المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



خبر علي (عليه السلام) في سرية ذات السلاسل  
  
4670   10:15 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص143-145
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

ويقال سرية ذات السلسلة ويقال سرية وادي الرمل ؛ والسلاسل اسم ماء كما في مناقب ابن شهرآشوب وقيل سميت ذات السلاسل لأنه كان به رمل بعضه على بعض كالسلسلة وفي مجمع البيان سميت ذات السلاسل لأن المشركين ربطوا بعضهم بالسلاسل لئلا يفروا وقال المفيد سميت ذات السلاسل لأنه أسر منهم وقتل وسبى وشد أسراهم في الحبال مكتفين كأنهم في السلاسل .

وهذه السرية ذكرها المفيد في الارشاد وذكرها جماعة غيره كما ستعرف إلا أن المفيد ذكرها في موضعين مع أنها سرية واحدة أحدهما بعد غزوة قريظة وقبل غزوة بني المصطلق مع أن غزوة بني المصطلق قبل غزوة قريظة ولكنه عكس ترتيبهما وذكرها في هذا الموضع إنما يوجد في بعض النسخ دون بعض ثانيهما بعد غزوة زبيد التي كانت بعد الرجوع من تبوك وغزوة تبوك كانت سنة تسع من الهجرة وكيف كان فلا يحتمل من ذكرها بين غزوة قريظة وغزوة بني المصطلق اللتين كانتا سنة خمس انها كانت سنة خمس لأن فيها ذكر عمرو بن العاص وعمرو أسلم في صفر سنة ثمان وقيل بين الحديبية وكانت سنة ست وخيبر وكانت سنة سبع .

