أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
3796
التاريخ: 2-8-2016
3745
التاريخ: 16-10-2015
13276
التاريخ: 19-05-2015
3395
|
قال المفيد في الارشاد : كان الرضا علي بن موسى يكثر وعظ المأمون إذا خلا به ويخوفه الله ويقبح له ما يرتكب من خلافه فكان المأمون يظهر قبول ذلك منه ويبطن كراهته واستثقاله قال المفيد وأبو الفرج : ودخل الرضا (عليه السلام) يوما عليه فرآه يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء فقال (عليه السلام) يا أمير المؤمنين لا تشرك بعبادة ربك أحدا قال المفيد فصرف المأمون الغلام وتولى تمام وضوئه بنفسه وزاد ذلك في غيظه ووجده وكان الرضا يزري على الحسن والفضل ابني سهل عند المأمون إذا ذكرهما ويصف له مساويهما وينهاه عن الاصغاء إلى قولهما وعرفا ذلك منه فجعلا يحطبان عليه عند المأمون ويذكران له عنه ما يبعده منه ويخوفانه من حمل الناس عليه فلم يزالا كذلك حتى قلبا رأيه فيه وعمل على قتله وقال أبو الفرج اعتل الرضا علته التي مات فيها وكان قبل ذلك يذكر ابني سهل عند المأمون فيزري عليهما وينهى المأمون عنهما ويذكر له مساويهما (اه) .
أما الكليني فليس في كتابه رواية تدل على أنه مات مسموما كما أنه لم يذكر في أبيه موسى بن جعفر انه مات مسموما مع اشتهار أمره بذلك بل اقتصر على أنه مات في حبس السندي بن شاهك .
وفي كشف الغمة : بلغني ممن أثق به ان السيد رضي الدين علي بن طاوس كان لا يوافق على أن المأمون سم الرضا ولا يعتقده وكان كثير المطالعة والتنقيب والتفتيش على مثل ذلك والذي كان يظهر من المأمون من حنوه عليه وميله إليه واختياره له دون أهله وأولاده مما يؤيد ذلك ويقرره (اه) .
قال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص وظاهره انه نقله عن أبي بكر الصولي في كتاب الأوراق : وزعم قوم أن المأمون سمه وليس بصحيح فإنه لما مات علي توجع له المأمون وأظهر الحزن عليه وبقي أياما لا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا وهجر اللذات (اه) ويأتي تفصيل الحال في ذلك .
قال المفيد : بعد ما ذكر أن المأمون عمل على قتل الرضا (عليه السلام) فاتفق انه اكل هو والمأمون طعاما فاعتل منه الرضا (عليه السلام) وأظهر المأمون تمارضا وقال أبو الفرج اعتل الرضا فجعل المأمون يدخل إليه فلما ثقل تعلل المأمون وأظهر أنهما أكلا عنده طعاما ضارا فمرضا (اه) .
أقول كلام المفيد يدل على أنه كان قد سمه في ذلك الطعام فتمارض المأمون ليوهم الناس أن مرض الرضا من الطعام الضار لا من السم ولكن عبارة أبي الفرج تدل على أن الطعام لم يكن مسموما وانما كان السم في غيره مما يأتي لكن المأمون أظهر أن المرض من أكل الطعام الضار ولعل ذلك أقرب إلى الصواب . قال أبو الفرج : ولم يزل الرضا عليلا حتى مات ، واختلف في أمر وفاته وكيف كان سبب السم الذي سقيه ، ثم قال المفيد ونحوه أبو الفرج فذكر محمد بن علي بن حمزة عن منصور بن بشير عن أخيه عبد الله بن بشير قال امرني المأمون أن أطول أظفاري على العادة ولا أظهر لاحد ذلك ففعلت ثم استدعاني فاخرج لي شيئا يشبه التمر الهندي وقال لي اعجن هذا بيديك جميعا ففعلت ثم قام وتركني ودخل على الرضا (عليه السلام) فقال ما خبرك قال له أرجو أن أكون صالحا قال له وانا اليوم بحمد الله صالح فهل جاءك أحد من المترفقين في هذا اليوم قال لا فغضب المأمون وصاح على غلمانه وقال للرضا فخذ ماء الرمان الساعة فإنه مما لا يستغنى عنه ثم دعاني فقال ائتنا برمان فاتيته به فقال لي اعصره بيديك
ففعلت وسقاه المأمون الرضا بيديه فشربه فكان ذلك سبب وفاته ولم يلبث إلا يومين حتى مات (عليه السلام) قال محمد بن علي بن حمزة عن أبي الصلت الهروي قال دخلت على الرضا (عليه السلام) وقد خرج المأمون من عنده فقال لي يا أبا الصلت قد فعلوها أي سقوني السم وجعل يوحد الله ويمجده قال محمد بن علي وسمعت محمد بن الجهم يقول كان الرضا (عليه السلام) يعجبه العنب فاخذ له منه شئ فجعل في مواضع اقماعه الإبر أياما ثم نزعت منه وجئ به إليه فاكل منه وهو في علته التي ذكرناها فقتله وذكر ان ذلك من لطيف السموم .
