المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الأسمدة النيتروجينية
20-7-2017
Coaxial Cable and Surface Charge
8-8-2016
المزارعة - المخابرة
27-9-2016
حاجتنا إلى علم الأصوات اللغوية
27-11-2018
حجاب الأماني في الروايات الإسلامية
7-12-2015
قم لا تعادون شيئاً مما قد فعلت
11-7-2017


وفاة الزهراء (عليها السلام)  
  
4356   06:05 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص466-467
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

توفيت في الثالث من جمادي الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة على المشهور بين أصحابنا وهو المروي عن الصادق (عليه السلام) وروي انها توفيت لعشر بقين من جمادي الآخرة ؛ وقيل لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر ليلة الأحد ؛ وعن ابن عباس في الحادي والعشرين من رجب وقال المدائني والواقدي وابن عبد البر في الاستيعاب توفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان وروى الحاكم في المستدرك انها توفيت لثلاث خلون من شهر رمضان واختلف في مدة بقائها بعد أبيها (صلى الله عليه وآله) فقيل أربعون يوما ويمكن كونه اشتباها بمدة مرضها وقيل خمسة وأربعون يوما وقيل شهران رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن عائشة وعن جابر  وقيل سبعون يوما حكاه ابن عبد البر في الاستيعاب عن ابن بريدة  وقيل اثنان وسبعون يوما  وقيل ونصف يوم  وقيل خمسة وسبعون حكاه ابن عبد البر في الاستيعاب  وقيل خمسة وثمانون  وقيل ثلاثة أشهر وهو الذي اعتمده أبو الفرج الأصبهاني ورواه مسندا عن الباقر (عليه السلام) وعزاه في الاستيعاب إلى إحدى الروايتين عن الباقر (عليه السلام) .

وقال الحاكم في المستدرك انه روي عن أبي جعفر محمد بن علي (اه) وهو الذي يقتضيه الجمع بين ما روي عن الباقر (عليه السلام) ان بدء مرضها بعد خمسين ليلة من وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وما يفهم من بعض الأخبار انها بقيت مريضة أربعين يوما وقيل خمسة وتسعون يوما وهو الذي اعتمده الدولابي في الذرية الطاهرة ويقتضيه الجمع بين ما هو المشهور من أن وفاته (صلى الله عليه وآله) في الثامن والعشرين من صفر ووفاتها في الثالث من جمادي الآخرة  وقيل مائة يوم حكاه ابن عبد البر في الاستيعاب وهو الذي اعتمده الشهيد في الدروس  أو نحو من مائة يوم أو أربعة أشهر  أو ستة أشهر رواه الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية بسنديهما عن عائشة  وفي الاستيعاب توفيت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيسير قال محمد بن علي أبو جعفر بستة أشهر وهو الثابت عندنا وروي عن ابن شهاب مثله (اه) وقيل ستة أشهر إلا ليلتين حكاه ابن عبد البر في الاستيعاب وقيل ثمانية أشهر حكاه ابن عبد البر عن عمرو بن دينار ورواه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن الحارث  ويدل كلام الاستيعاب ومقاتل الطالبيين على أنه لم يقل أحد بأكثر من ثمانية أشهر ولا بأقل من أربعين يوما والمروي صحيحا من طرق أهل البيت (عليهم السلام) انها بقيت بعده (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوما وتدل عليه أكثر الروايات  ويشكل الجمع بين ذلك وبين المشهور عند أصحابنا من أن وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) في الثامن والعشرين من صفر إذ تكون وفاتها على هذا في الثالث عشر من جمادي الأولى لا في الثالث من جمادي الآخرة فالجمع بين المشهور في وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) والمشهور في وفاتها ومدلول الرواية الصحيحة غير ممكن ولا يبعد أن يكون الصواب خمسة وتسعين يوما فصحف تسعين بسبعين لتقارب حروفهما وعدم القنط غالبا في الخطوط القديمة فيرتفع التنافي وهي يومان من صفر وثلاثة من جمادي الآخرة فهذه خمسة والربيعان وجمادي الأولى تسعون

يوما فهذه خمسة وتسعون يوما وربما يعضده رواية الثلاثة الأشهر فان الخمسة الأيام يتسامح فيها  وأما مدة مرضها فقال ابن شهرآشوب في المناقب روي أنها ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس إلى أن قال ثم مرضت ومكثت أربعين ليلة ثم قضت نحبها وظاهره انها مكثت أربعين ليلة مريضة إلا أنها مكثت بعد أبيها أربعين ليلة .

وعن الباقر (عليه السلام) انها مكثت في مرضها خمسة عشر يوما وتوفيت  وكان عمرها صلوات الله عليها وعلى أبيها عند وفاتها ثماني عشرة سنة وقيل ثماني عشرة سنة وشهرين وقيل وسبعة أشهر هذا على القول بأنها ولدت بعد المبعث بخمس سنين وعلى القول بأنها ولدت بعده بسنتين يكون عمرها إحدى وعشرين سنة وهو الذي رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن أم الحسن بنت أبي جعفر محمد بن علي عن أخيها جعفر بن محمد قال : ماتت فاطمة وهي ابنة إحدى وعشرين وولدت على رأس إحدى وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى قول الاستيعاب في مولدها انه بعد البعثة بسنة يكون عمرها اثنتين وعشرين سنة وعلى القول بأنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين كما هو قول أكثر علماء أهل السنة يكون عمرها ثماني وعشرين سنة .

وعن المدائني ماتت ولها تسع وعشرون سنة وعن الزبير بن بكار عن عبد الله بن الحسن ثلاثون سنة (اه) وكل ذلك ناشئ عن الخلاف في تاريخ مولدها : كما أن الاختلاف في تاريخ وفاتها وسنها يوم تزويجها الظاهر أنه ناشئ عن ذلك والله أعلم .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.