قال المفيد في الموضع الأول : وقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) في غزوة وادي الرمل ويقال إنها كانت تسمى بغزوة ذات السلسلة ما حفظه العلماء ودونه الفضلاء ونقله أصحاب الآثار ورواه نقلة الاخبار مما ينضاف إلى مناقبه في الغزوات ويماثل فضائله في الجهاد وما توحد به في معناه من كافة العباد وذلك أن أصحاب السير ذكروا أن النبي (صلى الله عليه واله) جاءه اعرابي فجثا بين يديه وقال جئت لأنصحك قال وما نصيحتك قال قوم من العرب قد عملوا على أن يبيتوك بالمدينة ووصفهم له فامر أمير المؤمنين أن ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع المسلمون فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان هذا عدو الله وعدوكم قد اقبل عليكم يزعم أنه يبيتكم بالمدينة فمن للوادي فقام رجل من المهاجرين فقال أنا له يا رسول الله فناوله اللواء وضم إليه سبعمائة رجل وقال له امض على اسم الله فمضى فوافى القوم ضحوة فقالوا من الرجل قال أنا رسول لرسول الله اما أن تقولوا لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أو لأضربنكم بالسيف فقالوا له ارجع إلى صاحبك فانا في جمع لا تقوم له فرجع الرجل فأخبر رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك فقال النبي (صلى الله عليه واله) من للوادي فقام رجل من المهاجرين فقال أنا له يا رسول الله فدفع إليه الراية ومضى ثم عاد لمثل ما عاد صاحبه الأول فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) أين علي بن أبي طالب فقام أمير المؤمنين فقال أنا ذا يا رسول الله قال امض إلى الوادي فقال نعم وكانت له عصابة لا يتعصب بها حتى يبعثه النبي (صلى الله عليه واله) في وجه شديد فمضى إلى منزل فاطمة (عليه السلام) فالتمس العصابة منها فقالت أين تريد وأين بعثك أبي قال إلى وادي الرمل فبكت إشفاقا عليه فدخل النبي (صلى الله عليه واله) وهي على تلك الحال فقال لها ما لك تبكين أ تخافين أن يقتل بعلك كلا إن شاء الله فقال له علي لا تنفس علي بالجنة يا رسول الله ثم خرج ومعه لواء النبي (صلى الله عليه واله) فمضى حتى وافى القوم بسحر فأقام حتى أصبح ثم صلى بأصحابه الغداة وصفهم صفوفا واتكى على سيفه مقبلا على العدو فقال يا هؤلاء اني رسول رسول الله إليكم ان تقولوا لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله والا أضربكم بالسيف قالوا له ارجع كما رجع صاحباك قال أنا لا ارجع لا والله حتى تسلموا أو أضربكم بسيفي هذا أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب فاضطرب القوم لما عرفوه ثم اجترأوا على مواقعته فواقعهم وقتل منهم ستة أو سبعة وانهزم المشركون وظفر المسلمون وحازوا الغنائم وتوجه إلى النبي (صلى الله عليه واله) ؛ فروي عن أم سلمة قالت كان نبي الله قائلا في بيتي إذ انتبه فزعا من منامه فقلت له الله جارك قال صدقت الله جاري لكن هذا جبرئيل يخبرني أن عليا قادم ثم خرج إلى الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليا فقام المسلمون له صفين مع رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما بصر بالنبي ترجل عن فرسه واهوى إلى قدميه يقبلهما فقال له اركب فان الله تعالى ورسوله عنك راضيان فبكى أمير المؤمنين فرحا وانصرف إلى منزله وتسلم المسلمون الغنائم فقال النبي (صلى الله عليه واله) لبعض من كان معه في الجيش (كيف رأيتم أميركم) قالوا: لم ننكر منه شيئا إلا أنه لم يؤم بنا في صلاة إلا قرأ فيها بقل هو الله أحد فقال النبي (صلى الله عليه واله) سأسأله عن ذلك فلما جاءه قال له لِم لم تقرأ بهم في فرائضك إلا بسورة الاخلاص فقال يا رسول الله أحببتها فقال له النبي فان الله قد أحبك كما أحببتها ثم قال له يا علي لولا أني أشفق ان تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ منهم الا أخذوا التراب من تحت قدميك قال المفيد وقد ذكر كثير من أصحاب السير أن في هذه الغزوة انزل على النبي (صلى الله عليه واله) والعاديات ضبحا الخ فتضمنت ذكر الحال فيما فعله أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها (اه) وقال المفيد في الموضع الثاني بعد ما ذكر الغزوة زبيد : ثم كانت الغزوة السلسلة وذلك أن أعرابيا اتى إلى عند النبي (صلى الله عليه واله) فجثا بين يديه وقال له جئتك لأنصح لك قال وما نصيحتك قال قوم من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل وعملوا على أن يبيتوك بالمدينة ووصفهم له فامر النبي (صلى الله عليه واله) ان ينادي الصلاة جامعة فاجتمع المسلمون وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان هذا عدو الله وعدوكم قد عمل على أن يبيتكم فمن له فقام جماعة من أهل الصفة فقالوا نحن نخرج إليهم فول علينا من شئت فاقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلا منهم ومن غيرهم فاستدعى أبا بكر فقال له خذ اللواء وامض إلى بني سليم فإنهم قريب من الحرة فمضى ومعه القوم حتى قارب أرضهم وكانت كثيرة الحجارة والشجر وهم ببطن الوادي والمنحدر إليه صعب فلما صار إلى الوادي وأراد الانحدار خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعا كثيرا وانهزم من القوم فلما ورد على النبي (صلى الله عليه واله) عقد لعمر بن الخطاب وبعثه إليهم فكمنوا له تحت الحجارة والشجر فلما ذهب ليهبط خرجوا إليه فهزموه فساء رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك فقال له عمرو بن العاص ابعثني يا رسول الله إليهم فان الحرب خدعة فلعلي اخدعهم فانفذه مع جماعة ووصاه فلما صار إلى الوادي خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من أصحابه جماعة .

ومكث رسول الله (صلى الله عليه واله) أياما يدعو عليهم ثم دعا أمير المؤمنين فعقد له ثم قال أرسلته كرارا غير فرار ثم رفع يديه إلى السماء وقال : اللهم إن كنت تعلم اني رسولك فاحفظني فيه وافعل به وافعل فدعا له ما شاء الله .

