أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
3302
التاريخ: 10-8-2016
3234
التاريخ: 15-10-2015
3331
التاريخ: 19-05-2015
3591
|
السبب في طلب المأمون الرضا (عليه السلام) إلى خراسان ليجعله ولي عهده قيل إن السبب في ذلك أن الرشيد كان قد بايع لابنه محمد الأمين بن زبيدة وبعده لأخيه المأمون وبعدهما لأخيهما القاسم المؤتمن وجعل أمر عزله وابقائه بيد المأمون وكتب بذلك صحيفة وأودعها في جوف الكعبة وقسم البلاد بين الأمين والمأمون فجعل شرقيها للمأمون وأمره بسكنى مرو وغربيها للأمين وأمره بسكنى بغداد فكان المأمون في حياة أبيه في مرو ثم إن الأمين بعد موت أبيه في خراسان خلع أخاه المأمون من ولاية العهد وبايع لولد له صغير فوقعت الحرب بينهما فنذر المأمون حين ضاق به الأمر إن اظفره الله بالأمين أن يجعل الخلافة في أفضل آل أبي طالب فلما قتل أخاه الأمين واستقل بالسلطنة وجرى حكمه في شرق الأرض وغربها كتب إلى الرضا (عليه السلام) يستقدمه إلى خراسان ليفي بنذره .
وهذا الوجه اختاره الصدوق في عيون الأخبار فروى بسنده عن الريان بن الصلت أن الناس أكثروا في بيعة الرضا من القواد والعامة ومن لا يحب ذلك وقالوا هذا من تدبير الفضل بن سهل فأرسل إلي المأمون فقال بلغني أن الناس يقولون إن بيعة الرضا كانت من تدبير الفضل بن سهل قلت نعم قال ويحك يا ريان أ يجسر أحد أن يجئ إلى خليفة قد استقامت له الرعية فيقول له ادفع الخلافة من يدك إلى غيرك أ يجوز هذا في العقل قلت لا والله قال سأخبرك بسبب ذلك : إنه لما كتب إلي محمد أخي يأمرني بالقدوم عليه فأبيت عليه عقد لعلي بن موسى بن ماهان وأمره أن يقيدني بقيد ويجعل الجامعة في عنقي وبعثت هرثمة بن أعين إلى سجستان وكرمان فانهزم وخرج صاحب السرير وغلب على كور خراسان من ناحيته فورد علي هذا كله في أسبوع ولم يكن لي قوة بذلك ولا مال أتقوى به ورأيت من قوادي ورجالي الفشل والجبن فأردت أن ألحق بملك كابل فقلت في نفسي رجل كافر ويبذل محمد له الأموال فيدفعني إلى يده فلم أجد وجها أفضل من أن أتوب إلى الله من ذنوبي وأستعين به على هذه الأمور واستجير بالله عز وجل فامرت ببيت فكنس وصببت علي الماء ولبست ثوبين أبيضين وصليت أربع ركعات ودعوت الله واستجرت به وعاهدته عهدا وثيقا بنية صادقة إن أفضى الله بهذا الأمر إلي وكفاني عاديته أن أضع هذا الأمر في موضعه الذي وضعه الله عز وجل فيه فلم يزل أمري يقوى حتى كان من أمر محمد ما كان وأفضى الله إلي بهذا الأمر فأحببت أن أفي بما عاهدته فلم أر أحدا أحق بهذا الأمر من أبي الحسن الرضا فوضعتها فيه فلم يقبلها إلا على ما قد علمت فهذا كان سببها الحديث ويأتي في حديث أبي الفرج والمفيد أن الحسن بن سهل لما جعل يعظم على المأمون اخراج الأمر من أهله ويعرفه ما في ذلك عليه قال له المأمون إني عاهدت الله على أني إن
ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب وما اعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض .
وقيل إنما بايعه لأنه نظر في الهاشميين فلم يجد أحدا أفضل ولا أحق بالخلافة منه وهذا الوجه لا ينافي الوجه الأول قال اليافعي في مرآة الجنان : إن سبب طلب المأمون الرضا (عليه السلام) إلى خراسان وجعله ولي عهده انه استحضر أولاد العباس الرجال منهم والنساء وهو بمدينة مرو من بلاد خراسان وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفا بين كبير وصغير واستدعى عليا المذكور فانزله أحسن منزل وجمع خواص الأولياء وأخبرهم أنه نظر في ولد العباس وأولاد علي بن أبي طالب فلم يجد أحدا في وقته أفضل ولا أحق بالخلافة من علي الرضا فبايعه .
وقال الطبري في تاريخه إنه ورد كتاب من الحسن بن سهل إلى بغداد أن أمير المؤمنين المأمون جعل علي بن موسى بن جعفر بن محمد ولي عهده من بعده وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا اعلم منه الحديث .
