أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2021
1478
التاريخ: 29-1-2016
8113
التاريخ: 10-7-2021
877
التاريخ: 12-7-2021
1773
|
مفهوم الجغرافية الطبية
لاشك أن الجغرافيين يجهلون بعض المعلومات الطبية عن الأمراض التي تصيب الإنسان وتؤثر في سلوكه ونشاطه، إضافة إلى أن الأطباء بدورهم يغفلون بعض العوامل الجغرافية والبيئية التي لها علاقة بالأمراض, لذا فان الحاجة تبدو ماسه إلى دراسات جغرافية تحليلية لعناصر البيئة الجغرافية الطبيعية والبشرية التي لها علاقة بتوطن الأمراض وانتشارها في بيئة معينة دون غيرها .
لهذا كان من الأجدر أن تكون هناك مادة مكملة للأخرى تقدم ما يحتاجه الجانب الآخر من الدراسة، ومن هنا فأن الجغرافية الطبية (Medical Geography ) كمادة مشتركة غالباً ما تكون بين مجموعتين وهي الطب والجغرافية التي أصبحت في الوقت الحاضر تشغل حيزاً مهماً.
أن هذا الفرع من الجغرافية يحتاج إلى دراسات وجهود كبيرة تبذل من قبل بعض الباحثين الذين يهتمون بدراسات سكانية تتعلق بحياة البشر وصحة الإنسان. وعليه فقد أشار دادلي ستامب Dudlly Stamp عام 1965 في كتابه جغرافية "الحياة والموت" ان دراسة الجغرافية الطبية يجب ان تتضمن معرفة الناس ، ومعرفة الأمراض التي تصيبهم ، وتوزيعها الجغرافي . وعلى هذا الأساس فقد عَرف الجغرافية الطبية بأنها أداة للبحث ( Tool for Research). ومن الرواد الذين لهم مؤلفات في مجال الجغرافية الطبية ماكلاشان Mcglashan حيث عَرف الجغرافية الطبية بأنها دراسة العوامل المحلية البيئية وارتباطها بحالة الإنسان الصحية.
هذا وقد عُرفت الجغرافية الطبية من قبل كثير من الباحثين المهتمين بهذا المجال من الدراسة، ومعظمها كانت تؤكد على دراسة العلاقات الجغرافية ( الطبيعية والبشرية) والعوامل المسببة للأمراض، فقد عرفها مي May بأنها دراسة العلاقة بين العوامل الجغرافية(الطبيعية والبشرية) والعوامل المرضية Pathology ،وقد أكد على أن ارتباط مجموعة من العوامل في البيئة في مكان وزمان محددين ينتج عنه ظاهرة المرض ، حيث تعتبر العوامل الباثولوجية والعوامل الجغرافية عاملان مهمان يقف عليها مضمون الجغرافية الطبية ، ومدى تأثيرها على صحة الإنسان.
وقد أشار مي May أن العوامل والمتغيرات الجغرافية التي أطلق عليها جيوجينس (Geogens) بأنها عوامل بيئية يعتقد ان يكون لها علاقة بتسبب الأمراض ، كما أشار لها كلاًَمن ارمسترونك والكسندر عندما أكدا أن دراسة هذه العوامل اكثر أهمية ، وربما تكون اكثر فائدة في انتقاء الأسباب الهامة المسببة للمرض ، ويمكن تعريفها أيضا بأنها دراسة العلاقة بين البيئة الجغرافية وصحة الإنسان أو هي العلم الذي يبحث عن التغيرات الجغرافية لظهور المرض ، وعلى أساس هذا يمكن أن تعد الجغرافية الطبية حلقة وصل بين الجغرافية من جهة والطب من جهة أخرى بحيث يخدم كل منهما الآخر ، دون أن يخرج أي منهما عن حدود تخصصه.
اما هاوHowe فقد أشار الى معنى الجغرافية الطبية بأنها عدم قدرة تكيف الإنسان مع عوامل البيئة المرضية ، حسب ما ورد عن آمال. وقد اشار محسن عبد الصاحب المظفر ان الجغرافية الطبية هي دراسة العلاقة بين العوامل الباثولوجية (المرضية) وأثرها في نشأة المرض، او هي أحد الفروع الطبية الحديثة الذي يربط الطب بالجغرافية ، ودراسة خصائص منطقة معينة ومدى تأثيرها على صحة سكان المنطقة، واخذ الباحثون في الجغرافية الطبية يدرسون ماهية الجغرافية الطبية ودورها وأهدافها ، فقد أشار أحد الباحثين المتخصصين في تاريخ الطب إلى ظهور علم جديد وهو (Geo -Medicine) الطب الجغرافي الذي يهتم بدراسة صحة الإنسان والمرضى المتأثرين بعوامل جغرافية.
من خلال ما تقدم يتبين مدى اهتمام الباحثين بهذا الحقل من الجغرافية، على اعتبارها فرعاً من الفروع الحديثة التي تدرس العلاقة بين العوامل الجغرافية (الطبيعية والبشرية) والعوامل المرضية ودورها في نشأة المرض عند الإنسان والحيوان ووسائل التكيف ضد هذه الأمراض. هذا يعني أن الجغرافية الطبية يمكن أن تعد فرع من فروع الجغرافية البشرية، وعلى هذا الاعتبار يكون موضوع الجغرافية الطبية وليدة الحاجات من اجل وعي وتقدم أفضل لمشاكل الصحة البشرية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|