المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



بين شرائط الظهور وعلاماته  
  
1337   05:46 مساءً   التاريخ: 2023-08-04
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 306-308
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / علامات الظهور /

يشتبه الأمر على البعض عند الحديث عن علامات الظهور فيخلط بينها وبين شروط الظهور . فيعبّر عن العلامات بالشروط وكذلك العكس .

إلّا أن هناك فوارق هامة وأساسية بين الشروط والعلامات ينبغي الوقوف عندها والاطلاع عليها لما في ذلك من فائدة هامة على هذا الصعيد .

ومن الذين بيّنوا هذه الفوارق وكيف يشترك هذان المفهومان في بعض الأحيان ، السيد محمد الصدر في موسوعته حول الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف حيث قال :

يشترك هذان المفهومان : الشرائط والعلائم ، بأنهما معا مما يجب تحققه قبل الظهور ، ولا يمكن أن يوجد الظهور قبل تحقق كل الشرائط والعلامات . فإن تحققه قبل ذلك ، مستلزم لتحقق المشروط قبل وجود شرطه أو الغاية قبل الوسيلة . . .

كما أنه مستلزم لكذب العلامات التي أحرز صدقها وتوافرها . . .

وبالرغم من نقاط الاشتراك هذه ، فإن ما بينهما من نقاط الاختلاف والفروق ، لا بد لنا من بيانها بشكل يتّضح الفرق بين المفهومين بشكل أساسي .

ونحن إذ نستعرض هذه الفوارق بشكل مختصر نطل من خلالها على أهم ما أورده من نقاط وهي :

الأول [ إن الشرائط عبارة عن عدة خصائص لها التأثير الواقعي في إيجاد يوم الظهور ] :

إن الشرائط عبارة عن عدة خصائص لها التأثير الواقعي في إيجاد يوم الظهور والنصر وإنجاز الدولة العالمية ، ولولاها لا يمكن أن يتحقق ذلك ، لأن معنى الشرط في الفلسفة ، ما كان له بالنتيجة علاقة علّية وسببية لزومية . بحيث يستحيل وجوده بدونه . وإن انعدام بعض الشرائط يقتضي انعدام الظهور أساسا بحيث لا يعقل تحققه . وانعدام بعضها الآخر يقتضي فشله .

إذن لا بد أولا من اجتماع الشرائط ، لكي يمكن تحقق الظهور ونجاحه .

أما العلامة ، فليس لها من دخل سوى الدلالة والإعلام والكشف عن وقوع الظهور بعدها ، مثالها هيجان الطيور الدال على وقوع المطر أو العاصفة بعده من دون أن يقال : إن العاصفة لا يمكن أن تقع بدون هيجان الطيور . بل يمكن وقوعها بطبيعة الحال .

وهذا هو الذي نجده في علامات الظهور ، فإنه يمكن تصور حدوثه بدونها .

ولا يلزم من تخلفها انخرام سبب أو مسبّب . . .

لذلك يمكن لليوم الموعود أن يتحقق سواء وجدت أم لم توجد وإنما هي أمور جعلت من قبل اللّه سبحانه وبلّغت إلى البشر من قبل الصادقين قادة الإسلام الأوائل . بصفتها دوال وكواشف عن قرب الظهور . إذا كانت من العلامات القريبة ، أو عن أصل حصوله . لو كانت من العلامات البعيدة ، وذلك ليكون الأفراد المنتظرون لذلك اليوم المختارون للعمل فيه نتيجة لنجاحهم التام في التمحيص بحالة التهيؤ النفسي الكامل لاستقباله عند حدوث العلامات القريبة .

نعم ، ينبغي أن نأخذ بنظر الاعتبار ، نقطة واحدة ، وهي أن بعض العلامات ، كوجود الدجال وقتل النفس الزكية ، مربوطة ارتباطا عضويا بالشرائط . بمعنى أن هذه العلامات من مسببات ونتائج عصر الفتن والانحراف الذي هو سبب التمحيص الذي هو سبب إيجاد أحد شرائط الظهور .

الثاني : [ إن علامات الظهور ، عبارة عن عدة حوادث ، قد تكون مبعثرة ]

إن علامات الظهور ، عبارة عن عدة حوادث ، قد تكون مبعثرة ، وليس من بد من وجود ترابط واقعي بينهما ، سوى كونها سابقة على الظهور . . . الأمر الذي برّر جعلها علامة للظهور ، في الأدلة الإسلامية .

وأما شرائط الظهور ، فإن لها باعتبار التخطيط الإلهي الطويل . . . ترابط سببي ومسببي واقعي ، سواء نظرنا إلى ظرف وجودها قبل الظهور ، أو نظرنا إلى ظرف انتاجها بعد الظهور .

الثالث : [ إن شرائط الظهور دخيلة في التخطيط الإلهي ]

إن شرائط الظهور دخيلة في التخطيط الإلهي ، ومأخوذة بنظر الاعتبار فيه ، باعتبار توقف اليوم الموعود عليها ، بل إن البشرية كلها من أول ولادتها إلى يوم الظهور ، كرّسها التخطيط الإلهي ، لإيجاد يوم الظهور .

وأما العلامات ، فليس لها أي دخل من هذا القبيل . . . بل كل إنتاجه ، هو إعلام المسلمين وتهيئة الذهنية عندهم لاستقبال يوم الظهور . وجعلهم مسبوقين بحدوثه في المستقبل أو بقرب حدوثه[1].

 

[1] راجع تاريخ الغيبة الكبرى ، السيد محمد الصدر ، ص 396 و 397 و 398 . وتاريخ ما بعد الظهور ، ص 65 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.