وروى الصدوق في العيون عن البيهقي عن الصولي عن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال أشار الفضل بن سهل على المأمون أن يتقرب إلى الله عز وجل وإلى رسوله بصلة رحمه بالبيعة لعلي بن موسى ليمحو بذلك ما كان من أمر الرشيد فيهم وما كان يقدر على خلافه في شئ إلى أن قال وما كان يحب أن يتم العهد للرضا (عليه السلام) بعده قال الصولي وقد صح عندي ما حدثني به عبيد الله من جهات : منها أن عون بن محمد حدثني عن محمد بن أبي سهل النوبختي أو عن أخ له قال لما عزم المأمون على العقد للرضا (عليه السلام) بالعهد قلت والله لاعتبرن ما في نفس المأمون من هذا الأمر أ يحب اتمامه أو يتصنع به فكتبت إليه على يد خادم كان يكاتبني بأسراره على يده : قد عزم ذو الرياستين على عقد العهد والطالع السرطان وفيه المشتري والسرطان وإن كان شرف المشتري فهو برج منقلب لا يتم أمر يعقد فيه ومع هذا فان المريخ في الميزان في بيت العاقبة وهذا يدل على نكبة المعقود له وعرفت أمير المؤمنين ذلك لئلا يعتب علي إذا وقف على هذا من غيري فكتب إلي إذا قرأت جوابي إليك فاردده إلي مع الخادم ونفسك أن يقف أحد على ما عرفتنيه وأن يرجع ذو الرياستين عن عزمه لأنه إن فعل ذلك ألحقت الذنب بك وعلمت أنك سببه فضاقت علي الدنيا وتمنيت أني ما كنت كتبت إليه ثم بلغني أن الفضل بن سهل قد تنبه على الأمر ورجع عن عزمه وكان حسن العلم بالنجوم فخفت والله على نفسي وركبت إليه فقلت أ تعلم في السماء نجما أسعد من المشتري قال لا قلت أ فتعلم أن في الكواكب نجما يكون في حال أسعد منها في شرفها قال لا قلت فامض العزم على رأيك إذ
كنت تعقده وسعد الفلك في أسعد حالاته فامضى الأمر على ذلك فما علمت أني من أهل الدنيا حتى وقع العقد فزعا من المأمون (اه) .
وحاصل الخبر أن الفضل النوبختي وكان منجما أراد اختبار ما في نفس المأمون فكتب إليه أن احكام النجوم تدل على أن عقد البيعة للرضا في هذا الوقت لا يتم وانها تدل على نكبة المعقود له فإن كان باطن المأمون كظاهره ترك عقد البيعة في ذلك الوقت واخره إلى وقت يكون أوفق منه
فاجابه المأمون وحذره من أن يرجع ذو الرياستين عن عزمه على ايقاع عقد البيعة في ذلك الوقت وانه إذا رجع علم أن ذلك من النوبختي وأمره بإرجاع الكتاب إليه لئلا يطلع عليه أحد ثم بلغه أن الفضل بن سهل تنبه أن الوقت غير صالح لعقد البيعة لأنه كان عالما بالنجوم فخاف النوبختي أن ينسب رجوع الفضل بن سهل عن عزمه إليه فيقتله المأمون فركب إليه وأقنعه من
طريق النجوم أن الوقت صالح على خلاف الحقيقة لأنه كان اعرف منه بالنجوم فلبس الأمر عليه حتى اقنعه .
وقيل إن السبب في ذلك أن الفضل بن سهل أشار عليه بهذا فاتبع رأيه قال الصدوق في عيون أخبار الرضا : قد ذكر قوم أن الفضل بن سهل أشار على المأمون بان يجعل علي بن موسى الرضا ولي عهده منهم أبو علي الحسين بن أحمد السلامي ذكر ذلك في كتابه الذي صنفه في اخبار خراسان قال فكان الفضل بن سهل ذو الرياستين وزير المأمون ومدبر أموره وكان مجوسيا فأسلم على يدي يحيى بن خالد البرمكي وصحبه وقيل بل أسلم سهل والد الفضل على يدي المهدي وأن الفضل اختاره يحيى بن خالد البرمكي لخدمة المأمون وضمه إليه فتغلب عليه واستبد بالأمر دونه وانما لقب بذي الرياستين لأنه تقلد الوزارة ورياسة الجند فقال الفضل حين استخلف المأمون يوما لبعض من كان يعاشره أين يقع فعلي فيما أتيته من فعل أبي مسلم فيما اتاه فقال إن أبا مسلم حولها من قبيلة إلى قبيلة وأنت حولتها من أخ إلى أخ وبين الحالين ما تعلمه ، قال الفضل : فاني أحولها من قبيلة إلى قبيلة ثم أشار على المأمون بان يجعل علي بن موسى الرضا ولي عهده فبايعه وأسقط بيعة المؤتمن أخيه . فلما بلغ خبره العباسيين ببغداد ساءهم ذلك
فاخرجوا إبراهيم بن المهدي وبايعوه بالخلافة فلما بلغ المأمون خبر إبراهيم علم أن الفضل بن سهل أخطأ عليه وأشار بغير الصواب فخرج من مرو منصرفا إلى العراق واحتال على الفضل بن سهل حتى قتله واحتال على علي بن موسى حتى سم في علة كانت أصابته فمات ؛ ثم قال الصدوق : هذا ما حكاه أبو علي الحسين بن أحمد السلامي في كتابه والصحيح عندي أن المأمون انما ولاه العهد وبايع له للنذر الذي قد تقدم ذكره وأن الفضل بن سهل لم يزل معاديا ومبغضا له وكارها لأمره لأنه كان من صنائع آل برمك (اه) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|