أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2016
4197
التاريخ: 16-12-2014
3907
التاريخ: 16-12-2014
3513
التاريخ: 17-5-2022
2903
|
وارتفعت أصوات البكاء من بيت عليّ ( عليه السّلام ) فارتجّت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، واجتمعت نساء بني هاشم في دار فاطمة ( عليها السّلام ) فصرخن وبكين ، وأقبل الناس إلى عليّ ( عليه السّلام ) وهو جالس والحسن والحسين بين يديه يبكيان ، وخرجت امّ كلثوم وهي تقول : يا أبتاه يا رسول اللّه ! الآن حقا فقدناك فقدا لا لقاء بعده أبدا[1].
واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجّون ، وينتظرون خروج الجنازة ليصلّوا عليها ، وخرج أبو ذر وقال : انصرفوا فإنّ ابنة رسول اللّه قد اخر إخراجها في العشية ، وأقبل أبو بكر وعمر يعزّيان عليا ( عليه السّلام ) ويقولان له : يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله )[2].
وهكذا تفرّق الناس ، وهم يظنّون أنّ الجنازة تشيّع صباح غد ( وروي أنّ وفاتها كانت بعد صلاة العصر أو أوائل الليل ) .
ولكنّ الإمام عليّا ( عليه السّلام ) غسّلها وكفّنها هو وأسماء في تلك الليلة ، ثم نادى : يا حسن يا حسين يا زينب يا امّ كلثوم هلمّوا فتزوّدوا من امّكم فهذا الفراق واللقاء الجنّة ، وبعد قليل نحّاهم أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) عنها [3].
ثم صلّى عليّ على الجنازة ورفع يديه إلى السماء فنادى « اللهمّ هذه بنت نبيّك فاطمة أخرجتها من الظلمات إلى النور ، فأضاءت ميلا في ميل » .
فلمّا هدأت الأصوات ونامت العيون ومضى شطر من الليل تقدّم أمير المؤمنين والعباس والفضل بن العباس ورابع يحملون ذلك الجسد النحيف ، وشيّعها الحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وبريدة وعمار[4].
ونزل عليّ ( عليه السّلام ) إلى القبر ، واستلم بضعة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وأضجعها في لحدها وقال : « يا أرض أستودعك وديعتي ، هذه بنت رسول اللّه ، بسم اللّه الرحمن الرحيم ، بسم اللّه وباللّه وعلى ملّة رسول اللّه محمد بن عبد اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، سلمتك أيتها الصدّيقة إلى من هو أولى بك منّي ، ورضيت لك بما رضي اللّه تعالى لك » ، ثم قرأ مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى ، ثم خرج من القبر ، وتقدّم الحاضرون وأهالوا التراب على تلك الدرّة النبويّة ، وسوّى عليّ ( عليه السّلام ) قبرها .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|