أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
3713
التاريخ: 2023-08-18
1528
التاريخ: 3-08-2015
3200
التاريخ: 3-08-2015
7735
|
يشتبه الأمر على البعض عند الحديث عن علامات الظهور فيخلط بينها وبين شروط الظهور . فيعبّر عن العلامات بالشروط وكذلك العكس .
إلّا أن هناك فوارق هامة وأساسية بين الشروط والعلامات ينبغي الوقوف عندها والاطلاع عليها لما في ذلك من فائدة هامة على هذا الصعيد .
ومن الذين بيّنوا هذه الفوارق وكيف يشترك هذان المفهومان في بعض الأحيان ، السيد محمد الصدر في موسوعته حول الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف حيث قال :
يشترك هذان المفهومان : الشرائط والعلائم ، بأنهما معا مما يجب تحققه قبل الظهور ، ولا يمكن أن يوجد الظهور قبل تحقق كل الشرائط والعلامات . فإن تحققه قبل ذلك ، مستلزم لتحقق المشروط قبل وجود شرطه أو الغاية قبل الوسيلة . . .
كما أنه مستلزم لكذب العلامات التي أحرز صدقها وتوافرها . . .
وبالرغم من نقاط الاشتراك هذه ، فإن ما بينهما من نقاط الاختلاف والفروق ، لا بد لنا من بيانها بشكل يتّضح الفرق بين المفهومين بشكل أساسي .
ونحن إذ نستعرض هذه الفوارق بشكل مختصر نطل من خلالها على أهم ما أورده من نقاط وهي :
الأول [ إن الشرائط عبارة عن عدة خصائص لها التأثير الواقعي في إيجاد يوم الظهور ] :
إن الشرائط عبارة عن عدة خصائص لها التأثير الواقعي في إيجاد يوم الظهور والنصر وإنجاز الدولة العالمية ، ولولاها لا يمكن أن يتحقق ذلك ، لأن معنى الشرط في الفلسفة ، ما كان له بالنتيجة علاقة علّية وسببية لزومية . بحيث يستحيل وجوده بدونه . وإن انعدام بعض الشرائط يقتضي انعدام الظهور أساسا بحيث لا يعقل تحققه . وانعدام بعضها الآخر يقتضي فشله .
إذن لا بد أولا من اجتماع الشرائط ، لكي يمكن تحقق الظهور ونجاحه .
أما العلامة ، فليس لها من دخل سوى الدلالة والإعلام والكشف عن وقوع الظهور بعدها ، مثالها هيجان الطيور الدال على وقوع المطر أو العاصفة بعده من دون أن يقال : إن العاصفة لا يمكن أن تقع بدون هيجان الطيور . بل يمكن وقوعها بطبيعة الحال .
وهذا هو الذي نجده في علامات الظهور ، فإنه يمكن تصور حدوثه بدونها .
ولا يلزم من تخلفها انخرام سبب أو مسبّب . . .
لذلك يمكن لليوم الموعود أن يتحقق سواء وجدت أم لم توجد وإنما هي أمور جعلت من قبل اللّه سبحانه وبلّغت إلى البشر من قبل الصادقين قادة الإسلام الأوائل . بصفتها دوال وكواشف عن قرب الظهور . إذا كانت من العلامات القريبة ، أو عن أصل حصوله . لو كانت من العلامات البعيدة ، وذلك ليكون الأفراد المنتظرون لذلك اليوم المختارون للعمل فيه نتيجة لنجاحهم التام في التمحيص بحالة التهيؤ النفسي الكامل لاستقباله عند حدوث العلامات القريبة .
نعم ، ينبغي أن نأخذ بنظر الاعتبار ، نقطة واحدة ، وهي أن بعض العلامات ، كوجود الدجال وقتل النفس الزكية ، مربوطة ارتباطا عضويا بالشرائط . بمعنى أن هذه العلامات من مسببات ونتائج عصر الفتن والانحراف الذي هو سبب التمحيص الذي هو سبب إيجاد أحد شرائط الظهور .
الثاني : [ إن علامات الظهور ، عبارة عن عدة حوادث ، قد تكون مبعثرة ]
إن علامات الظهور ، عبارة عن عدة حوادث ، قد تكون مبعثرة ، وليس من بد من وجود ترابط واقعي بينهما ، سوى كونها سابقة على الظهور . . . الأمر الذي برّر جعلها علامة للظهور ، في الأدلة الإسلامية .
وأما شرائط الظهور ، فإن لها باعتبار التخطيط الإلهي الطويل . . . ترابط سببي ومسببي واقعي ، سواء نظرنا إلى ظرف وجودها قبل الظهور ، أو نظرنا إلى ظرف انتاجها بعد الظهور .
الثالث : [ إن شرائط الظهور دخيلة في التخطيط الإلهي ]
إن شرائط الظهور دخيلة في التخطيط الإلهي ، ومأخوذة بنظر الاعتبار فيه ، باعتبار توقف اليوم الموعود عليها ، بل إن البشرية كلها من أول ولادتها إلى يوم الظهور ، كرّسها التخطيط الإلهي ، لإيجاد يوم الظهور .
وأما العلامات ، فليس لها أي دخل من هذا القبيل . . . بل كل إنتاجه ، هو إعلام المسلمين وتهيئة الذهنية عندهم لاستقبال يوم الظهور . وجعلهم مسبوقين بحدوثه في المستقبل أو بقرب حدوثه[1].
[1] راجع تاريخ الغيبة الكبرى ، السيد محمد الصدر ، ص 396 و 397 و 398 . وتاريخ ما بعد الظهور ، ص 65 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|