المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

العلاقة بين القانون الدولي العام والقانون الداخلي
18-6-2018
شجرة السواك (أراك)
2024-04-21
قطع الأواصر مع الإخوة في الدين
2023-07-24
المخمرات Fermenters
27-4-2018
الترفيه المحلل ــ بحث روائي
17-8-2022
Instantaneous Rate
17-12-2020


خطبة علي عند تزويجه بفاطمة (عليها السلام)  
  
3639   06:10 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص454-455
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /

روي عن ابن مردويه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي تكلم خطيبا لنفسك فقال :   الحمد لله الذي قرب من حامديه ودنا من سائليه ووعد الجنة من يتقيه وأنذر بالنار من يعصيه نحمده على قديم إحسانه وأياديه حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ومميته ومحييه وسائله عن مساويه ونستعينه ونستهديه ونؤمن به ونستكفيه ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغه وترضيه وأن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه واله) صلاة تزلفه وتحظيه وترفعه وتصفيه وهذا رسول الله (صلى الله عليه واله) زوجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم فاسألوه وأشهدوا قال رسول الله (صلى الله عليه واله) قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن وقد رضيت بما رضي الله فنعم الختن أنت ونعم الصاحب أنت وكفاك برضى الله رضى ثم أمر النبي (صلى الله عليه واله) بطبق بسر أو تمر وأمر بنهبه والروايات مختلفة في قدر مهر الزهراء (عليها السلام) وجنسه والصواب أنه كان خمسمائة درهم اثنتي عشرة أوقية

ونصفا الأوقية أربعون درهما لأنه مهر السنة كما ثبت من طريق أهل البيت(عليهم السلام) وما كان رسول الله (صلى الله عليه واله) ليعدوه في تزويج علي بفاطمة وتدل عليه روايات كثيرة . وفي رواية ابن سعد في الطبقات كان صداق بنات رسول الله (صلى الله عليه واله) ونسائه خمسمائة درهم اثنتي عشرة أوقية ونصفا أما ما دل على أنه أربعمائة مثقال كالخطبة السابقة فهو يقتضي أن يكون أكثر من خمسمائة درهم لأن كل سبعة مثاقيل عشرة دراهم فالخمسمائة درهم تبلغ ثلاثمائة وخمسين مثقالا لا أربعمائة الا أن يكون للمثقال أو الدرهم وزن آخر غير المشهور وقيل إنه كان أربعمائة وثمانين درهما حكاه في الاستيعاب ويدل عليه قول الحسين (عليه السلام) في خبر خطبة مروان أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر ليزيد بن معاوية : لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله (صلى الله عليه واله) في بناته ونسائه وأهل بيته وهو اثنتا عشرة أوقية يكون أربعمائة وثمانين درهما وقوله قد زوجتها من ابن عمها القاسم على أربعمائة وثمانين درهما وفي رواية أن عليا (عليه السلام) باع بعيرا له بذلك المقدار وفي رواية أن المهر كان درع حديد وهي التي تسمى الحطمية فباعها بهذا المقدار وفي رواية أنه كان درع حديد وبردا خلقا .

وتدل بعض الأخبار على أن الدرع والبرد لم يكونا مهرا بل بيعا لذلك وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله) يا علي لقد عاتبني أرجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت عليا فقلت لهم ما أنا منعتكم وزوجته

بل الله منعكم وزوجه.

قال ابن عبد البر في الاستيعاب إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لها زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة وأنه لأول أصحابي اسلاما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ذكر ذلك في ترجمة علي (عليه السلام) ؛ ثم أن عليا (عليه السلام) أتى بالدراهم فصبها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقبض منها قبضة فأعطاها بلالا وقال ابتع لفاطمة طيبا وفي الاستيعاب أمر (صلى الله عليه وآله) أن يجعل ثلثها في الطيب وفي رواية لابن سعد ثلثين في الطيب وثلثا في الثياب ثم قبض منها بكلتا يديه فأعطاه أبا بكر وقال ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت وأردفه بعمار وعدة من أصحابه فكانوا يعرضون الشئ على أبي بكر فان استصلحه اشتروه وقبض قبضة كانت ثلاثة وستين أو ستة وستين فأعطاها أم أيمن لمتاع البيت ودفع الباقي إلى أم سلمة فقال أبقيه عندك فكان مما اشتروه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.