المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



ترسيخ الإيمان والعقيدة بالدين / إعداد تربية الأبناء على الصلاة والصيام  
  
304   01:01 صباحاً   التاريخ: 2024-07-22
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص138ــ141
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن مرحلة الطفولة أفضل وأنسب مرحلةٍ للتأثير على عقل وفكر وروح الطفل، ومن أجل ذلك نجد الأعداء يكتفون جهودهم في هذه السنين لكي يوجدوا تحوّلاً في أفكار وسلوك الأطفال.

إنه ومنذ الصبا لابد أن تزرع بذور الهوية الدينية في وجود الإنسان لكي يكون لتلك

الشجرة وبمرور الزمان أوراقاً وأغصاناً وثماراً، وتستحكم جذورها في الأرض.

إن الأطفال يتعلمون ما يشاهدونه ويرونه مباشرة في البيت منذ أوان تعلمهم درس التدين والعبادة والصلاة، ولو تُهيِّئت لهم الظروف المشجعة على الصلاة والعبادة في المدرسة وبيئة التعليم لتضاعف ميل الطفل نحو ذلك؛ لأنه يرى رغبة معلمه وزملائه كرغبة أبويه في العبادة، فتجده يأتمّ في الصلاة بأبيه في البيت، وبأستاذه في المدرسة، وبذلك تستوثق عرى إيمانه وتستقيم. نعم إنّ الطفل لو كانت له رغبة بالصلاة وأقبل على الله تعالى لصدق في حقه قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} مائة بالمائة وسوف يكون فرداً صالحاً في المجتمع، ذلك أن الأعمال الصالحة والصلاة والعبادة ووصايا القرآن سوف يكون لكلّ ذلك نوراً في قلب الطفل، ويستولي النور الإلهي على قلبه.

وصايا الأئمة المعصومين (عليهم السلام)

1ـ روى عبد الله بن فضالة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): ((يترك الغلام حتى يتم له سبع سنين، فإذا تمّ له سبع سنين قيل له: اغسل وجهك وكفّيك، فإذا غسلهما قيل له: صل ثم يترك حتى يتم له تسع سنين، فإذا تمت له عُلم الوضوء وضُرِب عليه وأُمــر بالصلاة وضُرِب عليها، فإذا تعلّم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه إن شاء الله))(1).

2ـ وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((أدب صغار أهل بيتك بلسانك عـلـى الصـلاة والطهور، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً))(2).

3ـ وروى معاوية بن وهب عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): فـي كـم يؤخذ الصبي بالصلاة؟ قال: ((فيما بين سبع سنين وست سنين))(3).

وقد وردت روايات عديدة تقرب من ثلاثين روايةً عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) تحث على مؤاخذة الصبي بالصلاة، وأمّا السنّ الذي يؤاخذ فيه الصبي، فقد اختلف ذلك في الروايات يتراوح السنّ فيها بين الست سنين إلى ثلاث عشرة سنة، فإنه يستفاد من مجموع الروايات والجمع بينها أنّ من وظيفة الأبوين مؤاخذة الصبي قبل البلوغ بالصلاة باستعمال شتي الأساليب والطرق، وفي نهاية المطاف يمكنها معالجة الموقف إن عصى أو تمرّد بالعقوبة بالحد المعقول.

إن سنوات ما قبل البلوغ في الأولاد الذكور من السابعة وحتى الخامسة عشر، وفي الإناث إلى التاسعة، ولا يمكن تحديد العمر الذي يجب فيه أمر الصبيان بالصلاة ولو بالضرب، لكنّ الأقرب كون السابعة من العمر هو المراد كما تؤيد ذلك الروايات الكثيرة.