قال علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة : قد ذكر المفيد شيئا ما يقبله نقدي ولعلي وأهم وهو ان الامام (عليه السلام) كان يعيب ابني سهل عند المأمون ويقبح ذكرهما إلى غير ذلك وما كان أشغله بأمور دينه وآخرته واشتغاله بالله عن مثل ذلك وعلى رأي المفيد رحمه الله ان الدولة المذكورة من أصلها فاسدة وعلى غير قاعدة مرضية فاهتمامه (عليه السلام) بالوقيعة فيهما حتى أغراهما بتغيير رأي الخليفة عليه فيه ما فيه ثم إن نصيحته للمأمون واشارته عليه بما ينفعه في دينه لا يوجب أن يكون سببا لقتله وموجبا لركوب هذا الامر العظيم منه وقد كان يكفي في هذا الامر أن يمنعه عن الدخول عليه أو يكفه عن وعظه ثم إنا لا نعرف ان الإبر إذا غرست في العنب صار العنب مسموما ولا يشهد به القياس الطبي والله تعالى اعلم بحال الجميع واليه المصير وعند الله تجتمع الخصوم . قال : ورأيت في كتاب يعرف بكتاب النديم لم يحضرني عند جمع هذا الكتاب : إن جماعة من بني العباس كتبوا إلى المأمون يسفهون رأيه في تولية الرضا (عليه السلام) العهد بعده واخراجه عنهم إلى بني علي (عليه السلام) ويبالغون في تخطئته وسوء رأيه فكتب إليهم جوابا غليظا سبهم فيه ونال من اعراضهم وقال فيهم القبائح وقال من جملة ما قال وبقي على خاطري أنتم نطف السكارى في أرحام القيان إلى غير ذلك وذكر الرضا (عليه السلام) ونبه على فضله وشرف نفسه وبيته وهذا وأمثاله مما ينفي عن المأمون الاقدام على إزهاق تلك النفس الطاهرة والسعي فيما يوجب خسران الدنيا والآخرة والله أعلم .
قال المجلسي في البحار : رد الأربلي في كشف الغمة ما ذكره المفيد بوجوه سخيفة ثم قال بعد نقل كلامه ولا يخفى وهنه إذ الوقيعة في ابني سهل لم تكن للدنيا حتى يمنعه عنها الاشتغال بعبادة الله تعالى بل كان ذلك لما وجب عليه من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع الظلم عن المسلمين مهما أمكن وكون خلافة المأمون فاسدة لا يمنع منه كما نصح غيره للمسلمين في الغزوات والحروب ثم إنه ظاهر ان نصيحة الأشقياء ووعظهم بمحضر الناس لا سيما المدعين للفضل والخلافة مما يثير حقدهم وحسدهم وغيظهم .
أقول واما ان الإبر إذا غرست في العنب لا يصير مسموما ولا يقتضيه القياس الطبي فالظاهر من الخبر ان تلك الإبر كانت مسمومة بسم من لطيف السموم لا ان مجرد وضعها في العنب اثر سما .