وخرج علي وخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) لتشييعه وبلغ معه إلى مسجد الأحزاب وعلي على فرس أشقر مهلوب عليه بردان يمانيان وفي يده قناة خطية فشيعه ودعا له وانفذ معه فيمن انفذ أبا بكر وعمر وعمرو بن العاص فسار بهم نحو العراق متنكبا للطريق حتى ظنوا انه يريد بهم غير ذلك الوجه ثم اخذ بهم على محجة غامضة فسار بهم حتى استقبل الوادي من فمه وكان يسير الليل ويكمن النهار فلما قرب من الوادي أمر أصحابه أن يعكموا الخيل ووقفهم مكانا وقال لا تبرحوا وانتبذ أمامهم فأقام ناحية منهم فلما رأى عمرو بن العاص ما صنع لم يشك أن الفتح يكون له فقال لأبي بكر أنا أعلم بهذه البلاد من علي وفيها ما هو أشد علينا من بني سليم وهي الضباع والذئاب فان خرجت علينا خفت ان تقطعنا فكلمه يخل عنا نعلو الوادي فانطلق فكلمه فأطال فلم يجبه علي حرفا واحدا فرجع إليهم فقال لا والله ما أجابني حرفا واحدا فقال عمرو بن العاص لعمر أنت أقوى عليه فانطلق عمر فخاطبه فصنع به مثلما صنع بأبي بكر فرجع فأخبرهم فقال عمرو بن العاص انه لا ينبغي أن نضيع أنفسنا انطلقوا بنا نعل الوادي فقال له المسلمون لا والله ما نفعل أمرنا رسول الله (صلى الله عليه واله) أن نسمع لعلي ونطيع فنترك أمره ونطيع لك ونسمع فلم يزالوا كذلك حتى أحس علي بالفجر فكبس القوم وهم غارون فامكنه الله تعالى منهم ونزلت على النبي (صلى الله عليه واله) والعاديات ضبحا إلى آخرها فبشر أصحابه بالفتح وأمرهم ان يستقبلوا أمير المؤمنين فاستقبلوه والنبي يقدمهم فقاموا له صفين فلما بصر بالنبي (صلى الله عليه واله) ترجل عن فرسه فقال له النبي اركب فان الله ورسوله عنك راضيان فبكى أمير المؤمنين فرحا فقال له النبي يا علي لولا انني أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك (اه) ؛ وقال الطبرسي في مجمع البيان قيل نزلت السورة لما بعث النبي (صلى الله عليه واله) عليا إلى ذات السلاسل فأوقع بهم بعد أن بعث مرارا غيره من الصحابة فرجعوا وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل .

 وذكر هذه الغزوة بهذا النحو الراوندي في الخرايج وعلي بن إبراهيم في تفسيره وغيرهما وفي مناقب ابن شهرآشوب عند ذكر غزوة السلاسل عن أبي القاسم بن شبد الوكيل وأبي الفتح الحفار باسنادهما عن الصادق (عليه السلام) ومقاتل والزجاج ووكيع والثوري والسدي وأبي صالح وابن عباس انه انفذ النبي (صلى الله عليه واله) بعض المهاجرين في سبعمائة رجل فلما صار إلى الوادي وأراد الانحدار خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعا كثيرا فبعث آخر فرجع منهزما فقال عمرو بن العاص ابعثني يا رسول الله فان الحرب خدعة ولعلي اخدعهم فبعثه فرجع منهزما وفي رواية انفذ خالدا فعاد كذلك فساء ذلك النبي (صلى الله عليه واله) فدعا عليا وقال أرسلته كرارا غير فرار فشيعه إلى مسجد الأحزاب إلى آخر ما تقدم ؛ ثم قال ومن روايات أهل البيت (عليه السلام) قالوا فلما أحس الفجر قال اركبوا بارك الله فيكم وطلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم وأشرف عليهم قال لهم اتركوا اكمة دوابكم فشمت الخيل ريح الإناث فصهلت فسمع القوم صهيل خيلهم فولوا هاربين . قال : وفي رواية مقاتل والزجاج انه كبس القوم وهم غارون فقال يا هؤلاء أنا رسول رسول الله إليكم أن تقولوا لا إله إلا الله أن محمدا رسول الله والا ضربتكم بالسيف فقالوا انصرف عنا كما انصرف الثلاثة فإنك لا تقاومنا فقال انني لا انصرف أنا علي بن أبي طالب فاضطربوا وخرج إليه الأشداء السبعة وناصحوه وطلبوا الصلح فقال اما الاسلام واما المقاومة فبرزوا إليه واحدا بعد واحد وكان أشدهم آخرهم وهو سعد بن مالك العجلي وهو صاحب الحصن فقتلهم فانهزموا ودخل بعضهم في الحصن وبعضهم استأمنوا وبعضهم أسلموا واتوه بمفاتيح الخزائن وفي ذلك يقول السيد الحميري :

وفي ذات السلاسل من سليم * غداة أتاهم الموت المبير

وقد هزموا أبا حفص وعمرا * وصاحبه مرارا فاستطيروا

وقد قتلوا من الأنصار رهطا * فحل النذر أو وجبت نذور

أزار الموت مشيخة ضخاما * جحاجحة تسد بها الثغور

ولم تذكر هذه الغزوة بهذه الكيفية في السيرة الهاشمية وطبقات ابن سعد وما تأخر عنها ولكنهم ذكروا سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل وهي وراء وادي القرى بينها وبين المدينة عشرة أميال في جمادي الآخرة سنة ثمان من الهجرة بلغه أن جمعا من قضاعة تجمعوا يريدون الدنو إلى أطرافه فبعثه في ثلاثمائة فبلغه كثرتهم فبعث يستمده فأرسل أبا عبيدة في مائتين ولكن الروايات المتقدمة من طريق أهل البيت وغيرهم دلت على أن سرية ذات السلاسل هي غير هذه والله أعلم .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.