أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-01
1161
التاريخ: 2024-09-20
139
التاريخ: 2024-07-31
532
التاريخ: 2023-10-31
1253
|
وتُوُفي قسطنطين الرابع بداء الزحار في أول أيلول من السنة 685، وتولى العرش بعده ابنه يوستنيانوس الأشرم (1)، وكان لا يزال في السادسة عشرة من عمره، وكان كأبيه وجده ذكيًّا شجاعًا نشيطًا، وكان طموحًا مشبعًا بحب العظمة والمجد، فأَراد أن يحتذي مثال سميه يوستنيانوس الكبير، ولكنه كسائر أفراد أُسرته كان يشكو شيئًا من قلة الاتزان، فتطور سُوءُ ظنه بالناس وحبه للعنف إلى شراسة في الخلق ورغبة في سفك الدماء. ونقض يوستنيانوس هذا معاهدة السنة 685 مع العرب وأرسل جيوشه لقتالهم، وكان عبد الملك لا يزال مرتبكًا مشغولًا في تثبيت دعائمِ خلافتِهِ ضد منافسين أقوياء، فاشترى الصلح مع الروم في السنة 689 وقَبِلَ أن يدفع ليوستنيانوس الثاني مالًا سنويًّا أعظم مما دفعه معاوية: ثلاثمائة وخمسة وستين ألفًا من قطع الذهب، وثلاثمائة وستين عبدًا، وثلاثمائة وستين جوادًا كريمًا، وقَبِل بأن يقسم ولايات إيبيرية وأرمينية وقبرص بينه وبين يوستنيانوس بالسوية. وعلم عبد الملك — فيما يظهر — أن خصمه كان ضعيف البصيرة ففاتحه بخذل المردة والعمل على نقلهم من تلال لبنان وسورية والأمانوس، فقبل يوستنيانوس وحطَّم بيده «هذا السور النحاسي الذي كان يفصل حُدُودَهُ عن حدود خصومه العرب المسلمين «، (2) وبعث قائدًا من جيشه إلى أمير المردة يوحنا متظاهرًا بطلب النجدة منه ضد العرب، فجاءَ القائد إلى قب إلياس حيث مسكن الأمير، فلقي ترحابًا وتكريمًا، وجلس يُحدث الأمير عن غزو العرب، ثم أشار إلى جُنده وكانوا على علم بمقصده فوثبوا على الأمير فقتلوه وفتكوا بكثيرين من بطانته. ثم اعتذر إلى الأمير سمعان ابن أُخت الأمير يوحنا معيدًا الكلام على رغبة الفسيلفس في أن يَتَلَقَّى نجدة المردة، وطفق يزيَّن لهم أن يصحبوه إلى القسطنطينية، فَأَجابُوهُ إلى ما طلب، وتجمهر اثنا عشر ألفًا منهم يتزعمُهُم الأميرُ سمعان، وساروا إلى الفسيلفس فوزعهم حرسًا في أرمينية وتراقية وقزيقوس (3). وجاء في تاريخ الطائفة المارونية، للبطريرك أسطفان الدويهي، أن يوستنيانوس الثاني لم يكتفِ بما فعل، بل جيَّش على المردة جيشًا جرَّارًا بقيادة موريق وموريقيان بعث به في السنة 694 إلى لبنان فقتلوا رهبان دير مار مارون على العاصي وحلُّوا في الكورة بين أميون والناووس، وتَدَفَّقَ الجبيليون عليهم من أعالي الجبال فقاتلوهم حتى قتلوا أكثرهم (4). ولعل هذه الحوادث وقعتْ في أثناء السنة 689 عندما قام يوستنيانوس ينفذ شُرُوط مُعاهدته مع عبد الملك لا في السنة 694 كما تقدم، ففي السنة 694 كان يوستناينوس في حُرُوب جديدة مع عبد الملك دارتْ رحاها في آسية الصغرى وأسفرت عن اندحار كبير أمام جيوش الأمويين (5). وجال يوستنيانوس في السنة 689 جولة حربية ضد القبائل البلغارية، وأردفها في السنة 690 بحملة موفقة ضد الصقالبة في البلقان، وجمع عددًا كبيرًا من هؤلاء وجعل منهم فرقة كبيرة وأنزلهم في منطقة الدردنيل؛ ليرابطوا فيها فيدفعوا العرب عنها في حرب مقبلة، وكان العرب قد جعلوا من هذه المنطقة — في أثناء هجومهم الأخير على القسطنطينية — نقطةَ ارتكاز لهم قبل عبورهم المياه لحصار عاصمة الروم.
...............................................
1- Rhinotmetus.
2- Theophanes, Chron., 363, 364.
3- Regesten des Kaiserurkunden des Ostromischen Reiches, 257.
4- تاريخ الطائفة المارونية، للبطريرك أسطفان الدويهي، (بيروت، 1890)، ص80–82.
5- والواقع الذي لا مفر من الاعتراف به هو أَنَّ أحدًا من المؤرخين لم يوفق بعدُ إلى ضبط أخبار الرُّوم والعرب، وتعيين تواريخها في هذه الفترة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|