قال سبط بن الجوزي عن كتاب الأوراق لأبي بكر الصولي : وقيل إنه دخل الحمام ثم خرج فقدم إليه طبق فيه عنب مسموم قد أدخلت فيه الإبر المسمومة من غير أن يظهر اثرها فأكله فمات (اه) مع أن الخبر الآخر دال على سمه في الرمان .
واما ما ذكره سبط بن الجوزي في الاستدلال على عدم سم المأمون له من أنه توجع له وأظهر الحزن عليه الخ فليس ببعيد من دهاء المأمون ليرفع عن نفسه تهمة قتله التي كانت قد شاعت في ذلك الوقت مع أن التوجع له واظهار الحزن عليه سببه معرفته بفضله لا ينافي وقوع القتل الذي
سببه خوف ذهاب الملك من يده .
قال المؤلف : فيكون قد سمه المأمون في أثناء علته ؛ والذي يقتضيه ظاهر الحال أن المأمون لما رأى اختلال أمر السلطنة عليه ببيعة أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي وكان سبب ذلك بيعته للرضا بولاية العهد وكان الناس ينسبون ذلك إلى الفضل بن سهل وكان الفضل يخفي اضطراب
المملكة عن المأمون خوفا من هذه النسبة ولأغراض أخر سواء كانت النسبة صحيحة أو باطلة فخاف المأمون ذهاب الملك من يده ورأى أنه لا يكف عنه سوء رأي الناقمين فيه إلا قتل الفضل والرضا فبعث إلى الفضل من قتله في حمام سرخس ودس السم إلى الرضا فقتله .
وسواء قلنا إن بيعة المأمون للرضا كانت من أول امرها على وجه الحيلة كما مر عن المجلسي أو قلنا إنها كانت عن حسن نية لا يستبعد منه سم الرضا فان النيات يطرأ عليها ما يغيرها من خوف ذهاب الملك الذي قتل الملوك أبناءهم وإخوانهم لأجله والسبب الذي دعا المأمون إلى قتل الفضل هو الذي دعاه إلى سم الرضا فقتله للفضل الذي لا شك فيه يرفع الاستبعاد عن سمه الرضا بعد ورود الروايات به ونقل المؤرخين له واشتهاره حتى ذكرته الشعراء قال أبو فراس
الحمداني :
باؤوا بقتل الرضا من بعد بيعته * وابصروا بعض يوم رشدهم فعموا
عصابة شقيت من بعد ما سعدت * ومعشر هلكوا من بعد ما سلموا
وقال دعبل في رثاء الرضا (عليه السلام) :
شككت فما أدري أ مسقي شربة * فأبكيك أم ريب الردى فيهون
أيا عجبا منهم يسمونك الرضا * وتلقاك منهم كلحة وغضون
وقوله شككت وإن كان ظاهره عدم العلم إلا أن قوله وتلقاك منهم كلحة وغضون كالمحقق لذلك . وغضون الجبهة ما يحدث فيها عند العبوس الطي .
قال المفيد ونحوه قال أبو الفرج : لما توفي الرضا (عليه السلام) كتم المأمون موته يوما وليلة ثم انفذ إلى محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) وجماعة من آل أبي طالب الذين كانوا عنده فلما حضروه نعاه إليهم وبكى وأظهر حزنا شديدا وتوجعا وأراهم إياه صحيح البدن وقال يعز علي يا أخي أن أراك في هذه الحال قد كنت أؤمل ان أقدم قبلك فابى الله الا ما أراد ثم أمر بغسله
وتكفينه وتحنيطه وخرج مع جنازته يحملها حتى انتهى إلى الموضع الذي هو مدفون فيه الآن فدفنه . والموضع دار حميد بن قحطبة في قرية يقال لها سنا آباد على دعوة من نوقان بأرض طوس وفيها قبر هارون الرشيد وقبر أبي الحسن (عليه السلام) بين يديه في قبلته .
وروى الصدوق في العيون بسنده في حديث : إن آخر ما تكلم به الرضا (عليه السلام) : قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وكان أمر الله قدرا مقدورا .
وانه شق لحد الرشيد فدفنه معه وقال نرجو ان ينفعه الله تبارك وتعالى بقربه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|