سيرة الأئمة المعصومين في أمر صبيانهم بالصلاة

استقرت سيرة الأئمة (عليهم السلام) على أمر صبيانهم بالصلاة منذ السنة الخامسة لكنهم (عليهم السلام) لم يأمرونا بذلك، بل ذكرت الروايات الدعوة والترغيب إلى الصلاة في السنة السابعة. فقد روى الحلبي عن أبي عبد الله عن أبيه (عليهم السلام) أنه قال: ((إنا نأمر صبياننا بالصلاة إذا كانوا بني خمس سنين، فمروا صبيانكم إذا كانوا بني سبع سنين))(4).

من التعليم وحتى المؤاخذة على الصلاة

يمكن تقسيم الروايات الواردة في تعليم الصلاة والآمرة بها إلى ثلاث طوائف:

أ. تعليم الصلاة

من الوظائف الأساسية للأبوين تعليم صبيانهم الصلاة، وهذا ما كانت عليه سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) وأمر به، قال: ((علموا الصبي ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر سنين))(5).

ب. الأمر بالصلاة

المرحلة اللاحقة على مرحلة التعليم هي مرحلة إلزام الصبي وأمره بالصلاة، وقد ذكرت الروايات في ذلك عمراً يتراوح بين الست إلى العشر سنين، نشير إلى بعضها:

1ـ قال النبي الكريم (صلى الله عليه وآله): ((إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمُروه بالصلاة))(6).

2ـ قال عليه وآله الصلاة والسلام أيضاً: ((مُروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا أبناءَ ست سنين))(7).

3ـ عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ((مروا صبيانكم الصلاة وخذوهم بها إذا بلغوا ثماني سنين))(8).

4ـ عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال: ((علموا صبيانكم الصلاة وخذوهم بها إذا بلغوا ثماني سنين))(9).

5ـ عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ((مروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا أبناء عشر سنين))(10).

ج. المؤاخذة على الصلاة

المرحلة الأخيرة التي أشارت إليها الروايات هي مرحلة مؤاخذة الصبي وضربه على الصلاة لاستخفافه بها، وقد ذكرنا فيما تقدّم عدة روايات في ذلك.

ومن الطبيعي أن في هذه الروايات إشارة إلى بيان مراحل مؤاخذة الصبي بالصلاة التي تبدأ من التأنيب والتوبيخ باللسان، وتنتهي إلى التوبيخ البدني، فعلى الأبوين أن يعلما بأنه لابد من معاملة أبنائهم في السنين المتقدّمة من العمر معاملة رفق ومودة وترغيب في خصوص أمرهم بالصلاة من دون تشدّد وعنف كي لا تنفر طباعهم عن الصلاة. وكلما تقدّم بالصبيان العمر ينبغي مخاطبتهم بلحن تشم منه رائحة الأمر، وعلى كل حال لا ينبغي مؤاخذة الأولاد لأجل تقصيرهم في امتثال الأمر بالصلاة خصوصاً في السنين التي تكون أقل من ثلاث عشرة ولابد من إعمال بُعد النظر في معاملة الأبناء والأخذ بجانب الأحتياط وجعل العقوبة آخر ما يتخذ في علاج الموقف، وعلى الأبوين أن يعلما أن هناك طرقاً في التربية أكثر تأثيراً يمكنهم معرفتها بمطالعة ما كتب في هذا الموضوع، وكذا يمكن معرفة ذلك عن طريق التشاور مع المعلمين والمطلعين على أمور التربية، وكذا عن طريق التفكير والتأمل الصحيح يمكن وضع الحلول المناسبة لذلك، واستمداد العون من الله تعالى في كل ذلك.

_______________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 3، ص 13.

(2) مجموعة ورام، ص358.

(3) وسائل الشيعة، ج 3، ص 12.

(4) المصدر، ج 3، ص 12.

(5) كنز العمال، ج 16، ص 440.

(6) نفس المصدر.

(7) مستدرك الوسائل، ج 3، ص 19.

(8) نفس المصدر، ج 15، ص 160؛ الكافي، ج 4، ص 124.

(9) تحف العقول، ص110.

(10) مستدرك الوسائل، ج3، ص 19. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.