن ثم نجد المتون تتكلم عن روحه مدة حياته، (Erman, “The Literature of Ancient Egyptians”, P. 86). ومن وقتئذ أصبحت الامتيازات التي كانت وقفًا على الملك وحده؛ مُلكًا مشاعًا لعامة الشعب، هذا فضلًا عن أنهم أخذوا يتمتعون بنسيم الحرية والعدالة الاجتماعية والدينية، فأخذوا يعبرون عن آرائهم ومعتقداتهم الدينية التي ظلت زمنًا طويلًا تضيق عليها كل المنافذ فكانت تغلي في صدورهم كالحمم الذي يتقد في جوف بركان تحت ستار المذهب الملكي، الذي كان قد طغى على كل ما سواه، ولكن عندما حدث الصدع العظيم بتداعي القوة الملكية عند نهاية الدولة القديمة، وجدنا المذهب الأوزيري الذي كان بلا شك مذهب عامة الشعب، أخذ ينمو وينتشر ويزداد قوة على قوة ونفوذًا على نفوذ، مما وسع هذا الصدع وسمح لأفكار الشعب الدينية ومعتقداتهم أن تندفع إلى الخارج وتأخذ في الظهور في صورة حمم ملتهب، على أن الشعب لم يكتفِ في أي مكان في البلاد بحرية التعبير عن معتقداته وصلواته الخاصة به، بل طالب بحق التمتع بالجنة السماوية التي وُعد بها الملوك، فأجيب مطلبه بعد حرب شعواء، قلبت خلالها كل الأنظمة الاجتماعية رأسًا على عقب. ومن ثم نجد أن كثيرًا من «متون الأهرام» الخاصة بالملوك قد اندمجت في المتون الدينية الخاصة بعامة الشعب في هذا العصر، ولما استحوذ أفراد الشعب على حق التمتع بالآخرة السماوية، وهي التي كانوا يتطلعون إليها؛ أصبح منذ ذلك الحين باب السماء مفتوحًا أمامهم على مصراعيه ولم ينزلوا منذ ذلك الوقت عن هذا الحق المكتسب بالنضال، وبقي في أيديهم طوال العهود التالية من العصور التاريخية المصرية، ولكن يلاحظ أن خيال أفراد الشعب الذي كان محشوًّا بالخرافات قد شوَّه هذه الجنة التي اكتسبوها بنضالهم العنيف؛ لدرجة أنه يصعب علينا أحيانًا أن نتعرَّف عليها بوصفها الجنة السماوية التي كان يتمتع بها الملوك أمثال «وناس» و«بيبي» و«تبيي» وغيرهم، ويسيرون فيها مع أولاد «حور» مرتدين الأرجواني، ينبعث من أجسامهم شذى العطور، وأكلهم فيها التين، وشرابهم خمر الجنة وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ (سورة محمد الآية 47).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|